شهدت القمة
العربية الـ26 المنعقدة بمدينة شرم الشيخ (شمال شرق مصر) التي اختتمت أعمالها أمس، 20 مشهدا خطفت الأضواء.
ورصدت الأناضول خلال فعاليات القمة 20 مشهدا، بدأت بانقطاع الصوت خلال كلمات أربعة رؤساء، وغياب ممثل سوريا، فضلا عن غياب سبعة رؤساء عن الحضور، فيما كان ملك الأردن عبد الله الثاني الزعيم الوحيد الذي لم يتحدث.
ومن ذلك، التفاعل الكبير للحضور مع عبارة "تحيا الأمة العربية" التي اختتم بها الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي كلمته، فضلا عن شكر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مصر على حفاوة الاستقبال.
وشهدت القمة تمثيلا وصفه مراقبون بالضعيف لدولة الإمارات، فضلا عن عدم حديثه في جلسات القمة التي تمت إذاعتها على الهواء مباشرة، لتكون ضمن وفدين لم يتحدثا طوال القمة مع وفد جزر القمر.
وفيما يأتي رصد "الأناضول" للمشاهد الستة:
خطأ تقني يقطع الصوت خلال كلمات 4 رؤساء:
حدث انقطاع جزئي استمر للحظات لصوت الميكروفون مع أربعة زعماء خلال إلقائهم كلماتهم، قبل أن يتم إصلاحه في كل مرة خلال ثوان، حيث توقف المتحدثون عن كلمتهم حتى إصلاح العطل.
كان أول عطل فني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ثاني المتحدثين في القمة، قبل أن يتكرر بالترتيب مع أمير قطر تميم بن حمد، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأخيرا مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
استقبال السيسي لتميم بالعناق:
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، بالعناق والقبلات في مطار شرم الشيخ، وهو الاستقبال الذي كشف حفاوة استقبال مصرية بالضيف القطري في مشهد لفت الأنظار بشدة.
فيما تقدم تميم بالشكر إلى مصر رئيسا وحكومة وشعبا على حُسن الاستقبال، وقال في بداية كلمته: "أود فى البداية أن أعرب عن بالغ التقدير لجمهورية مصر العربية الشقيقة، رئيسا، وحكومة، وشعبا، على الجهود المبذولة لإنجاح هذه القمة وعلى حسن الاستقبال".
في الوقت الذي نقلت فيه وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن تميم بعث قبيل مغادرته شرم الشيخ، اليوم، ببرقية شكر إلى السيسي، عبر فيها عن "شكره وتقديره على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال".
ووصل أمير قطر إلى مصر، في وقت سابق اليوم، في زيارة هي الأولى له لمصر منذ تولي السيسي مقاليد الحكم في 8 حزيران/ يونيو 2014، وكان في مقدمة مستقبليه الرئيس السيسي.
وتأتي مشاركة أمير قطر في وقت تشهد فيه العلاقات بين مصر وبلاده توترا، بعد تقارب محدود بينهما نهاية العام الماضي بمبادرة من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وعقب وصوله، قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إن "الشيخ تميم وأخوه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عقدا لقاء ثنائيا بمطار شرم الشيخ بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".
تحيا الأمة العربية:
اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة بعبارة "تحيا الأمة العربية"، والتي كررها ثلاث مرات، لتلقى تصفيقا كبيرا من الحضور.
وذلك قبل أن يتم تفعيل "هاشتاغ" على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) يحمل عبارة السيسي "تحيا الأمة العربية"، ليحتل المركز الأول في مصر والرابع في السعودية، بحسب رصد مراسل الأناضول، في اليوم الأول للقمة (السبت الماضي)، وسط مشاركة واسعة في عدد من البلدان العربية الأخرى.
وكان جديدا على السيسي ترديد شعار جديد عن شعاره الذي اتخذه في حملته الانتخابية الرئاسية (جرت في أيار/ مايو 2014، وفاز فيها السيسي بنسبة 96.9%)، وهو شعار "تحيا مصر"، وهو الشعار الذي استخدمه أيضا في عدة مناسبات محلية وإقليمية ويختتم به كلماته الرسمية دائما.
قمة الـ21 دولة لغياب سوريا نظاما ومعارضة:
كان مقعد سوريا هو المقعد الوحيد الشاغر خلال هذه القمة بين مقاعد الدول العربية.
ولم يجلس أحد على مقعد سوريا مثلما كان عليه الأمر في القمم السابقة وآخرها قمة الكويت 2014، بينما تم رفع العلم السوري ذي النجمتين بجوار المقعد الخالي وبين أعلام الدول العربية المشاركة في القاعة الرئيسة التي انطلقت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة.
ولم يعرف أسباب عدم دعوة الائتلاف السوري المعارض لحضور القمة.
وكان وزراء الخارجية العرب اتخذوا قرارًا في شهر تشرين أول/ نوفمبر 2011 بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وذلك بسبب "ممارسات النظام السوري بحق شعبه".
يذكر أنه في قمة الدوحة في آذار/ مارس 2013 جلس معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على مقعد بلاده في القمة، وألقى كلمة أمام القادة ورؤساء وفود الدول العربية ورُفع علم (الثورة) ذو الثلاث نجمات داخل القاعة الرئيسة للمؤتمر.
أما في قمة الكويت في آذار/ مارس 2014، فلم يسمح لأحمد الجربا، رئيس الائتلاف وقتها، بالجلوس على مقعد بلاده الشاغر، وتم السماح له بإلقاء كلمة فيها فقط، فيما رفع العلم السوري ذو النجمتين (المعتمد من قبل النظام) في القاعة.
واعتبر الائتلاف السوري المعارض، في بيان له السبت، عدم دعوته لحضور
القمة العربية، "مؤشرا على تراجع موقف الجامعة عن اعترافها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري"، مطالبا بتسليمه مقعد بلاده الشاغر في الجامعة.
7 رؤساء غابوا عن الحضور:
غاب عن حضور هذه القمة العربية سبعة رؤساء وزعماء عن دولهم.
ولم يعرف بعد سبب غياب زعماء الدول السبع عن القمة، غير أن بعضهم عانى مؤخرا مشاكل صحية مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، فيما فشل البرلمان اللبناني على مدار الأشهر الماضية في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال سليمان المنتهية ولايته، بينما لم تنتخب ليبيا رئيسا جديدا للبلاد منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011، وتعاني حاليا من حالة انقسام حادة.
فيما فضل بعض القادة إرسال من ينوب عنهم لحضور القمة، دون إبداء أسباب، وهو ما حدث مع الرئيس الإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان، وملك المغرب محمد السادس، ورئيس جزر القمر الاتحادية إكليل ظنين.
ويشارك في القمة زعماء 14 دولة عربية وممثلون بمستويات دبلوماسية مختلفة لبقية الدول، من إجمالي زعماء وقادة 21 دولة عربية، بعد أن تم تجميد مقعد سوريا (العضو الـ22 في دول الجامعة).
زعيم حضر ولم يتحدث:
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، هو الزعيم العربي الوحيد الذي حضر القمة العربية، وتواجد داخل القاعة، إلا أنه لم يتحدث في الجلسة الافتتاحية، أو في الجلسة الأولى، ولم يعرف سبب عدم حديثه.
وعندما بدأت الجلسة الثالثة المقررة لاستكمال كلمات الوفود، مساء السبت، تحدث عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني، الذي جلس في مقعد بلاده، وغاب عن الجلسة الملك عبد الله.
وتحدث كل الرؤساء الـ13 الآخرين، الذين حضروا الجلسة، والتي بدأت بأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، ثم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وتحدث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ثم الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
كحة النسور:
رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، أصابته غصة في بداية إلقائه كلمته، ما اضطره للتوقف لشرب الماء، وقال موجها حديثه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره رئيس القمة: "آسف سيادة الرئيس"، لكن السيسي رد عليه مداعبا: "هنمنع الناس تكح يعني؟".
وفدان لم يتحدثا طوال أعمال القمة:
لم يتحدث مندوبا وممثلا دولتين مشاركتين في القمة العربية، طوال اليوم الأول والثاني، وهي الإمارات العربية المتحدة ويترأس وفدها الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة، وجزر القمر ويترأس وفدها نورديني بورهاني نائب الرئيس.
بينما تحدث كل من عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي المنعقد في طبرق، وعبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة بالجزائر، وأسعد بن طارق آل سعيد المبعوث الشخصي للسلطان قابوس بن سعيد ممثلا عن سلطنة عمان، وتمام سلام رئيس وزراء لبنان.
وجاءت كلمة المغرب التي ترأس وفدها عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة، متأخرة في الجلسة الختامية.
أقصر كلمة:
جاءت كلمة رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران أقصر خطاب أمام قمة عربية، إذ لم يدم خطابه الذي تأخر إلى الجلسة الختامية إلا ثلاث دقائق فقط، قدم خلالها الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلن عن ترحيب المغرب باستضافة القمة العربية المقبلة.
الحديث مرتجلا:
سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، هو الوحيد من بين المتحدثين في القمة الذي ارتجل كلمته، دون أن يلقيها من ورقة.
دعاء الرئيس الفلسطيني:
خرج الرئيس الفلسطيني عن النص المكتوب في كلمته، وخلال معرض حديثه عن اليمن قال: "جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، الله معكم ونحن معكم.. والأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي الله معكم ونحن معكم".
طلب المعونة الاقتصادية:
تفرد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، خلال كلمته بالحديث عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده، ودعا الحكام العرب إلى إعانتهم وضخ الاستثمارات في بلاده لدعم جهود التنمية.
وطلب الرئيس الصومالي من القادة العرب، فتح الأسواق العربية أمام المنتجات الصومالية بشروط ميسرة، وعقد مؤتمر لإعمار الصومال، وإعفاء بلاده من الديون، ودعمه بمبلغ 10 ملايين دولار شهريا لمدة عام.
مصر تشكر روسيا والسعودية تنتقدها:
تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالشكر باسمه واسم القمة العربية، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الرسالة التي أرسلها للقمة، قال فيها إن "بلاده تولي أهمية للتسوية العادلة للأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، عن طريق حوار شامل، والبحث عن مصالحات وطنية عامة".
وهي الرسالة التي رد عليها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بقوله: "الرئيس الروسي يتكلم عن المشاكل التي تمر بالشرق الأوسط، وكأن روسيا ليست مؤثرة على هذا المشهد، وعلى سبيل المثال سوريا.. هم يتكلمون عن مآسي الوضع في سوريا بينما هم جزء أساسي من المآسي في المشهد السوري، يمنحون من الأسلحة للنظام السوري ما هو فوق حاجته لمحاربة شعبه، ويمنحونه الأسلحة الاستراتيجية رغم أن القانون الروسي نفسه يمنع روسيا من بيع السلاح للدول التي تستخدمه في الهجوم وليس الدفاع".
وطالب الفيصل خلال كلمته روسيا بأن تكون مساعيها في علاقتها مع النظام السوري "تتماشى مع الأهداف التي ذكرها في رسالته" للقادة العرب، مضيفا أنه "لا أريد أن نقف ضد روسيا أو لا نراعي مصالح روسيا، بل نريد مصالح مع روسيا، ونريد النظر لها كبلد صديق يريد الخير لنا".
تمثيل ضعيف للإمارات:
وصف مراقبون تمثيل دولة الامارات في القمة العربية، بالضعيف، بالمقارنة بالتمثيل في المؤتمر الاقتصادي المصري الذي عقد في ذات المنتجع في الفترة بين 13 و15 آذار/ مارس الجاري.
وشاركت الإمارات في القمة العربية بوفد يرأسه الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة، بينما شارك في المؤتمر الاقتصادي بوفد ترأسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
مغادرة سريعة:
رغم التمثيل الدبلوماسي الرسمي للكويت والسعودية وقطر في القمة، إلا أن مغادرة أمراء هذه الدول بسرعة كان لافتا، إذ غادر كل من الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أعمال القمة بعد دقائق من كلمتيهما في الجلسة الافتتاحية.
وغادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على متن طائرة الملك سلمان.
وغادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، عقب الجلسة الأولى للقمة مباشرة.
احتفاء بإعلامي مثير للجدل بمصر:
من بين مئات ممن شاركوا في تغطية القمة، بدا الإعلامي المصري المثير للجدل توفيق عكاشة والمذيعة في قناة الفراعين (خاصة) حياة الدرديري، الأكثر شعبية بين الموظفين والعمال في قاعة المؤتمرات، حيث طلب الكثير منهم التقاط صور معهم، بحسب صحف محلية.
خلط الأمين العام للجامعة بين سوريا وفلسطين:
الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أخطأ في الإجابة عن سؤال بشأن سوريا أثناء المؤتمر الصحفي، عقب انتهاء أعمال القمة، فقال "الشعب الفلسطيني" بدلا من "الشعب السوري"، إلا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري صححه على الفور، وما دفع العربي لتبرير خطئه بأنه "يتحدث كثيرا عن الشعب الفلسطيني".
أزمة السؤال الاقتصادي:
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء فاعليات القمة، رفض سامح شكري وزير الخارجية المصري الرد على سؤال حول مناقشات القادة العرب في التنمية الاقتصادية، بعد أن قدمه نبيل العربي الأمين العام للجامعة للرد على سؤال، وهو ما رد عليه شكري: "مبحبش (لا أحب) اتكلم في الاقتصاد".
فنادق سالم تأخذ نصيب الأسد:
وحظي منتجع "جولي فيل" المملوك لرجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم، بإقامة معظم الزعماء، لكونه يقع بجانب المركز الدولي للمؤتمرات، إضافة إلى عدد من المسؤولين المصريين رفيعي المستوى سواء من الرئاسة أم الحكومة، بحسب صحف محلية.
لغة عربية متلعثمة:
بدا واضحاً ضعف اللغة العربية في حديث معظم الزعماء العرب خلال مشاركتهم في القمة، على الرغم من حديث الجميع لكلمات معدة سلفا وجرى تشكيلها عبر ورقات يقرأون منها، وهو ما لاقى موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).
وغرد الكاتب الأردني ياسر الزعاترة، على صفحته في "تويتر": "اللغة العربية هي أكثر ما يُهان في القمم العربية. الله غالب". وقال الكاتب الصحفي وائل البتيري، أردني الجنسية في "تويتر": "اللغة العربية في مؤتمر القمة العربية تشكو أمرها إلى الله".
وجاءت كلمة الرئيس العراقي فؤاد معصوم هي الأفضل في الالتزام بقواعد اللغة العربية، رغم أن أصوله كردية، تلته كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.