أثار إعلان قناة "CBC" المصرية تأجيل الحلقة المسجلة مع الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل، والتي كان من المفترض أن تعرض بالتزامن مع بدء القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ المصرية، جدلاً واسعاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
فهيكل المعروف بقربه من الرؤساء المصريين منذ الخمسينيات، والذي يعرف بـ"ناصح الرؤساء"، أخطأ في تقديره بخصوص الهجمة على اليمن، ولم يتوقع في حواره مع المذيعة لميس الحديدي قبل ثلاثة أيام من موعد عرضه، أن تشن حرب مثل "عاصفة الحزم" من قبل دول عربية على اليمن.
وبعد سوء التقدير، طلب هيكل، بحسب ما كشفت صحيفة الوطن المصرية "إعادة تسجيل الحلقة، وإجراء تعديلات جوهرية وتأجيل البث إلى يوم الجمعة المقبل"، حيث إنه "ألح على عدم إذاعة الحلقة لأن تحليله للقمة العربية التي ستنعقد في شرم الشيخ والأزمة اليمنية، جاء مخالفًا لما حدث على أرض الوقع، وقد تم تسجيل الحلقة قبل بدء الضربات الخليجية العربية على اليمن".
وأضافت الوطن: "هيكل ذكر لإدارة القناة أن إذاعة الحلقة اليوم، سيعرضه لحرج بالغ".
وكانت لميس الحديدي كتبت عبر حسابها على "تويتر": "نعتذر عن تأجيل حوار الأستاذ هيكل هذا الأسبوع، حيث إن الحلقة المسجلة لا تتناول الأحداث الأخيرة، ونقدم حلقة جديدة الأسبوع المقبل بإذن الله".
استدراك هيكل
وبعد هذا الجدل، أصدر هيكل بيانًا بشأن إلغاء الحلقة المسجلة، أكد بدوره -ضمنًا- خطأ تحليله للأحداث في
اليمن وللتحرك السعودي والعربي، حيث ظهر في سطور البيان غضب هيكل على ما فعلته دول الخليج بالمبادرة بالحرب قبل القمة، وهو الذي تحدث في حواره (الملغي) عن أنها لن تتحرك إلا إذا تحركت
مصر وقادتهم، وبعد القمة العربية لا قبلها، ما أظهر تراجع مصر إقليميًا لصالح السعودية.
وقال هيكل في البيان، إنه اتفق مع شبكة قنوات "CBC" على تأجيل حلقة الحوار الأولى، التي كان مقررًا أن تُبث مساء الجمعة 27 آذار/ مارس، وقال البيان: "السبب الرئيس في أفضلية التأجيل، أن طوارئ الحوادث سبقت بقرار العمل العسكري في اليمن، بواسطة عشر دول عربية ضمنها مصر، التي أعلنت أنها سوف تشارك في القتال بقوات جوية وبحرية وبرية إذا اقتضى الأمر".
وبنبرة تبدو غاضبة على الهجوم على اليمن، قال هيكل: "الواضح أن هذه الطوارئ سبقت كل الترتيبات، وأولها مؤتمر القمة العربية ذاته، فقد كان المتصور أن يكون التدخل العسكري لاحقًا للقمة، ونتيجة لقراراتها، خصوصًا أن أهم البنود الواردة في جدول أعمالها كان بند إنشاء قوة عربية مشتركة".
وقال إن "معنى بداية العمليات قبل القمة، أن عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحدة"، على حد قوله.
وادعى هيكل في بيانه أن الطيران الأمريكي يشارك "صراحة" في القتال، و"تلك أحوال تدعو أغلب الظن إلى أن هناك ما دعا إلى المواجهة العسكرية في أقصى الجنوب في اليمن"، وهو الأمر الذي نفته السعودية.
هجوم إعلامي على هيكل "الإيراني"
من جهتها هاجمت الكاتبة الكويتية، فجر السعيد، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بسبب تصريحاته التي وجه فيها النصيحة للسيسي بألا يجعل اليمن "محرقة للمصريين"، على حد قولها.
وكتبت "السعيد"، عبر حسابها على موقع "فيسبوك": "هيكل يتصور أن العالم لا يزال في 1950 عندما كان في عز شبابه.. الزمن توقف عنده ويبدو أنه لا يعلم ما يدور".
بدوره قال أحمد المسلماني المستشار السابق للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إن محمد حسنين هيكل كان مستشارا إعلاميا للزعيم الإيراني آية الله الخميني منذ أن قابله في باريس وزاره في طهران، مشيرا إلى أن "هيكل قد تولى لسنوات طويلة الحملة على الشاه والتعظيم للخميني وثورته".
وأضاف المسلماني في تصريحات صحفية له السبت، أن "نقد هيكل للعمليات العسكرية فى اليمن أمر طبيعي، ذلك أن هيكل كان دوما حليفا فكريا وإعلاميا للمنظومة الإيرانية، بل إنه استخدم في كتابه (المقالات اليابانية) مصطلح (الخليج الفارسي) وليس الخليج العربي رغم تقديم هيكل لمشروعه الفكري باعتباره أحد رواد القومية العربية".
وتابع مسلماني هجومه قائلاً: "إن هيكل وروبرت فيسك هما أبرز الداعمين للأصولية الشيعية عربيا وغربيا".