انطلقت أمس، السبت، أعمال
القمة العربية السادسة والعشرين التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ
المصرية، وسط تحديات خطيرة تواجه الدول العربية، أبرزها اندلاع الحرب في أربع دول منها على الأقل، فيما تسود التوترات والعنف عدة دول أخرى.
وبينما كان الزعماء العرب مشغولين بمناقشة عدد من القضايا الهامة مثل الأزمة اليمنية وتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب، كان عدد من المراقبين مهتمين بمتابعة مشاهد ولقطات طريفة لفتت انتباههم خلال القمة.
الخليجيون يغادرون سريعا
وكعادتهم، غادر الحكام الخليجيون مقر انعقاد المؤتمر سريعا، لكنهم تركوا مقاعدهم المرة أسرع من أي وقت مضى حيث غادر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الجلسة الافتتاحية بعد بدئها بدقائق قليلة وبمجرد انتهائه من إلقاء كلمته، متجاهلا كلمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، وتبادل التحية مع باقي أعضاء الوفود المشاركة، ثم غادر القاعة بشكل نهائي، وكذلك فعل أمير الكويت وأمير قطر.
وفور رؤيته للملك سلمان وهو يغادر القاعة، سارع
السيسي بمغادرة المنصة الرئيسية لرئيس الجلسة الافتتاحية للقمة، وذهب إلى مكان سلمان وودعه قبل خروجه من القاعة.
عكاشة بين الزعماء العرب
وكانت من أبرز مفاجآت القمة ظهور الإعلامي المصري المثير للجدل والمقرب من الأجهزة الأمنية توفيق عكاشة، داخل القاعة الرئيسية، وهو يصافح الزعماء العرب وبصحبته مساعدته حياة الدرديري، قبيل بدء فعاليات القمة.
وأثار هذا الموقف استغراب وسخط الصحفيين الذين تم منعهم من دخول القاعة بسبب الترتيبات الأمنية، فيما سمح لعكاشة فقط بدخولها بعد أن سار على السجاد المخصص للملوك والرؤساء وتلقى معاملة رئاسية في ظل ترحيب وتقدير واضحين من القيادات الأمنية والدبلوماسيين المصريين.
غياب سوري ومشاركة إماراتية هزيلة
وغاب عن القمة أي تمثيل سوري، لأول مرة منذ عقود طويلة، بينما رفع العلم السوري التقليدي، وليس علم الثورة بجوار المقعد الخالي وبين أعلام الدول العربية المشاركة في القاعة التي استضافت الجلسة الافتتاحية.
وكان وزراء الخارجية العرب قد اتخذوا قرارا في نوفمبر 2011 بتجميد عضوية سوريا، بسبب ممارسات نظام بشار الأسد بحق شعبه، وفي قمة الدوحة في مارس 2013 تولى معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق لائتلاف المعارضة السورية تمثيل بلاده، ورفع علم الثورة السورية داخل المؤتمر، وفي قمة الكويت في مارس 2014، لم يجلس أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض بين الزعماء، وألقى فقط كلمة في المؤتمر، بينما عاد العلم السوري التقليدي للظهور في القاعة مرة أخرى.
كما أثار التمثيل الإماراتي الهزيل العديد من التكهنات حول أسباب مقاطعة كبار المسئولين في أبو ظبي أو دبي للقمة على الرغم من العلاقات المتميزة مع النظام الحاكم في مصر ومشاركة الإمارات في المؤتمر الاقتصادي الذي استضافته شرم الشيخ الأسبوع الماضي وتبرعها بأربعة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري.
ومن بين ثلاثة عشر زعيما عربيا شاركوا في القمة العربية، كان هناك خمسة يزورون مصر للمرة الأولى منذ توليهم مقاليد الحكم في بلادهم، وهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس العراقي فؤاد معصوم.
رسالة مرسي للقمة
وكان الرئيس محمد مرسي الغائب الحاضر في القمة، إذ نشر أحمد عبدالعزيز، أحد أعضاء الفريق الإعلامي لمرسي، رسالة قال إنها موجهة من الرئيس إلى الزعماء المشاركين في القمة العربية.
وكتب عبد العزيز -عبر "فيس بوك" قائلا- : "باسم السيد الرئيس محمد مرسي رئيس مصر وفريقه الرئاسي أتوجه بهذه الكلمات إلى زعماء الدول العربية المشاركين في القمة العربية، إنه لمن العار، والاستخفاف بأنفسكم قبل شعوبكم، أن تجتمعوا في حضرة سفاح منقلب على شرعية رئيس منتخب، لكي تدينوا انقلاب الحوثيين في اليمن الذي ما كان ليقوم لولا دعم بعضكم، واليوم يسعى هذا البعض لاستعادة هذه الشرعية بأي ثمن، بينما صاحب الشرعية في مصر، الرئيس المنتخب يقبع في زنزانة مكبل اليدين على مرمى حجر منكم، ومئات الآلاف من أنصاره بين شهيد ومفقود وجريح ومعتقل ومطارد ومهاجر، إن لم يكن هذا هو العار، فما العار إذن؟".
أخطاء في طابع البريد
وفي سياق ذي صلة، أصدرت هيئة البريد المصرية، طابعاً تذكارياً بمناسبة انعقاد القمة العربية، حمل في خلفيته خريطة الوطن العربي باللون الأخضر.
لكن تصميم الطابع جاء مليئا بالأخطاء، حيث لم تظهر في الخريطة دولة قطر ومملكة البحرين وجزء كبير من دولة الإمارات، بينما أضيفت دولة إريتريا إلى الدول العربية، على الرغم من أنها ليست عضوا في الجامعة العربية.
فوضى وأعطال فنية
وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، أقام السيسي مأدبة غداء للزعماء المشاركين في القمة على أنغام أغاني أم كلثوم.
إلى ذلك، شهدت الجلسة الافتتاحية، بعض مشاهد الفوضى وعدم التنظيم الجيد، كان من بينها وجود المصورين الصحفيين وسط القاعة أثناء إلقاء الكلمات، وأثاروا حالة من الفوضى.
كما حدث خطأ تقني في الصوت عدة مرات، حينما انقطع الصوت خلال كلمات إلقاء أربعة زعماء كلماتهم، ليتوقف المتحدثون عن التحدث في كل مرة إلى أن يتم إصلاح العطل.
وتكرر هذا الخطأ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.