أكد قادة الفصائل الشيعية ضمن قوات الحشد الشعبي التي يقودها الجنرال
الإيراني قاسم سليماني، والتي لعبت دورا رئيسا في الهجوم على
تكريت، تجميد مشاركتها في المعارك ضد تنظيم الدولة، وفق ما أعلن قادتها الجمعة.
وكانت الفصائل أعلنت مرارا معارضتها المشاركة الأمريكية في العملية، لكن المقاتلات الأمريكية نفذت أولى ضرباتها على مواقع تنظيم الدولة في تكريت الأربعاء.
وتقول صحيفة المستقبل اللبنانية إنه "مع فشل الاستراتيجية الإيرانية في حسم معركة تكريت على يد قائد قوة القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، وتمكن تنظيم داعش من فرض أسلوبه القتالي في معركة تكريت، ولا سيما على المليشيات الشيعية التي يديرها سليماني، بل والتفوق عليها، عادت واشنطن إلى لعب دور الشريك في تلك المعركة من بوابة إذعان تلك المليشيات التي كانت إلى وقت قريب ترفض أي دور أمريكي".
ووفقا للصحيفة، فإن لهجة أغلب قادة الفصائل الشيعية المسلحة قد تغيرت إزاء مشاركة مقاتلات التحالف الدولي في قصف معاقل تنظيم الدولة أو الاستعانة بطائرات الاستطلاع الأمريكية المتطورة، بعدما أدركوا فشل الاستراتيجية الإيرانية التي وضعها خبراء الحرس الثوري، وفي مقدمتهم الجنرال سليماني، الذي قفل عائدا لبلاده، وصعوبة مهمة اقتحام تكريت التي حولها التنظيم إلى مدينة ملغومة قابلة للانفجار.
وليس سرًا دعم إيران للنظام السوري سياسيًا وعسكريًا خلال الثورة السورية وقبلها بعقود، إلا أن هذا الدعم تطور خلال السنوات الأربع الأخيرة، من دعم سياسي ومبطّن بغطاء دبلوماسي إلى دعم علني لا محدود، عسكريًا وسياسيًا وطائفيًا.
دفعت الاستراتيجية الإيرانية، السياسية والعسكرية والدينية، نظام طهران للوقوف إلى جانب نظام دمشق، ووظفت إيران كل ثقلها السياسي والأمني والاقتصادي والديني على كافة المستويات، لدعم النظام ومنع سقوطه ومدّه بأسباب الحياة.
ويؤكد أحد الضباط السوريين المنشقين رفيعي المستوى أن سليماني "هو الذي يرتّب ويختار الحرس الشخصي للأسد، وهو الذي يُشرف على وضع خطة حمايته الشخصية وحماية أسرته، ومحظور على أحد غيره تغيير خطط أمن الأسد أو التدخل في حراسته الشخصية"، وفق وكالة "آكي".
وكان استطلاع للرأي نشر، الأحد، وضع الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في المرتبة الأولى على لائحة شخصية العام في إيران، وهو الذي قام بدور استشاري مهم في الحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم الدولة وسوريا ضد الثوار.
وسليماني، هو قائد فيلق القدس منذ 16 سنة، صداقته قوية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، ولا حاجز بينهما، وسعى خلال قيادته لفيلق القدس، ولا يزال، إلى إعادة تشكيل
الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل صانعًا لقرار سياسي وعسكري، لا مرجعية سياسية أو عسكرية فوق قراراته.
وتضاربت الأنباء حول صحة توجه سليماني إلى اليمن ليقود المعارك الى جانب الحوثيين.
وتناول نشطاء تويتر بالسخرية أخباراً تم تداولها عن وصوله إلى اليمن، مطلقين عليه لقب "رامبو إيران"، في إشارة إلى شخصية "رامبو" الأمريكية السينمائية.
وأشار النشطاء في التغريدات التي رصدتها "
عربي21" إلى هزيمة سليماني في معركة تكريت بالعراق، وتمنّى بعضهم أن يكون هلاكه في اليمن إن كان الخبر صحيحاً.
وتساءل آخرون: هل يمكن لـ"رامبو إيران" أن يحقق نصراً في اليمن، أم يضيف فشلاً آخر إلى قائمة فشله في كل من
سوريا والعراق.
وعلى الجبهة السورية، وتحديدا شمال سوريا، فقد سيطرت المعارضة وفصائل إسلامية مقاتلة على إدلب بشكل كامل، وقتلت أعدادا كبيرة من قوات السد والقوات المساندة لهم.
وشكلت جبهة النصرة وفصائل أخرى هي أحرار الشام وجند الأقصى وجيش السنة وفيلق الشام وصقور الشام ولواء الحق وأجناد الشام، ما سمي بـ"جيش الفتح"، الذي أعلن في بيان له على موقع "تويتر"، تشكله لتحرير إدلب.
ومن الشمال إلى الجنوب، وقريبا من الحدود مع الأردن في بصرى الشام، أوردت التنسيقيات أن قوات المعارضة تحقق تقدما على الأرض، ما اضطر النظام إلى القصف بالطيران المروحي، مع سقوط ضحايا من الجانبين.
وسيطرت قوات المعارضة على قلعة بصرى الشام الأثرية في درعا جنوب البلاد، وبثت حسابات تابعة للمعارضة صورا تظهر سيطرة المقاتلين على الموقع الأثري.
انتصارات المعارضة المتتالية من حلب إلى إدلب إلى بصرى الشام وغيرها، وخروج قوات الحشد الشعبي برئاسة الجنرال قاسم سليماني من مدينة تكريت العراقية، كلها ساهمت في تحطم أسطورة سليماني رجل إيران الأول في الشرق الأوسط، كما يرى مراقبون.