أعرب أهالي قرية المخيسة، في ناحية أبي صيدا بمحافظة ديالى
العراقية، عن مخاوفهم وتوجسهم من اقتحامها من مليشيات
الحشد الشعبي الشيعية، محذّرين من ارتكاب مجزرة جديدة في هذه المنطقة في حال انسحاب القوات الحكومية بعد إكمالها عمليات الدهم والتفتيش.
وقال شاهد العيان أبو مصطفى إنه رأى أرتالاً عسكرية كبيرة من مليشيات الحشد الشعبي وعناصر قوات الأمن العراقية وهي تطوق قرى المخيسة، استعداداً لاقتحامها، مضيفاً: "تشهد المنطقة منذ يومين حركة نزوح جماعية، خشية قيام تلك
الميليشيات بارتكاب أفعال إجرامية كحرق البيوت والبساتين والمساجد، وقتل السكان العزّل".
ويؤكد أبو مصطفى، وهو أحد المتبقين في قرية المخيسة، لـ"عربي21"، أن الهلع ساد بين السكان بعد سماعهم أنباء احتشاد قوات عسكرية ومحاصرة القرية من جميع الجهات، فهم خائفون من الميليشيات التي كررت محاولاتها خلال الأشهر الماضية لاقتحام المنطقة، مما يزيد المخاوف من ارتكابها مجازر مروعة بحق السكان.
من جانبه، قال صباح أبو غفران، هو أحد وجهاء القرية، إن "عملية اقتحام ميليشيا الحشد الشعبي للمدينة على ما يبدو باتت وشيكة، من خلال عمليات الدهم الواسعة التي نفذتها قوات من الجيش العراقي في المنطقة بهدف إفراغها من الشباب، لتمهيد الطريق أمام المليشيات، ونحن نتخوف من تكرار مجازر قرى بروانة، وشروين، وبهرز".
ويضيف أبو غفران، في حديث مع "عربي21"، أن أغلب السكان هجروا منازلهم خوفاً من حدوث معركة طاحنة، وأعمال إبادة ترافقها، تاركين خلفهم كل شيء.
بدوره، أكد باسل كريم الحيالي، وهو من أبناء القرية، أن الأهالي يعانون من هجمات الميليشيات منذ عام 2006 وحتى الآن، ويتعرضون لعمليات دهم وملاحقة للشباب، وذلك وفق المادة أربعة إرهاب، بصورة وصفها بـ"الهستيرية"، لإرهاب الأهالي وتهجيرهم عنوة، مشيراً إلى أن الحملة تقودها ميليشيات مدعومة بغطاء شرعي من رجال دين ورجال سياسية معروفين.
وقال الحيالي: "فرق الموت التابعة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني لا تفارق القرية، وهي تعتقل وتقتل على الهوية، كما أن المئات من أهالي القرية لا نعرف مصيرهم حتى الآن، فضلاً عن قصف القرية بصورة يومية بقذائف الهاون".