طالبت مجموعة من الصوفيين في
مصر، بتخصيص جزء من
خطبة الجمعة المقبلة للتحدث عن فضائل والدة الرئيس عبد الفتاح
السيسي والدعاء لها بالشفاء.
وتعاني والدة السيسي من وعكة صحية وتم نقلها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، دون الكشف عن اسم المستشفى أو طبيعة مرضها، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أنها في حالة حرجة.
ودعا "الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية" في بيان له مساء السبت، خطباء المساجد داخل مصر وخارجها إلى التوجه إلى الله بالدعاء بأن "يحفظ والدة السيسي (أم
المصريين) من كل سوء ويسبغ عليها موفور الصحة والعافية".
وأكد الاتحاد أن جميع المصريين، مسلمين ومسيحيين، يشعرون بالحزن الشديد لمرض والدة الرئيس ويدعون لها بالشفاء العاجل، مشيرا إلى أن وفدا من الاتحاد سيتوجه إلى المستشفى لزيارتها والاطمئنان على صحتها.
ولم يعرف المصريون في تاريخهم الحديث اهتماما بمتابعة شؤون أمهات الحكام أو الدعاء لهن إلا في فترات الحكم الملكي فقط، في حين فرضت حالة من التكتم لعقود طويلة على أخبار أمهات جميع الرؤساء منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن.
نفاق في الفضائيات أيضا
ولم يتوقف نفاق السيسي عند هذا الحد، بل وصل إلى وسائل الإعلام، حيث قدم بعض المذيعين التهنئة لوالدة الرئيس بمناسبة عيد الأم.
وقال الإعلامي مصطفى بكري في برنامجه على قناة "صدى البلد" مساء الخميس الماضي: "انهالت علينا الرسائل التي تطالبنا بتقديم التحية والتهنئة لوالدة الرئيس، ونحن بدورنا نشكرها لأنها أنجبت رجلا استطاع أن ينقذ مصر في ظروف صعبة للغاية".
ودعا الإعلامي أحمد شوبير بالشفاء لوالدة الرئيس، وأكد أن السيسي يتوجه يوميا إلى المستشفى لزيارة والدته ويتابع مع الفريق الطبي المكلف بمتابعة حالتها أولا بأول.
وكانت عدة جهات في مصر - من بينها جمعية خيرية ونادٍ رياضي في محافظة الغربية - قد أعلنت اختيار والدة السيسي للفوز بلقب الأم المثالية، تقديرا لما بذلته من مجهودات كبيرة.
وقالت جمعية "الإمام" الخيرية بمدينة المحلة في محافظة الغربية، في بيان لها، إنها ستقدم هدية رمزية لوالدة السيسي عرفانا بدورها الريادي في تربية ونشأة الرئيس وبعثها فيه القيم والمبادئ الوطنية حتى أصبح رئيسا للجمهورية، فيما يعد قصة كفاح ساعدت في نجاحه.
وأضافت الجمعية أنها سترسل هدية "المصحف الشريف" وشهادة تقدير إلى مؤسسة الرئاسة لتوصيلها إلى والدة الرئيس، على أن يقوم بتقديمها "سفير الغربية" الطفل "أحمد المسيري"، المريض بالسرطان والذي يتمتع بعلاقة صداقة مع الرئيس السيسي، وقابله أكثر من ثلاث مرات داخل القصر الرئاسي، على حد قول البيان.
لكن المذيع "عمرو عبد الحق" في قناة "صدى البلد" هاجم خلال برنامجه مساء السبت ما أسماه المبالغة في نفاق الرئيس قائلا: "يا جماعة المشير السيسي مش عايز كدة خالص، ده حتى التطبيل له فن، وأي إنسان طبيعي مش هيتمنى إن كل الناس تقعد تنافق تنافق تنافق، كده أوفر قوي خليكوا طبيعيين".
السيسي يقابل صيصة
وفي سياق ذي صلة، أعلنت رئاسة الجمهورية أن عبد الفتاح السيسي سيقابل اليوم الأحد بمقر الرئاسة السيدة "صيصة النمر" التي تم اختيارها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي كأم مثالية عن محافظة الأقصر.
وكانت وسائل إعلام تناولت قصة السيدة التي تخفت في ثياب رجل بعد وفاة زوجها لنحو أربعين سنة، وعملت في مهن شاقة لتتمكن من تربية ابنتها الوحيدة والإنفاق عليها.
إلى ذلك، اختارت حركة شباب "6 إبريل"، السيدة "سناء عبد الجواد"، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي المعتقل بجماعة الإخوان المسلمين، ووالدة الشهيدة أسماء البلتاجي، أماً مثالية، مع الدكتورة "ليلى سويف"، زوجة الحقوقي أحمد سيف الإسلام ووالدة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح.
وقالت الحركة في بيان لها، إن هاتين السيدتين هما من تستحقان هذا اللقب بصبرهما واحتسابهما فراق أبنائهما بالشهادة والاعتقال، مضيفة: "أنتن من يستحق لقب الأم المثالية لمصر، أنتن خير مثال للأم المصرية الصامدة الصابرة التي تواجه القمع والظلم وتهان يومياً على أبواب المعتقلات لرؤية أبنائها لدقائق، وكل أم شهيد ضاع حق فلذة كبدها".
وأقام حزب التحالف الشعبي الاشتراكي احتفالية يوم السبت تحت عنوان "الأم الثائرة"، لتكريم "الشهيدة شيماء الصباغ" التي قتلت برصاص الشرطة في كانون الأول/ يناير الماضي، واختيارها كأم مثالية، حضرها أصدقاء وأقارب الشهيدة وعدد من السياسيين.