مازال المسؤول الشرعي السابق لجبهة النصرة المعروف بـ "
أبو مارية القحطاني"، يستغل كل فرصة كي يهاجم
تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا. إلا أن التطورات الأخيرة في ليبيا ودخول التنظيم على الساحة هناك جعله يصوب سهامه نحو المجموعة المبايعة لأمير التنظيم "أبو بكر البغدادي".
ووضع أبو مارية في تغريدات له على موقع "تويتر" كلا من تنظيم الدولة، واللواء المتقاعد
خليفة حفتر الذي يقود عملية انقلاب مدعومة من الإمارات -كما يقول معارضوه- في سلة واحدة، داعيا الليبيين إلى قتال "الدواعش والحفاتر"، على حد وصفه.
وفي 15 تغريدة خصصها للحديث عن الشأن الليبي، أكد أبو مارية أن ساحة ليبيا ستكون الساحة الأولى في القضاء على فكر من وصفهم بـ"الخوارج" (يقصد تنظيم الدولة)، وذلك "لأن الإخوة المجاهدين هناك أمرهم بيدهم، بعكس بقية الساحات، وتراهم حسموا أمرهم بقتال الدواعش والحفاتر".
وأشار إلى أن "داعش" هو العدو، داعيا إلى ضرورة الإسراع في قتاله، وكتب أن "هناك مسألة مهمة نوجهها للمجاهدين في ليبيا. لا تلتفتوا لأي توجيه ينصحكم بإرجاء قتال الدواعش، فداعش هم العدو فاحذروهم".
وعرف أبو مارية القيادي في
جبهة النصرة المبايعة لأمير تنظيم قاعدة الجهاد أيمن الظواهري، بخلافه مع تنظيم الدولة، ودائما ما كان يصفهم بأنهم "الخوارج" و"دولة الوهم".
وقال القحطاني، إنه ناقش قبل عامين مجموعة ليبية تتبع لتنظيم الدولة، ووصفهم بالحمقى، وأضاف: "قلت في نفسي اللهم لا ترجعهم إلى بلادهم كوني أعرف فكرهم وخبثهم، ولذا ننصح جميع الساحات بعلاج قتل عاد".
وبخلاف حفتر وعبد الفتاح السيسي، الذي وصفه بـ"الخسيس"، فإن "الدواعش يتترسون باسم الإسلام والجهاد ويغررون بالشباب المسلم"، حسب قوله.
قادة لا يستحقون مناصبهم
وانتقد تلميع البعض لأناس في تنظيم الدولة قائلا: "وما دمر ساحات الجهاد إلا تزكية القادة لأناس لا يعرفونهم ولا يعرفون منهجهم ولا أصلهم ولا حتى أنسابهم، وهذه طامة كبرى".
وأشار إلى أنه في التنظيم "تتم تزكية من لا يعرفه القادة وطلبة العلم ولم يزكّه لديهم من عاشره وصاحبه ويعرفه ويعرف نسبه وأصله".
ونصح القحطاني "الإخوة في ليبيا" بأخذ الحذر قائلا: "وأنصحكم أن لا تلتفتوا لبعض المتورعين والمبطئين بالدواعش، فهناك من هو ظاهره مع السنة، ولكن قلبهم يميل لإخوة منهجه ويحن إليهم و لا يرى قتالهم".
وأضاف: "نصحي لكم أن تكون تبعيتكم للكتاب والسنة، وعلموا شبابكم اتباع السنة لا اتباع شعارات الجماعات، وحذاري من هوس إعلان الإمارات والتفرد بها"، داعيا للاقتراب والالتحام من الشعب الليبي "الذي ثار على أكبر طاغية".
وقال القحطاني: "دعكم من هوس التبعيات والبيعات، وليكن درس الشام والعراق لكم خير معلم، وانتفعوا من تجربة الإخوة الطلبة، ولا تنسوا أن الشريعة حقائق وليست شعارات وإعلانات، فتحقيق مقاصد الشريعة هو الأهم من كل شعار وانتماء لأي جهة".
وأوضح القيادي في النصرة أن "المرحلة الآن هي مرحلة توعية للشعوب المسلمة وإعداد سني بعيدًا عن هوس إعلان الدول والإمارات".
ودعا المقاتلين في ليبيا إلى الحرص على تربية الشباب شرعيا وسلوكيا، "وأبعدوهم عن التولع بالأناشيد والهوليوديات، وعلموهم أن الغلو بالصالحين باب من أبواب الشرك وأبعدوهم عن الخوض بمسائل الدماء والتكفير".
وفي آخر تغريدة له حول الموضوع كتب القحطاني: "أسأل الله جل وعلا أن ينصركم على الحفاترة وأعوانهم وعلى الدواعش الذين هم فلول النظام".