أكد مؤسس حزب غد الثورة المصري، أيمن نور، أن إيران والإمارات هما اللتان مولتا حملة حمدين صباحي في مصر.
جاء ذلك خلال المقابلة التي أجراها معه الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست، ونشرها موقع
ميديل إيست آي.
وقال نور إن مصر تعاني من أزمة حقيقية، على الرغم من أن هناك ليبراليين في السجون والمعتقلات، وهم في وسط الصراع بين الإخوان والعسكر.
واستدرك بالقول إن تضحيات الليبراليين لم تكن على قدر تضحيات الإخوان كما وكيفا، مؤكدا أن الليبراليين لم يحكموا البلاد، ولذلك يشعرون بأنهم يدفعون ثمن شيء لم يفعلوه.
وشبه نور حال الليبراليين في مصر كبواب نادي القمار، قائلا: "لا نحن كسبنا ولا خسرنا، لكن كل من يمر في الشارع ينظر إلينا باحتقار، مع أننا لم نفعل شيئا".
وأضاف أن كل القوى المدنية الليبرالية التي شاركت في الثورة عانت طيلة فترة ما بعد الثورة، حتى إن البرادعي ترك البلاد ليعيش في النمسا.
وانتقد معاملة نظام
السيسي له ولليبراليين مثل البرادعي وغيره، ممن أصبحوا يوصفون بالإرهاب، ويلصق بهم العنف، وهم ليسوا كذلك.
وأكد أنه لا سبيل للخروج من الأزمة المصرية إلى بحل عاقل يحتوي الإسلاميين والليبراليين كل على حد سواء.
وعند سؤال هيرست له حول سبب رفضه لمنصب رئاسة الوزراء في عهد
مرسي، أجاب نور قائلا: "عرضوا علي المنصب في أبريل 2013، ومنذ يناير من العام ذاته أيقنت أن ثمة انقلابا سوف يحدث، وأخبرت مرسي بذلك، وأخبرته أن السعودية والإمارات ستدعمان الانقلاب؛ لأن لدي علاقات في الإمارات، مع بن زايد ومحمد دحلان، ولقد حاولت إيجاد حلول للأزمة بينهم وبين مرسي، وقابلتهم مرة واحدة في ديسمبر 2012، وكانوا يستعدون للانتخابات بعد الانقلاب، وفي ديسمبر تكلمت مع مرسي في التليفون، وقال لي "أريد مقابلتك غدا"، فقلت له إنني في الإمارات، وبعد عشر دقائق هاتفني مرة أخرى، وقال لي: ماذا تفعل في الإمارات؟ قلت له: لا شيء، أحضر حفل تكريم، قال لي: لماذا لا تقابل المسؤولين وتسألهم عن رفض التمويل لمصر؟ قلت له إنهم يرفضون تمويل الإخوان بالكلية، ولقد فشلت في إقناعهم بذلك.
واستدرك نور بالقول: "لكن الإماراتيين عرضوا علي أن أكون أنا المسؤول عن التمويلات التي تدخل إلي البلاد، فاتفقت مع الإماراتيين على تمويل بعض المشروعات عن طريقي، واقتنعوا بذلك ثم سافرت إلى الصين وعدت منها إلى قطر، ونزلت في ضيافة الأمير وزوجته.
وتابع حديثه قائلا: "وحينما سافرت مباشرة من قطر إلى الإمارات، هنا اعتبر الإماراتيون أن ذلك نهاية أي اتفاق تم مسبقا بيننا، لقد كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي، وتحللوا من أي اتفاق، فقد ظنوا أني سأحصل على دعم قطري لمرسي، وهنا قال لي الإماراتيون: "سندعم المعارضة ضد مرسي بأي ثمن".
وأكد نور أن حمدين صباحي حصل على أموال من الإمارات وحزب الله وإيران، في أثناء عودتي من الإمارات أخبرت محمد مرسي أن هناك تحركات غير طبيعية، ويجب عليه السفر إلى السعودية وأن يجد حلا مع السعودية.
وشدد نور على أنه أخبر مرسي بما كان يحدث في الإمارات، إذ إن الإماراتيين كانوا بالنسبة للجسم كالصداع، في حين أنت لديك ألم أسنان، فكان لا بد من حل المشكلة مع السعودية "ألم الأسنان"، وأخبرني أنه سيبحث ما سيجب عليه فعله، وقام مرسي بإجراءات باتت بلا قيمة بعد ذلك.
وتابع قائلا: عندما عرض مرسي علي رئاسة الوزراء كان ذلك في أبريل 2013، لم أكن لأوافق دون حكومة ائتلافية، وقلت لمرسي: "دائما كنت أزور مبارك وأقول له: إن بينك وبين طره 30 دقيقة، لكنه لم يفهم كلامي"، فابتسم مرسي وقال لي: ماهي المسافة بيني "كمرسي" وطره"؟ قلت له: 30 سنتيمترا.. لا أريد أن أدخل السجن معك، إذا كنت تريد أن تذهب، فاذهب وحيدا". فضحك ثم قال لي: لديك أسبوع للتفكير.
وحول سؤال هيرست له عن علاقته بمرسي، وكيف ينظر إليه، أجاب نور بالقول: "أنا أعرفه منذ البرلمان وكنا سويا في السجن، كنا سويا لمدة خمسة أعوام في البرلمان، إذ كان يجلس خلفي دائما، وكان يوصف بالشخص المحافظ حتى وصوله إلى الرئاسة، أصبح شخصا مختلفا تماما، عطوفا جدا، ليبراليا جدا متسامحا، مذهلا، لكن هذه الصفات لم تكن مع كل الناس، كان حوله مجموعة من الهواة عديمي الخبرة، وكل مؤسسات الدولة كانت ضده، وكان يعتمد على تلك المؤسسات لاختيار المرشحين والوزراء.
وأضاف: لم يكن مرسي شخصا سيئا، لم يكن ديكتاتورا، لكنه لم يكن الشخص المناسب في هذا الوقت، لذلك فقد ارتكبوا خطأ تاريخيا حينما جعلوا منه مرشحا للانتخابات الرئاسية، ولكن ما هو أعظم أنهم لم يتعلموا، وظلوا يكررون الأخطاء مرارا وتكرارا.
لمشاهدة المقابلة كاملة:
هنا