أكدت الحكومة
العراقية أنها ماضية بالتنسيق والتعاون مع دول التحالف والولايات المتحدة باعتبارها قائدة له في مواجهة مخاطر تنظيم الدولة، نافية ما ورد من تصريحات عن عدم اهتمامها بالمخاوف الأميركية من الدور الإيراني في العراق.
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن الحكومة تشدّد على ضرورة تظافر جهود جميع دول المنطقة ودول العالم الحر لتقديم العون للعراق؛ لتمكينه من التصدي لمخاطر الإرهاب.
وجاءت تأكيدات حكومة بغداد على الحاجة للتعاون مع التحالف الدولي في إطار النفي لما نسب من تصريحات لرئيس الحكومة العبادي بأن بغداد غير معنية بالمخاوف الأميركية حول الدور الإيراني في العراق، وقال: إن الحكومة العراقية تؤكد للجانب الأمريكي خلال المحادثات التي تعقد بينهما، بأنها تتقبل الدعم من دول المنطقة والعالم، وأن هذا الدعم يمرُّ عبر قنوات الحكومة العراقية، والتنسيق معها ولا يمكن أن يكون على حساب السيادة والقرار العراقيين.
ويبدو أن هناك أكثر من دلالة على نقاط خلاف بين بغداد وواشنطن، لكنها خفيّة حول مشاركة إيران في مساندة "الحشد الشعبي" لمواجهة تنظيم الدولة من خلال تواجد نحو (100) خبير عسكري إيراني يشاركون القوات العراقية في معارك "صلاح الدين" كما ورد على لسان زعيم منظمة "بدر" المقرّب من إيران "هادي العامري"، وبنظر المراقبين السياسيين، تعد مشاركة إيران في دعمها لقوات "الحشد الشعبي" في العراق، ضد تنظيم الدولة خلال معارك "صلاح الدين" الأخيرة هي ضربة للتحالف الدولي، وتغليب علاقة بغداد مع طهران في الموقف الموحد.
وأبدى الكونغرس الأميركي تخوفه من انتهاكات ترتكبها قوات "الحشد الشعبي" المدعومة من الحكومة العراقية ومن إيران ضد السكان المدنيين في معارك "صلاح الدين"، ومن جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن ميليشيات مع الحشد الشعبي المدعومة من حكومة بغداد قامت بجرائم عشوائية ضد المدنيين في منطقة "صلاح الدين".
وقال المحلل السياسي "طالب فياض" إن لجوء بغداد للاستعانة بالخبراء الأمنيين الإيرانيين في معارك "صلاح الدين" دليل على أن طهران هي الأقرب للحكومة العراقية من العلاقة التي تربطها بواشنطن والتحالف الدولي.
وأضاف فياض: "هذه فرصة طهران في إثبات دورها المهم في العراق أمام الغرب والعرب، لكن يجب على إيران أن تتجنب انتهاكات حقوق الإنسان في العراق على أسس طائفية؛ لأن هذا سيعطي الذريعة للمجتمع الدولي بالتنديد للنهج الطائفي لإيران في العراق، وربما دفعت شكوك الحكومة العراقية بنوايا الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة إلى الاستعانة بطهران".
اتّهم أكثر من عضو برلماني من كتلة رئيس الحكومة التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية بمساندة عناصر تنظيم الدولة في أكثر من مكان بالعراق، وقال النائب عن التحالف الوطني الشيعي "عبد العزيز الظالمي": إن مسلسل قصف الجيش العراقي والحشد الشعبي من قبل طيران التحالف الدولي تكرر نتيجة الضربات الموجعة للدولة الإسلامية، وأضاف: أدعو الحكومة والبرلمان إلى اتخاذ موقف جريء بطرد التحالف الدولي من أرض العراق، وعدم السماح لهم بالتحليق فوق الأجواء العراقية، وأكد أن نفي الأمريكان أو تبرير الضربات بحجة الخطأ أصبحت أكذوبة مستهلكة، ولا يصدقها الشعب العراقي.