مقالات مختارة

رئيس نادي الوحدات يحاول دخول «السجن»… فيا عزيزي المشاهد «يقرف صباحك»!

1300x600
لا أحد يريد الاهتمام بالمساحة التي خصصتها محطة الميادين لقضية عضو البرلمان الاردني ورئيس نادي الوحدات طارق خوري، المتهم بالعمل على تفويض نظام الحكم ومخالفة حزمة من القوانين بسبب تعليق الكتروني. 

ولا أحد يستمع أو يريد ان يستمع إلى خوري نفسه وهو يرفع شعار الولاء والانتماء، مؤكداً أن ما ذكره بخصوص شعار (ارفع راسك) لم يكن تعليقاً على خطاب الملك… حصل ذلك قبل أن يرد الرجل بجرعة الاستعلاء المالوفة في خطابه أحياناً، وهو يعرض للمتابعين أغنية «شدوا الهمة» لمارسيل خليفة.
طارق خوري عملياً كأنه يقول (أريد أن أدخل السجن)… والسلطة كأنها تقول له: ستفعل عزيزي لا تستعجل.

على نحو أو آخر يمكنني انتقاد الحملة المبالغ فيها على الرجل، خصوصاً من زاوية تلك البهارات المعتادة التي يضيفها المسحجون على قضية يمكن أن تكون قانونية محضة.

وعلى نحو أو آخر لم تعجبني يوماً النبرة الفردية والاستعلائية في كلام طارق خوري، ولا زيارته البائسة للقصر الجمهوري في دمشق، ولا كلامه الذي حاول أحياناً تمجيد شبيحة بشار الأسد.

الإكثار من تهمة «التقويض»

رغم ذلك لا تعجبني بالتوازي وبعيداً عن قصة خوري نفسه، المبالغات في إظهار النظام الأردني المستقر الثابت، وكأنه قابل أصلاً للتقويض لمجرد كلمات أو عبارات، يقولها هنا أو هناك أي شخص أو جهة.

لا أعتقد إطلاقاً بأن أي شيء يقال على الشبكة العنكبوتية ضد النظام في الأردن يمكن أن يؤدي إلى تقويض أحد… ولا اعتقد أن نظامي الذي أعتز به كأردني ويعبر عني، يمكن أن يتقوض فعلاً بمواقف آلاف الأشخاص.

على العكس تماماً، من يحاولون الإيحاء بان النظام ضعيف فيضربون بسيف السلطة مهاترات إلكترونية… من يفعلون ذلك باسم النظام ومن رموزه، هم الذين يقوضون برأيي الشخصي المتواضع فكرة النظام في قناعاتنا نحن معشر المواطنين البسطاء.

أفترض أن العلاقات مع دولة مثل الإمارات عميقة لدرجة لا يمكن أن تسيء لها تغريدة كتبها الشيخ زكي بني ارشيد وأعتقد ان النظام قوي جداً وعميق، ولا يمكن تقويضه بتلك المبالغات التي لا معنى لها التي صدرت عن تغريدة طارق خوري.

ختاماً أشعر بالحسرة كمواطن اردني يؤمن بالنظام؛ لأن تهمة (تقويض النظام) بدأت تستخدم بكثافة وفي الكثير من المناسبات وفي غير موقعها في الآونة الأخيرة.

الاسم الحقيقي للبرنامج

اختصر الساخر اللذيذ والأردني النشمي خليل الفراية كل المسافات الفاصلة نحو قلبي، وهو يحاول إعادة تسمية وتوصيف أشهر برنامج جماهيري يبثه تلفزيون الحكومة اليتيم في البلاد.

برنامج (يسعد صباحك) بالنسبة لصديقنا اسمه الحقيقي (يقرف صباحك). 

.. لا أشعر كمتلق بمبالغة من أي نوع في هذا الوصف، فقد أصبح التكرار لتلك الاسطوانات البائسة هو عنوان البرنامج المشار إليه حيث نفس الكلمات وبنفس الإيقاع وعلى الأغلب بنفس الوجوه المكررة، دون أي رغبة في التجديد أو التغيير أو التطوير.

… يقرف صباحك رسالة موجزة من تلفزيون الحكومة الأردنية للشعب، تلقي عليه تحية الصباح فجر كل يوم… لكم أن تتخيلوا بقية النهار بعد وصلة القرف الصباحي المليئة بالرياء والنفاق والكلام الفارغ، والموسيقى البائسة وتلك العصافير المتخيلة التي ترفرف فوق روابي الوطن الجميل.

عزيزي المواطن الأردني صباح الورد وسنواصل اجتراح كل ما يقرف صباحاتك ومساءاتك.

وفي السودان أيضاً

أيضاً يقرف مساءات الإخوة الأشقاء في السودان؛ ففضائية بلادهم الرسمية لا زالت مصرة على بث صورة تلك الجاموسة البيضاء الهزيلة حول نهر النيل، التي تظهر كفاصل دعائي ضمن أغنية وطنية قديمة وتراثية، أتصور أنها تتحدث عن السودان الأخضر واحتمالات الثروة الزراعية.

المخرج نسي وهو يتغنى بالسلة الغذائية للسودان إحضار بقرة سمينة قليلاً، أو تتمتع ببعض الدهن والأغنية نفسها التي تصلح للمتحف والأرشيف الآن فقط منسية هي الأخرى، وتقفز ما بين نشرات الأخبار المتميزة بالعباراة الشرقية إياها «… استقبل وودع فخامة فلان العلاني».

… عفواً قد تورطني مثل هذه التعليقات بتهمة تقويض النظام في السودان، فرغم كل شيء لا أحب أن أتهم في عمان بمثل هذه التهمة «الشر بره وبعيد» لأني انتقدت برنامج يسعد أو يقرف صباحك، أو لأني تحدثت عن الارتجال والتسرع وبالتالي المنتج الرديء عن بلدية العاصمة.

ليس صحيحاً على الإطلاق، وأقولها بصراحة أن الانتقاد السياسي العقلاني يقود للسجن في بلادي. وليس صحيحاً ان الاستفزاز والشخصنة والإساءة، يمكنها أن تتحول إلى معارضة تحظى بالشرعية أو تمثل الناس، لكن البلاد لديها أولويات وتحديات أعتقد أن زيادة عدد «المقوضين» ليست منهم .

طبعاً أنا ضد التوسع في محاسبة ومعاقبة الناس على مواقفهم السياسية عبر الشبكة العنكبوتية لكني أيضا ضد استعمال المنابر الإلكترونية لإطلاق جملة من التوتير والتأزيم والصحافة الرديئة بحجة حرية التعبير.



(نقلاً عن صحيفة القدس العربي)