قال رجل الأعمال القبطي
المصري نجيب ساويرس إن مجلس إدارة العائلة اجتمع، وقرر أنه سوف "يدوس أوي في السوق"، مشيرا إلى قرار عائلته ضخ استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار في السوق المصرية خلال عام واحد، للمساعدة في تنفيذ خطة التنمية التي تتطلب خمس سنوات، ونحو 20 مليار دولار، على حسب تعبيره.
وأضاف في حوار مع صحيفة "
المصري اليوم"، الأحد: "عائلتي هي أكبر مشغل للقطاع الخاص في مصر، وأكبر دافع ضرائب للقطاع الخاص أيضا في مصر"، رافضا الضرائب التصاعدية، واصفا المطالبين بها، وما يردده الشيوعيون والاشتراكيون الثوريون، بأنهم "مش فاهمين أي حاجة".
وتساءل: "كيف أفرض ضرائب تصاعدية على القطاع الخاص الذي يحقق ربحا يتيح له فتح مصانع وشركات جديدة، وهذه الشركات والمصانع تحقق فرص عمل أكبر للشباب، وأمنحها لحكومة بمثابة مدير عام فاشل يخسر كل يوم في شركات القطاع العام؟".
وحول الوضع الاقتصادي، قال: "ما حدث منذ ثورة
25 يناير من توقف كامل في مجالات عدة جعل السوق الاقتصادية في حالة عطش، تمثل في عدم وجود استثمارات أجنبية، وتوقف عجلة استثمارات رجال الأعمال المصريين، على مدار أربع سنوات متتالية، وشخصيا كنت من رجال الأعمال اللي نفسهم مسدودة طوال هذه الفترة، الأمر الذي جعل من ثورة 30 يونيو فاتحة خير على الاستثمار في مصر، حيث روت عطش السوق والمستثمرين".
التخبط الذي تمر به مصر
وأشار ساويرس في حواره إلى أن ما حدث من تأجيل للانتخابات كان كاشفا عن حالة التخبط التي تمر بها مصر عند تنفيذ أي خطوة مهمة لاستكمال مسيرة الديمقراطية، مثلما أصبحنا غير قادرين على تنظيم مباراة كرة قدم، ليموت 20 شخصا في تكرار لمأساة سابقة لم نستطع التعلم منها (أحداث بورسعيد)، فتم منع الجمهور من حضور المباريات، باعتبار أن منعه حل للأزمة، وهذا يضع أيدينا على معالم الفشل، ونحن في مرحلة حساسة، لا نملك فيها رفاهية.
وحول أداء
السيسي، قال: "هناك إسراع أتخوف منه في تنفيذ المشروعات التي يطلقها الرئيس السيسي، وأخشى أن تكون الدراسات لهذه المشروعات لم تأخذ الوقت الكافي".
وأضاف: "من المفترض إذا طبق الدستور أن الحزب الذي يحقق الأغلبية البرلمانية سيقوم بتشكيل الحكومة".
وردا على سؤال: "هل تشكك في تنفيذ الدستور؟ قال: "مش أوي.. وعلى العموم هنشوف.. أما حزب المصريين الأحرار فينافس على 200 مقعد فقط".
وحول المؤتمر الاقتصادي، قال: "نحن نعيش في فجوة تمويلية، ونحتاج من 10 إلى 20 مليار دولار في هذه الفترة حتى ننفذ الخطة الاقتصادية التي وضعتها مصر خلال خمس سنوات، وأيضا 15 مليار دولار استثمارات سنوية، وأستشعر أننا سننجح في توفير هذه الاستثمارات السنوية، خاصة أن عائلتي قررت ضخ استثمارات بربع هذا المبلغ، أي بقيمة خمس مليارات دولار في السنة الأولى من السنوات الخمس".
ودعا ساويرس إلى ما اعتبره "تأمين الموظف العام من الحبس" في حالة إصداره قرارات خاطئة، ولم يثبت تربحه منها، ولم تؤخذ بسوء نية الإضرار بالمال العام.
وحول تدخل الجيش في المشروعات الاقتصادية، قال: "أفضل تركيز الجيش على ملفات الدفاع وأمن الحدود، وأي نشاط آخر يجعل هناك شوشرة على الملفات المهمة والرئيسية، وأنا أدعم أن تكون رواتب الجيش والشرطة هي الأعلى في الدولة، لأنهم يعرّضون حياتهم للموت في كل لحظة، ويتقاضون رواتب قليلة تتسبب في نظرة مش كويسة ينظر بها البعض لهم، وحتى أمنع الرشوة والمحسوبية يجب زيادة الرواتب.
منافسة مرفوضة
وأضاف ساويرس: "منافسة المؤسسة العسكرية للقطاع الخاص فيها ازدواجية مرفوضة، وعارف إن كلامي مش هايعجب حد، ولكني من المؤمنين أن الجيش مهمته حفظ الحدود والدفاع عن الوطن".
وحول حصيلة التبرعات في صندوق تحيا مصر، قال: "الإجمالي 8.5 مليار جنيه، دفعت عائلة ساويرس منها ثلاثة مليارات و200 مليون".
وعن شرائه حصة كبيرة في "يورو نيوز"، قال: "هذه صفقة تجارية هايلة.. والمدلول السياسي الوحيد فيها يتلخص في أن هناك قنوات مثل (سي إن إن) و(بي بي سي) تقف ضد مصر، ولا تعبر عن الواقع، و(يورو نيوز) تستطيع أن توصل صوتنا للخارج، فهي تتمتع بحيادية واستقلالية تامة، في ظل تدفق المال القطري على وسائل الإعلام الغربي، فقطر تدفع عشرة ملايين دولار سنويا لبرنامج واحد"، على حد قوله.
رفضت مناصب الإخوان
واختتم ساويرس حواره بقوله: "لم أندم على شيء سوى اقتناعي بالدكتور محمد البرادعي، كان لازم أشوف طوال أربع سنوات إنه شخص متردد، يقدم رجل ويؤخر رجل، وهو من وضع القوى السياسية في أزمة بانسحابه من الانتخابات الرئاسية، واستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية وقت فض اعتصام رابعة والنهضة كانت "غلطة تاريخية"، ليظهر على أنه البطل الأوحد، وباقي الشعب والمسؤولين هم المجرمون، وعن عدم علمه بقرار الفض "كذب"، وأنا شاهد عيان على هذا، وكنت قد تحدثت إليه عن فض رابعة قبلها بـ48 ساعة".
وتابع: "الإخوان حاولوا إغرائي بمنصب محافظ القاهرة، واللواء أحمد زكى عابدين، وزير التنمية المحلية، اتصل بي قائلا: "عايزينك محافظ"، فضحكت، فتابع: "لأ مش أي محافظ هاتكون محافظ القاهرة"، ما جعلني أرد قائلا: "إزاي تعرض علىّ منصب دون استشارة الرئيس"، فسكت وقال: "استشرت الرئيس، ووافق"، ثم عرض بعد ذلك منصب وزير الاستثمار، ورفضت أيضا، لأنه لا يمكن أن أعمل أو أتعاون مع هذه الجماعة أبدا".
ونجيب أنسى ساويرس، من مواليد17 حزيران/ يونيو 1955 في محافظة سوهاج بمركز طهطا، وهو أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، ورئيس أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم للتكنولوجيا.
أطلق قناة "أو تي في" و"أون تي" في عام 2008، كما أنه مساهم في جريدة المصري اليوم. وقدرت مجلة فوربس ثروته بـ2.5 مليارات دولار عام 2010، وترتيبه رقم 374 في قائمة أغني أغنياء العالم؛ إذ يحتل المرتبة الرابعة في مصر.