تتساءل نخب يمنية عن الدور القادم لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن
جمال بن عمر خلال الفترة المقبلة، في أعقاب المساعي التي تبذلها دول مجلس التعاون
الخليجي لإعادة بوصلة العملية السياسية التي فشل جمال بن عمر في حمايتها، وإعلانها في وقت سابق استضافتها لمحطات جديدة من الحوار بين الفرقاء
اليمنيين في العاصمة
السعودية، ما دفع به إلى التوجه الأربعاء إلى الرياض.
ويصف مراقبون توجه مبعوث
الأمم المتحدة بن عمر إلى السعودية بأنها "خطوة لاستعادة ثقة دول الخليج" التي شعرت بتماهي بن عمر مع التحولات الدراماتيكية التي مرت بها البلاد في الفترة السابقة، وما نتج عنها من سيطرة
الحوثيين على مؤسسات الدولة الشرعية، فضلاً عن الإجماع السياسي والشعبي بفشل مهمة الأمم المتحدة باليمن.
جلب المتحاورين دور محوري لبن عمر
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن "دور جمال بن عمر في هذه المرحلة سيتمحور حول "مهمة جلب الأطراف السياسية اليمنية إلى طاولة الحوار في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وهو تحدٍ ليس بالهين، في ظل الرفض الذي تظهره قوى الأمر الواقع المهيمنة على صنعاء في هذه المرحلة، وهو دور أساسي سيعهد إلى بن عمر، وهنا تكمن دلالة الزيارة الحالية التي قام بها إلى العاصمة السعودية الرياض حالياً".
وأضاف التميمي في حديث خاص لــ"
عربي21" أن "بن عمر لن يكون مضطرا لإثبات حسن نواياه، لأنه كان جزءاً من لعبة خطرة مارسها الجميع بمن فيهم دول مجلس التعاون الخليجي؛ أدت إلى دخول المليشيا المسلحة إلى صنعاء، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، وهو الخطأ الذي يجري تداركه بكل الإمكانيات في هذه المرحلة".
ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أنه "لن يكون نقل الحوار إلى مقر الأمانة العامة لدول الخليج في الرياض على حساب الدور الذي يؤديه المبعوث الاممي، الذي لاشك، أنه سيعمل هذه المرة وفق مرجعية أكثر صرامة لحسم القضايا التي سيقف أمامها المتحاورون"، على حسب تعبيره.
سيكون مجرد شاهد فقط
من جهته رأى الكاتب والباحث في مركز نشوان الحميري للدراسات رياض الأحمدي أن "انتقال الحوار بين القوى اليمنية إلى الرياض، سحب البساط من مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر الذي تسلم الدور الإقليمي والدولي، منذ منتصف عام 2011، حيث قام بتفصيّل المبادرة الخليجية بطريقة أنهت جوهرها وأبقت على اسمها فقط"، على حسب وصفه.
وأوضح في حديث خاص لـ"
عربي21" أن "بن عمر، بعد تصاعد الانتقادات المحلية وانتقاده في وسائل إعلام محسوبة على دول خليجية، بات في موقف ضعيف، وإن لم تتجه الأمم المتحدة لاستبداله، فهذا يعني الاستمرار بدورها الهامشي، والبقاء في حوار الرياض، ولو مجرد شاهد يُذكر اسمه، حتى لا يُقال أنه فشل"، وفق تعبيره.
وقال الباحث اليمني في مركز نشوان للدراسات إن "جمال بن عمر حرف مسار العملية السياسية المتمثلة بنقل السلطة وإدارة المرحلة الانتقالية بشكل جعل منها مرحلة لتقسيم وتغيير لشكل الدولة اليمنية عن طريق مؤتمر الحوار الوطني الذي جلب إليه الجماعات المسلحة والانفصالية دون سقف، بل جعلها أيضاً على أساس مناصفة بين الشمال والجنوب".
هذا، وأعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عن اعتزازهم بموافقة قادة دول الخليج، على طلب الرئيس اليمن عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر بشأن اليمن تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض، تأكيداً على التزام دول المجلس بأمن واستقرار اليمن ودعماً للشرعية المتمثلة في هادي.
وبين المجلس الوزاري لدول الخليج في بيان له الخميس، أن "المؤتمر سيعقد وفقا للأهداف التي حددها خطاب هادي إلى العاهل السعودي، ومن بينها "المحافظة على أمن واستقرار اليمن، وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها". داعياً "كافة المكونات السياسية اليمنية إلى سرعة الاستجابة لطلب الرئيس اليمني"، وفقا للبيان.