تساءل الصحفي
اللبناني الشيعي عماد قميحة، عن سر انتشار صور "الرجل الذي ظهر إلى الضوء فجأة بعدما كان بالنسبة للعالم مجرد شبح معروف الاسم"
قاسم سليماني، على الجبهات في
العراق وسوريا وحتى لبنان.
وقال الصحفي الذي كان مقربًا من حزب الله، قبل أن يعلن معارضته للحزب بسبب موقفه من
سوريا: "يكاد المتتبع لصور
قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وتنوع الـ(بوزات) المأخوذة بإتقان والوقت المستقطع لها وتنوع أمكنة التصوير مع الإشارة هنا إلى جودة الإخراج، يكاد يتساءل: هل سليماني هذا رجل حرب متواجد على جبهات حرب مشتعلة وطويلة عريضة ممتدة من أقاصي جنوب سوريا وصولا إلى أبعد نقطة في شمال العراق؟".
وقال قميحة في مقال منشور في موقع "جنوبية" اللبناني، إنه "وبعد صور الوضوء والصلاة وقراءة القرآن والأكل وشرب الشاي والرقص، ولكي يكتمل (ألبوم) الصور نحن بانتظار صورة جديدة للحج سليماني وهو نائم، ولا بأس أن تكون في إحدى غرف قصر المهاجرين".
وأضاف الكاتب اللبناني أنه "لا شك أن هذه الظاهرة لجنرال عسكري
إيراني لم تكن لتكون وليدة الصدفة أو أن تتسم بالبراءة والعفوية، فكل صورة من هذه الصور المنتشرة، لها غايات مختلفة وإن كانت المحصلة من كل هذا (الألبوم) هو صناعة رجل الأسطورة الذي يحرص العقل الفارسي تاريخيا على تقديمه في رأس الأحداث وفي طليعة المشهد الإيراني".
"هذه الذهنية في صناعة الأبطال الخارقين وإن كانت مترسخة في التاريخ الإيراني إلا أننا لم نشهد لها مثيلا في الأعوام السابقة، خصوصًا إذا اخذنا فترة تواجد الحرس الثوري في لبنان والدور الطليعي الذي لعبه هذا التواجد في تقديم كل الدعم اللوجستي والميداني للمقاومة الإسلامية، لدرجة أن موضوع تواجد الحرس في لبنان كان محل جدل كبير بين النفي لأصل وجوده من جهة والتأكيد عليه من جهة أخرى. ولا ننسى هنا أن النائب ميشيل عون مثلا وفي إحدى إطلالاته التلفزيونية وبمعرض رده على سؤال حول الموضوع، أجاب هو الآخر بسؤال: (وين في حرس بلبنان؟ حدا يجبلنا صورة)!"، وفقًا لمقال قميحة.
وأوضح قميحة أنه "لم نشهد طيلة تلك الفترة أي صورة لأي مسؤول إيراني مع مجاهدي المقاومة الإسلامية على المحاور أو بعد أي عملية ومواجهة مع العدو الصهيوني، برغم أن هذه الجبهة كانت تمثّل ما تمثل في وجدان شعوب الأمتين العربية والإسلامية وكانت الصورة عندئذ هي محل اعتزاز وافتخار ولا يمكن أن تشوبها أي شائبة على عكس ما تحمله صور اليوم من شعور بالاستفزاز والتحدي وما يمكن أن تشكله من إذكاء لنيران الفتنة المذهبية السنية الشيعية".
وقال: إن كان "مفهوما مثلا تصوير سليماني وهو يقرأ القرآن على ضريح عماد مغنية من أجل التأكيد على ما هو مؤكد من ترابط عضوي بين حزب الله وإيران، أو تصويره وهو يعزي بنجل مغنية. لكن، من غير المفهوم الغاية من أخذ صور متعددة على جبهات العراق وسوريا، خصوصًا في منطقة تكريت وما لهذه المنطقة تحديدا من حساسية سنية مرتفعة مما يحرج الحكومة العراقية. حكومة تحاول تقديم نفسها من خارج الاصطفاف المذهبي وهي بأمس الحاجة لهذا التموضع في مواجهة داعش التي نمت وترعرعت على أكتاف مذهبية نور المالكي الشيعية البغيضة وبرعاية إيرانية معروفة ولعلها برعاية سليماني نفسه".
وطرح الكاتب اللبناني سؤلاً في ختام مقاله وقال: "هل المقصود من كل هذه العراضة للجنرال سليماني هي للقول للمحاور الأمريكي قبيل التوقيع على الاتفاق النووي إننا نحن وحدنا من نمسك بناصية القرار في كل (استديوهات التصوير) هذه؟ وبالتالي فإن الثمن المرجو دفعه من الأمريكي يجب أن لا تقل مساحته عن مساحة تلك الصور، بغض النظر عما سوف يترتب عليها من إيقاظ للفتنة المستيقظة أصلا".