أطلقت إنصاف حيدر زوجة المدون السعودي
رائف بدوي، حملة استغاثة على موقع "آفاز" لحملات المجتمع الإلكترونية، بهدف طلب المساعدة في إنقاذه من الحكم الصادر ضده بالسعودية.
واعتقل بدوي (31 عامًا) في 17 حزيران/ يونيو 2012 وحكم عليه في أيار/ مايو 2014، بالسجن لمدة 10 سنوات، ودفع غرامة مليون ريال (267 ألف دولار) وألف
جلدة موزعة على 20 أسبوعًا، وذلك بسبب تعبيره عن آراء أثارت جدلاً. ونفذ الحكم بأول 50 جلدة أمام مسجد الجفالي في جدة 9 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقالت زوجة رائف في الرسالة التي وجهتها عبر الموقع: "من الصعب على أي زوجة استيعاب تعرض زوجها للإهانة. اسمي إنصاف حيدر، وأنا زوجة رائف بدوي الذي تعرض للجلد 50 جلدة على الملأ وهو مقيد بالأغلال، والآن أسمع أخبارًا عن احتمال إعدامه، لذا أطلب منكم مساعدتي في إنقاذه".
وأضافت إنصاف: "العام الماضي، حكم على زوجي رائف بألف جلدة و10 سنوات سجن بتهمة
الإساءة للإسلام، لكنه في الحقيقة لم يسئ للإسلام. كل ما فعله هو التعبير عن رأيه من خلال مدونته، وانتقاده لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعض رجال الدين السعوديين. أنا وأطفالي الثلاثة نشتاق إليه كثيرًا، ونخشى على حياته".
وتابعت: "يمكن لألمانيا اليوم أن تساعدنا على إطلاق سراحه.. خلال 48 ساعة سيقوم وزير الطاقة الألماني سيغمار غابرييل بزيارة المملكة العربية
السعودية، وإذا ما استخدم نفوذه للوقوف إلى جانب رائف، فمن الممكن أن يجبر المسؤولين السعوديين على إعادة النظر بشأنه".
وقالت زوجة المدون: "كنت قد طلبت شخصيًا من السيد سيغمار غابرييل أن يساعد رائف. ولكن صوتي وحيد وليس بالقوة الكافية، لذا أسألكم أن تدعموا ندائي كي نواجه الوزير الألماني بأصوات من جميع أنحاء العالم تطالبه بمفاوضة السعوديين لإطلاق سراح رائف".
وزادت: "أنشأ زوجي رائف بدوي منذ بضع سنوات مدونة إلكترونية أطلق عليها اسم (موقع
الليبراليين السعوديين)، أراد الكتابة عن السياسة والدين، والتطرق لقضايا سياسية واجتماعية، لكن القضاء السعودي اتهمه بإهانة الإسلام، وهي تهمة عقوبتها صارمة جدًا".
وأضافت إنصاف أن "الاهتمام العالمي بمحنة رائف آخذ بالازدياد.. سبق للوزير سيغمار غابرييل أن صرّح بأن قضايا حقوق الإنسان ستكون على جدول أعماله خلال زيارته المرتقبة"، متابعة بالقول: "الرجاء إضافة صوتك إلى هذه الحملة.. نداؤنا الآن قد يجلب الحرية لزوجي".
وبدوي مؤسس موقع "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" مع الناشطة سعاد الشمري، الذي أغلقته السلطات السعودية، وهو حائز على جائزة جمعية "مراسلون بلا حدود" للعام 2014 عن حرية التعبير.
وطبقا لما ذكرته "آفاز" فإن رائف "واحد فقط من العديد من السعوديين الذين يحاولون التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية عبر الإنترنت، وسواء اتفقنا أم اختلفنا مع آرائه، فإن وقوفنا موقف المتفرج أمام عقوبة كهذه سيكون له نتائج كارثية على مساحة حرية التعبير والنقد البنّاء، الضيقة أساسًا، في السعودية والمنطقة بأسرها".
وتابعت "آفاز": "الجلد العلني لرائف لا يؤثر عليه وحده، بل إنه يرسل تهديدًا لكل من يفكر في التعبير عن آراء مماثلة".
و"آفاز" التي يعني اسمها "الصوت أو اللغة" في العديد من لغات العالم، هي منظمة حملات عالمية قوامها 41 مليون عضو، تعمل على إيصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي، وأعضاؤها موجودون في جميع دول العالم، حيث يتوزع فريق "آفاز" على 18 دولة في 6 قارات، ويعمل بـ17 لغة.