أعرب المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة بيير كراهنبيهل، عن خشيته من أن يؤدي تخلي المجتمع الدولي عن المدنيين في قطاع
غزة إلى إنفجار وشيك، مشيرًا إلى أن الأمر حاليًا يشبه قنبلة موقوتة، بحسب ما ذكرت وكالة "آكي" الإيطالية.
وتعنى الأونروا بتقديم المعونات والخدمات الأساسية لحوالي خمسة ملايين فلسطيني يتواجدون في عدة مناطق من الأراضي الفلسطينية، أهمها قطاع غزة، وكذلك في دول الجوار مثل سوريا ولبنان والأردن.
وكان المدير العام للأونروا يتحدث للصحافة أثناء زيارته لبروكسل خلال اليومين الماضيين، لإجراء لقاءات مع العديد من المسؤولين الأوروبيين وتحفيزهم على عدم إهمال مشكلة الصراع
الإسرائيلي الفلسطيني، بسبب كثرة الأزمات في المنطقة. وأشار الى أن وضع المواطنين في قطاع غزة لا يتحسن برغم الوعود الدولية بعد مرور ستة أشهر على انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع. وقال إنه "من أصل مليون وثمانمائة ألف شخص هناك مليون ومائة ألف يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويمكن تغير هذا الوضع عبر تنشيط عملية إعادة الإعمار".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأونروا طلبت مبلغ سبعمائة وعشرين مليون دولار من أجل إعادة إعمار المنازل المتهدمة وإصلاح المتضررة منها، ولكنها لم تتلق حتى الآن سوى وعودًا بمائة وخمسة وسبعين مليونا. وقال إن "ما يصدمني فعلاً أننا بعد أربعة أشهر من مؤتمر المانحين في القاهرة، سنضطر لوقف المشاريع بسبب نقص المال".
وحث بيير كراهنبيهل، المجتمع الدولي على الاستثمار مالياً وسياسياً في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاستمرار في التردد على هذين المسارين سيبعد أفق السلام في المنطقة. وأشار إلى تنامي الشعور باليأس بين سكان القطاع، خاصة بعد ثماني سنوات من
الحصار الإسرائيلي، حيث إنه "لا توجد أنشطة اقتصادية، وهناك بطالة بنسبة خمسة وأربعين بالمائة، وتصل النسبة إلى ثمانين بالمائة بين النساء. إذن لا توجد آفاق تقدم لدى الناس"، وفق كلامه.
ووصف المسؤول الأممي الوضع في غزة بأنه "خليط جاهز للانفجار.. فغزة الآن هي قنبلة موقوتة في المنطقة"، وطالب المجتمع الدولي بضخ مزيد من الطاقة في العمل السياسي ورفع الحصار عن القطاع وإنهاء الاحتلال.
ولم يستبعد المدير العام للأونروا تكرار سيناريو الصيف الماضي، أي عودة الفلسطينيين لإطلاق الصواريخ وما يقابله من رد إسرائيلي عبر قصف مناطق القطاع، مشدداً على ضرورة التحرك على المستويين الإنساني والسياسي لتفادي هذا الاحتمال.
ورداً على سؤال يتعلق باللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في سوريا، عبر المسؤول الأممي عن أسفه لتدهور وضع هؤلاء بسبب الصراع في البلاد، حيث إن النسبة العظمى منهم أصبحت تعتمد على مساعدات الأونروا.