طالب التحالف الشيعي الحاكم في
العراق بمحاكمة أسرة رئيس إقليم
كردستان مسعود
بارزاني، على خلفية الاتهامات ببيع
النفط الى
إسرائيل، في وقت نفت برلمانية كردية تصدير أي نفط من الإقليم إلى إسرائيل، داعية جميع السياسيين إلى عدم الانجرار وراء هذه "الأخبار المضللة".
واتهم النائب عن التحالف الشيعي محمد الصهيود عائلة بارازاني بتجاهل كل الاتفاقيات والمواثيق الداخلية والخارجية من خلال تصدير النفط إلى إسرائيل، وقال إن عائدات النفط تستخدم لتمويل تنظيم الدولة ضد العراقيين، على حد قوله.
وقال الصهيود، في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، إن العائلة الحاكمة في إقليم كردستان قامت بعقد الاتفاقيات مع دول أخرى دون علم أو موافقة الحكومة الاتحادية، والسطو على أسلحة الجيش العراقي في كركوك، والدخول في المناطق المتنازع عليها، واحتلال آبار النفط، وتهجير العرب، ورفض دخول قوات الحشد الشعبي إلى كركوك، مضيفا أن العائلة الكردية لجأت أخيراً الى بيع النفط العراقي لإسرائيل، التي تقوم بتمويل عصابات تنظيم الدولة وجبهة النصرة في العراق وسوريا، وفق قوله.
ودعا الصيهود الحكومة المركزية والبرلمان العراقيين إلى أن يتخذا "موقفا واضحا وشجاعا إزاء ما يجري من تجاوزات واضحة وصريحة تقوم بها الأسرة الحاكمة في إقليم كردستان أولها سرقة النفط العراقي، وثانيهما بيعها النفط العراقي إلى أعداء العراق" كما قال.
وطالب النائب الشيعي الجميع بأن "يكونوا على قدر عال من المسؤولية، ويعملوا على محاسبة الأسرة الحاكمة في الإقليم لخيانتها العظمى للعراق، وتآمرها على الشعب العراقي بجميع أطيافه ومكوناته وقومياته".
من جهتها، نفت برلمانية عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي وجود أي شحنة نفط كردية تم تفريغها في إسرائيل، موضحة أن الذين يروجون لهذه الأخبار يرمون لإعادة الصراعات بين حكومة بغداد والإقليم الكردي.
وقالت البرلمانية الكردية ندى عنتر في مقابلة تلفزيونية، إن وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان لم تقم بتصدير أي شحنة نفط من الإقليم إلى الخارج وبالأخص إلى إسرائيل، مؤكدة التزام الإقليم بالاتفاق النفطي الذي وقعه مع حكومة بغداد وعدم نيته خرقه أو الإخلال به.
وأوضحت عنتر أن "الترويج لهذه الأخبار الكاذبة" يقف وراءها من يريد إعادة أجواء الخلافات والصراعات الداخلية بين بغداد وأربيل، مطالبةً المكونات السياسية العراقية إلى عدم الانجرار وراء هذه الدعوات.
من جانبه، بيّن مصدر في وزارة الثروات الطبيعية الكردية قيامهم ببيع كميات من النفط في العام الماضي، إلى تجار ومستوردين في ميناء جيهان الكردي، وأن الإقليم غير مسؤول في حال بيع هذه الكميات إلى هذه الدولة أو تلك.
ونقلت شبكة "روداوو التلفزيونية الكردية" عن مسؤول رفض ذكر اسمه قوله إن القضية تشبه قيامك ببيع سيارة إلى شخص ثان في مدينتك، ولن تتحمل أنت بالتالي مسؤولية سفر هذا الشخص بالسيارة الى مدينة أخرى، مشدداً في ذات الوقت على امتلاك الإقليم الحق كاملاً ببيع نفطه إلى معظم دول العالم.
وكانت مصادر تجارية قد ذكرت في وقت سابق أن ناقلة نفط من إقليم كردستان تم منعها طيلة أشهر من تفريغ شحنتها في ولاية تكساس الأمريكية، بموجب دعوى قضائية أقامتها بغداد، ولكنها أبحرت في البحر المتوسط وسلمت شحنتها إلى إسرائيل.
وتم تحميل الناقلة "يونايتد كالافرفتا" بمليون برميل من النفط الخام، قبل أن تصبح في خضم نزاع قانوني بولاية تكساس في تموز/ يوليو الماضي، بعد أن تقدمت الحكومة الاتحادية في بغداد بشكوى قضائية على تلك الشحنة.
وقالت وكالة "رويترز" إن بيانات تتبع السفن هذا الأسبوع، أظهرت أن الناقلة كانت مبحرة بكامل شحنتها نحو ميناء عسقلان الإسرائيلي، قبل إغلاق جهاز الاتصال بالأقمار الصناعية في السفينة، مضيفة أن الناقلة ظهرت بعد أربعة أيام وهي فارغة.