قال القاضي حسين حمادة، عضو اللجنة السباعية المنبثقة عن الاجتماع الأخير للهيئات والقوى الثورية في
حلب، الذي انعقد في مدينة كلس الحدودية، والمخولة بالتفاوض والتشاور مع المبعوث الأممي وفريقه، إن مساعدي المبعوث الأممي ستيفان
دي ميستورا "يحاولون التواصل بشكل فردي مع بعض الأطراف الثورية"، مشددا على أن هذا الاسلوب "لا يتماشى مع الطرق والأعراف الدبلوماسية الصحيحة".
وأكد حمادة في الوقت نفسه إدانة اللجنة ومن خلفها من القوى والفصائل المقاتلة، للأسلوب الذي ينتهجه فريق المبعوث الدولي، لافتاً إلى أن أي محاولة للاتصال يجب أن تمر عبر المؤسسة ككل، وليس عبر أفراد.
وقال حمادة لـ"عربي21": "تم الاتفاق من قبل الإدارة السياسية والعسكرية، على رفض اللقاء بفريق دي مستورا، بعد الافكار الضبابية التي قدمها المبعوث الأممي، والتي لا يمكن البناء عليها".
وأضاف حمادة: "سبق أن التقينا بالفريق الثاني للسيد دي مستورا، وتبين لنا بعد هذا اللقاء عدم وجود مبادرة من الأصل، وكل ما يدور الحديث عنه، هو رؤية قاصرة، لا ترتقي إلى معاناة وأزمة الشعب السوري"، وفق تعبيره.
وقال: "سلمت مذكرة متضمنة الرؤية من طرفنا إلى دي مستورا، عبر رئيس مجلس قيادة الثورة قيس الشيخ، ولم نتلق إلا ردوداً مبهمة، تعبر عن تخبط، وعدم وضوح في الرؤية".
وحول تعرض اللجنة والقوى الثورية لضغوط من قبل أطراف دولية، قال حمادة: "لسنا تحت وصاية أي أحد، لدينا طاقاتنا العلمية، والوطنية القادرة على التعبير عن رؤيتها بشكل واضح".
ويأتي حديث حمادة، بعد أن اشترطت اللجنة حلا شاملاً للمأساة السورية، يتضمن رحيل الأسد وأركان حكمه، ومحاسبة مجرمي الحرب، قبل الموافقة على لقاء فريق عمل المبعوث الأممي دي مستورا، الذي أنهى زيارته إلى العاصمة السورية دمشق مؤخراً.
ووافق رئيس الهيئة السياسية في مجلس قيادة الثورة، محمد علوش، كلام حمادة، وذلك في اتصال هاتفي معه، حيث دافع عن القرار الأخير الرافض للقاء المبعوث الأممي، بالقول: "لم تكن مبادرة دي مستورا مكتملة منذ بدايتها، والشيء الوحيد المكتمل فيها أنها مبادرة تصب في مصلحة النظام السوري"، وفق قوله.
وأعرب علوش عن أسفه لوقوف الأمم المتحدة واكتفائها بموقع المتفرج أمام مأساة أثقلت كاهل الشعب السوري، وجعلت السوري عرضة للقتل و الدمار والتشريد، معتبراً أن هذه المبادرة تقف إلى جانب الجلاد الذي استخدم السلاح الكيماوي، والبراميل المتفجرة التي دمرت المدن على رؤوس سكانها.
بدوره، وضع رئيس الدائرة السياسية للجبهة الشامية، وعضو اللجنة السباعية، قرار الرفض الأخير في خانة التعرية بزيف المبادرة التي لم تقدم بصيغة مكتوبة حتى الآن للمعارضة، مؤكداً على التزام المعارضة بالقبول بأي مبادرة من شأنها أن تفضي لرحيل هذا النظام، وإنهاء معاناة الشعب السوري، محذراً الجميع من التعاطي مع مبادرة لا تهدف إلا إلى القضاء على الثورة، حسب تقديره.