سيطر تنظيم "الدولة" على أجزاء من
ناحية البغدادي، أقصى غرب محافظة
الأنبار العراقية، فيما بيّن أحد مقاتلي "الصحوات" أن الهجوم المباغت للتنظيم أدى إلى محاصرة عشرات الأهالي داخل المجمع السكني، حيث أصبح الأطفال والنساء المحاصرون داخل المجمع تحت نيران القصف والمواجهات، مع نفاد المواد الغذائية وتوقف كل سبل الحياة. وقد حّمل مجلس ناحية البغدادي القوات العراقية مسؤولية سقوط الناحية بيد التنظيم.
وجاءت سيطرة
تنظيم الدولة على أجزاء من ناحية البغدادي بعد معارك عنيفة مع القوات العراقية وأبناء العشائر (الصحوات)، استمرت لساعات وخلفت العديد من القتلى والجرحى، ما أدى إلى نزوح السكان المحاصرين في المجمع السكني إلى منطقة السحلة.
وسيطر التنظيم أيضا على حي الضباط القريب جدا من قاعدة "عين الأسد" العسكرية، وحيي الجبة والقصير، الذين كانت القوات الأمنية قد استعادتهما قبل أيام من أيدي التنظيم.
من جهته، تحدث مصدر لـ"عربي21" عن مشاهد النساء والأطفال الذين كانوا يصرخون رعبا وخوفا، بينما كانوا في مرمى قذائف الهاون والرصاص، فلم يكن أمامهم سوى أن يهربوا إلى العراء ليفترشوا الأرض ويلتحفون السماء، "ونحن لا نستطيع فعل شيء لمساعدتهم بسبب نفاد السلاح" حسب قوله.
وأوضح المصدر أن سبب هجوم عناصر تنظيم الدولة بشكل قوي على ناحية البغدادي والسيطرة على مناطق حيوية فيها، مثل حيي الضباط والجبة، هو انسحاب القوات الأمنية العراقية من دون سابق إنذار ليتركوا العشائر المقاتلة والأهالي في مواجهة التنظيم وحدهم.
بدوره، أكد أبو حسن، وهو أحد أبناء العشائر، أن المعارك بين التنظيم والقوات الأمنية لا تزال مستمرة، خصوصا حول المجمع السكني، وأن أي مساعدات أو قوة عسكرية لدعم العشائر لم تصل إلى الناحية لمساندة المقاتلين، مبديا تخوفه من سقوط ناحية البغدادي بالكامل خلال ساعات.
وأضاف أن حديث القادة الأمنيين وشيوخ العشائر عبر وسائل الإعلام، عن دحر "الإرهابيين" وطرد تنظيم الدولة من محيط المجمع السكني، لم يكن دقيقا، "فمن يتحدث بهذا لم يكن موجودا في مكان الحدث، بل هو خارج المحافظة" حسب وصفه.
وفي هذا السياق، حمّل مجلس ناحية البغدادي قائد الفرقة السابعة العميد الركن مجيد اللهيبي وآمر اللواء 27 في الفرقة؛ مسؤولية هجوم تنظيم الدولة وتسللهم إلى المجمع السكني، داعيا القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، حيدر العبادي إلى "فتح تحقيق معهم".
وطالب المجلس في بيانه بضرورة توفير الغذاء والمواد الطبية لأهالي المجمع، وإصلاح المولدات لإعادة المياه للمجمع السكني.
وكان جهاز مكافحة الإرهاب قد أعلن أن تنظيم الدولة لم يتمكن من السيطرة على المجمع السكني بناحية البغدادي، مشيرا إلى مقتل 15 عنصرا من التنظيم، بينهم صينيون، حاولوا الهجوم على المجمع، وتحدث عن تحرير أسرة كانت محتجزة لدى انتحاريين اثنين في أحد منازل ناحية البغدادي، ومقتل الانتحاريين.
وتبعد ناحية البغدادي قرابة 5 كم عن قاعدة "عين الأسد" العسكرية، وتبلغ مساحتها حوالي 480 كيلومترا مربعا، ويكتسب موقعها أهميته الاستراتيجية لوجودها على طريق الدولي الذي يربط العراق مع دول الجوار، ويحاذيها من الشرق قضاء هيت، على بعد حوالي 40 كيلومترا، ومن الغرب قضاء حديثة (35 كيلومترا) ومن الشمال تحدها الجبال الصحراوية ومن الجنوب نهر الفرات.
وتجاوز عدد سكان الناحية في الفترة الاخيرة 28 ألف نسمة، قبل أن تشهد الناحية نزوح سكانها الأصليين منها، بسبب العمليات العسكرية الجارية، حيث لجأ السكان إلى إقليم كردستان وبغداد وكربلاء مناطق أخرى من العراق، وكان أغلب النازحين من النساء والأطفال.