أكد عبد الفتاح
السيسي في "حوار موسع" مع صحيفة الشرق الأوسط المقربة من دوائر رسمية سعودية أن "بلاده لن تنسى مواقف خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبد العزيز المشرفة منذ أن تطوع في الجيش
المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973".
وبين السيسي أن مصر حريصة على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع العاهل السعودي الملك سلمان.
يأتي هذا اللقاء قبل يوم من زيارة السيسي للرياض، كما أنه يأتي بعد أيام من استقباله للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي كان قبل لقائه السيسي في الرياض أيضا، حيث التقى بالعاهل السعودي.
وقالت وسائل إعلام مصرية إن السيسي وعبدالله الثاني التقيا في جلسة مغلقة لمدة ثلاث ساعات.
وكانت نذر توتر تلوح في الأفق بين العاهل السعودي الملك سلمان والسيسي، حيث طالبت وسائل إعلام مقربة من السيسي بإزاحة سلمان عن ولاية العهد قبيل وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وعن الدعم الذي تلقاه بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، قال السيسي: "بصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير في المملكة العربية
السعودية ودولتي الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد".
وفي ما يخص زيارته للرياض المقررة الأحد، قال السيسي: "لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".
وفي ملف العلاقات مع دول الخليج أيضا، قال السيسي: "لدينا أربعة عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج، أولها أن أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج. والثاني، أن أمن الخليج خط أحمر. والمحور الثالث هو (مسافة السكة) التي تحدثت عنها سابقا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "مسافة السكة" من دول الخليج ما زالت كما هي ولم تتغير.
وحين سألته الصحيفة عن حديثه عن "مسافة السكة" وما إذا كانت هي المسافة السابقة نفسها، في إشارة إلى تصريحات سابقة أبدى فيه استعداده للدفاع عسكريا عن دول الخليج في مواجهة الطموحات الإيرانية، قال السيسي: "أكيد ولماذا تتغير؟ (وخلي بالك) عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا".
وتأتي عبارة "رد الجميل" على لسان السيسي بعد تسريبات بثتها قنوات فضائية عربية أظهرت مدير مكتبه اللواء عباس كامل يسدي له النصيحة بتبني سياسة "خذ وهات" مع دول الخليج، على طريقة النظام السوري إبان حرب الخليج العام 1991.
وتحاول أوساط مقربة من السيسي إحداث علاقات "طبيعية مع إيران والقوى السياسية التابعة لها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحكومة العراقية في بغداد، كما حاولت سلطة السيسي تجنب الدعوة إلى إسقاط النظام السوري كما تدعو السعودية، بل إن تقارير إعلامية تحدثت عن دعم عسكري تلقاه الأسد من السيسي، وهي سياسة لا تروق للرياض التي دخلت في صراع متعدد الأوجه مع طهران بلغ ذروته عند المطالبة بإسقاط حليف طهران في دمشق بشار الأسد".
وردا على سؤال عن عودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد المصري من جديد، قال الرئيس السيسي: "هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام. وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا"، مضيفا أن "هناك بالفعل حالة غضب وألمًا مصريا منهم (الإخوان)".
وحول علاقات بلاده مع قطر، قال: "أنا أسألك: قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا"، مستدركا بأن القاهرة لا تزال ملتزمة باتفاق الرياض التكميلي، "وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير".
وعن قضية صحفيي قناة الجزيرة، قال السيسي إنه "لا يوجد مسؤول في الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتي لإنهاء الموضوع، لأن صلاحياتي تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها".
ولدى سؤال الصحيفة: "بصراحة.. ماذا تريدون من قطر؟"، رد السيسي: "نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا. هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو: من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله فسوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل (مداه) عن 50 عاما".