أوردت صحيفة "24 ساعة" السويسرية خبر الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو لواشنطن، مركزة على خطابه المناوئ لباراك
أوباما في إشارة إلى التوتر الذي لطالما شاب العلاقة بين الطرفين، هذا ولم يتوان البيت الأبيض عن إبداء سخطه إزاء ذلك.
وتذكر الصحيفة أنه منذ وصول باراك أوباما وبنيامين نتنياهو للسلطة سنة 2009، لم يسجل أي مؤشر للتوافق والتعاون في علاقتهما، مشيرة إلى أن الموقف الذي أبداه الأخير من قضية
إيران أمام الكونغرس، الأربعاء 24 شباط/ فبراير، قد تسبب في تفاقم الوضع ليصل إلى القطيعة، واضعاً العلاقة بين البلدين على المحك، حيث أثار هذا الخطاب الذي تم طبخه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والزعيم الجمهوري في مجلس النواب دون علم البيت الأبيض، حفيظة الرئاسة الأمريكية التي بادرت برفض أي لقاء بمقرها. هذا وسيتغيب نائب رئيس الجمهورية جون بيدن الذي اعتاد حضور خطابات الزعماء الأجانب بسبب رحلة إلى الخارج، صادف تزامنها مع هذه المناسبة.
كما يشير المقال إلى عدم تواني البيت الأبيض في التعبير عن سخطه إزاء هذا التوتر الذي أصبح واضحاً، إذ أعلنت سوزان رايس، مستشارة مقربة من الرئيس الأمريكي عن الآثار "المدمرة" التي حملتها هذه الزيارة. ويأتي هذا الجدل في خضم توافق مُرَجَّح حول الملف النووي الإيراني الذي ما انفك يسمم العلاقات الدولية منذ ما يقارب العقد، حيث يعد التوافق مع إيران بهدف التأكد من عدم حيازتها لأسلحة نووية أحد بنود سياسات باراك أوباما الخارجية، وهو ما يتعارض مع مساعي نتنياهو الذي أعرب عن استعداده لبذل كل ما في وسعه لمنع التوصل إلى اتفاق يعتبره خطراً، مصرحاً بأنه "يحترم البيت الأبيض والرئيس الأمريكي،" غير أن من واجبه "حماية ضمان أمن إسرائيل" خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع "بهذه الخطورة".
وفي السياق ذاته، نوهت الصحيفة إلى استقرار الأوضاع السياسية بأمريكا وقرب الانتخابات الإسرائيلية، وتزامن ذلك مع قمة يسيطر على مشهدها الجمهوريون، تعد الأولى من نوعها منذ وصول باراك أوباما للحكم مما يهيئ الظروف لأزمة ممكنة. من جهته يلخص آرون دايفيد ميللر، عضو مركز وودرو ويلسون للأبحاث، الوضع بقوله "هذه هي العاصفة التي من شأنها أن تفجر العلاقة المتوترة بين الرجلين"، مضيفاً بأن الأمر يتعلق بتضارب في الرؤى والشخصيات والسياسات.
ويفيد المقال أنه منذ هذه الزيارة، لم يتوقف البيت الأبيض عن لفت انتباه إسرائيل قبل أن يعلن صراحة عن تسريب هذا الطرف لمعلومات غير مكتملة عن المفاوضات المنعقدة، بغاية التأثير على الموقف الأمريكي.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن تمسك بلده بالتزامه مع إسرائيل مضيفاً في إشارة منه إلى أن تنياهو "قد يكون ذلك مجرد سوء تقدير"، في حين يرى دايفيد ميللر أن تزامن رسالة كيري مع الانتخابات في إسرائيل تعتبر تحريضاً على عدم انتخابه مجدداً، معلناً أن البيت الأبيض يخفي رغبة واضحة في مغادرة نتنياهو للحكم.
وترفع الصحيفة تساؤلات حول الوضع الذي يسود واشنطن مع اقتراب هذه الزيارة، إذ لم يعلن البيت الأبيض عن مشاركته في المؤتمر السنوي للأيباك الذي سيعقد اجتماعه ابتداء من هذا الأحد. يذكر أن باراك أوباما كان قد ألقى فيه خطاباً سنة 2012.
ويضيف المقال بأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي تسببت في انقسامات داخل المشهد السياسي الأمريكي مشيراً إلى مواجهة طلب بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين مقابلته بالرفض، الأمر الذي اعتبره هؤلاء إيذاناً بإضعاف التعاون التاريخي الذي لطالما جمع إسرائيل بأمريكا، مبدين قلقهم إزاء هذه المسألة الحرجة.