كشفت مصادر مطلعة، أن اللواء الليبي خليفة
حفتر أجّل زيارة كان ينوي القيام بها إلى العاصمة الأردنية عمان للقاء مسؤولين إسرائيليين، فيما قام بزيارة
مصر بشكل سري الأسبوع الماضي مرتين، بحسب "القدس العربي" اللندنية.
وقالت الصحيفة إن تحركات اللواء الليبي السرية جاءت بعد أن شن الجيش المصري الأسبوع الماضي غارات على ما قال إنها مواقع لتنظيم الدولة في مدينة درنة شرق
ليبيا، غداة إعلان التنظيم في تسجيل مصور ذبحه 21 مسيحيا مصريا كانوا رهائن لديه.
وأكدت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، لـ"القدس العربي" أن اللواء حفتر استلم من النظام المصري 400 حاوية تحتوي على أنواع مختلفة من الأسلحة لتوزيعها على قواته في ليبيا.
ورأت المصادر أن قصف الطائرات المصرية لليبيا زاد من شعبية المقاتلين الإسلاميين، فيما أشارت إلى أن المشروع المصري الأردني في الأمم المتحدة سيؤدي إلى صوملة ليبيا، وزيادة نسبة التطرف في البلاد، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق، شرق البلاد، أمس الثلاثاء، رسميًا، أقر قانون منصب القائد العام للجيش، وسط توقعات باختيار اللواء خليفة حفتر لهذا المنصب، بحسب نائب برلماني.
وقال إبراهيم فتحي عميش، عضو المجلس، إن "أعضاء المجلس وافقوا في جلستهم المنعقدة أمس، على إقرار قانون منصب القائد العام للجيش الليبي، بعد أن تم استحداث هذا المنصب في وقت سابق من الشهر الجاري"، دون أن يوضح ما دار في جلسة أمس، لا سيما عدد الذين حضروا من النواب، بحسب "القدس العربي".
وأشار عميش إلى أن القانون فوض رئيس البرلمان، عقيلة صالح قويدر، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، اختيار وتعيين شخصية عسكرية في المنصب الجديد، لافتًا إلى أن من يتولى هذا المنصب سيؤدي القسم القانوني أمام أعضاء البرلمان.
ونوهت الصحيفة إلى أن عميش قال: "هناك إجماع داخل البرلمان على أحقية حفتر بهذا المنصب"، متوقعًا أن يصدر رئيس البرلمان، اليوم الأربعاء، أو غدا الخميس، قراره لتعيين حفتر قائدًا عامًا للجيش. وكان مجلس النواب، صوت، منتصف الشهر الجاري على استحداث منصب "قائد عام للجيش".
وعلمت "القدس العربي" من مصادر ليبية مطلعة أن حفتر ينوي تكوين مجلس عسكري أعلى يكون هو قائده ليحكم قبضته على ليبيا، على غرار ما حدث في مصر. وأضافت المصادر أن حفتر ينوي حل
برلمان طبرق وحكومة عبد الله
الثني المواليين له عقب إنشاء هذا المجلس العسكري وفرض الأحكام العسكرية في البلاد.
وأضافت المصادر أن اللواء خليفة حفتر ستتم ترقيته إلى رتبة فريق، وأنه يحظى بدعم إماراتي مصري في الخطوة التي ينوي اتخاذها بإنشاء المجلس العسكري الليبي الأعلى.
من جهته، انتقد رئيس الحكومة الليبية في طبرق عبد الله الثني أمس الثلاثاء، الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، لعدم تقديمهم أسلحة لقواته التي تقاتل قوات حكومة منافسة.
وتأتي هذه الانتقادات بعد يوم من تعليق البرلمان الليبي المنتخب المتحالف مع حكومة الثني مشاركته في محادثات ترعاها الأمم المتحدة، تسعى من خلالها لإنهاء الصراع على السلطة بين حكومتين وبرلمانين متنافسين، وفقا لـ"القدس العربي".
وأضافت الصحيفة أن نفوذ الثني انحصر في دويلة صغيرة في الشرق الذي انتقل إليه منذ سيطر فصيل "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس الصيف الماضي، وأعاد البرلمان السابق المعروف باسم المؤتمر الوطني العام وشكل حكومة منافسة.
ويحظى الثني ومجلس النواب ومقره في الشرق أيضا باعتراف القوى العالمية، لكن المشاعر المناهضة للغرب تتزايد.