عثر غواصون إسرائيليون، قبل أسبوعين، على
كنز ذهبي قبالة شواطئ قيساريا، وذلك على عمق 12 مترا. ويحتوي الكنز على أكثر من 2000 عملة ذهبية يعود تاريخها إلى العصر الفاطمي.
وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية إنّ خمسة غواصين هواة عثروا على الكنز عن طريق الصدفة، حيث نزل الغواصون إلى البحر قبالة شواطئ قيساريا، وعندما اكتشفوا الكنز أبلغوا المسؤول عن نادي الغوص، الذي قام بدوره باستدعاء الوحدة البحرية التابعة لسلطة الآثار الإسرائيلية وفقا لموقع "معا" الفلسطيني.
وتمكن غواصو سلطة الآثار من استخراج نحو 2000 قطعة ذهبية يصل وزنها إلى 6 كلغم.
وتشير التقديرات إلى أنّ هذه القطع الذهبية كانت على متن سفينة غرقت في المنطقة، حيث كانت قيسارية تعتبر ميناء مهما للدولة الفاطمية ونقطة انطلاق للتجارة البحرية.
ونقل عن أحد مسؤولي الآثار البحرية في سلطة الآثار الإسرائيلية قوله، أن القطع النقدية التي تمّ العثور عليها كانت معدّة لدفع رواتب الجنود الذين تواجدوا في قيساريا للدفاع عنها قبل ألف عام، أو أنّ السفينة كانت تحمل أموال الضرائب المخصصة للحكومة المركزية في مصر، أو أن السفينة هي ملك لتاجر كبير كان يتاجر مع مدن الشاطئ في البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة.
وقال روبرت كول، خبير القطع النقدية في سلطة الآثار الإسرائيلية، إنّ الحديث يجري عن أكبر كنز تم العثور عليه منذ اعلان قيام إسرائيل، وإن القطع الذهبية كانت في حالة ممتازة رغم أنها مكثت نحو ألف عام في قاع البحر. وأشار إلى أن بعض هذه القطع كان معوجا، وبعضها يحمل علامات عض أسنان بفعل عمليات فحص العملة التي كان يجريها التجار، بينما ظهرت قطع أخرى وكأنها صنعت حديثا.
وقد اشتمل الكنز على قطع نقدية جرى صكها في مواقع مختلفة من الدولة الفاطمية، التي وصلت حدودها إلى فلسطين وإلى شمال أفريقيا في القرن الميلادي العاشر. وتحتوي القطع على نوعين من العملة، دينار وربع دينار، ويعود تاريخ أقدم قطعة فيه إلى القرن التاسع، وقد جرى صكها في جزيرة صقلية، وكان آخرها من العام 1036 ميلادي، ولذلك فمن المرجح أن السفينة غرقت بعد هذا العام.
وتبين أن غالبية القطع الذهبية تعود إلى الفترة 996- 1021 ميلادية، أي في عهد الحاكم بأمر الله، وابنه الظاهر لإعزاز دين الله (1021- 1036 ميلادية).