أعلن قيادي في أكبر تنظيم سياسي، يمثل الأكراد
الشيعة في
العراق، عن تهيئة 5 آلاف متطوع أكملوا تدريبهم، لزجهم في ميليشيا الحشد الشعبي لمقاتلة
تنظيم الدولة ، فيما أكد محلل سياسي أن هذه الخطوة تعيد للأذهان صراع المذهبية والقومية لدى الجناح الشيعي ضمن المكون الكردي في العراق.
وقال عضو الجبهة الوطنية العليا للأكراد الفيليين، لطيف محمد: "إن فرقة مؤلفة من 5000 مقاتل من أبناء الفيليية، تم تجهيزهم استعداداً لتوزيعهم على مناطق انتشار قوات الحشد الشعبي".
تلبية نداء السيستاني
وأضاف لطيف، أن أبناء هذا المكون أول من لبوا نداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، بخصوص "الجهاد الكفائي" ضد تنظيم الدولة.
وكشف لطيف عن وجود ألوية خاصة من المكون الكردي الفيليي تقاتل حالياً، ضمن صفوف الحشد الشعبي ومنها "لواء الصدر الأول"، و"نصرة العراق" وغيرها.
مسؤولون من الأكراد الشيعة، أعلنوا خلال مؤتمر نظموه مؤخراً في العاصمة بغداد، عن دعمهم للحكومة المركزية في بغداد، ولميليشيا الحشد الشعبي، وأكدوا استعدادهم لزج أعداد أكبر من أبناء مكونهم، ضمن الميليشيا التي تشكلت بعد انسحاب الجيش من مدينة الموصل، وسيطرة تنظيم الدولة عليها في حزيران الماضي.
الجناح الشيعي في المكون الكردي
من جهته، أوضح المحلل السياسي نوزاد صباح أن العديد من الأكراد الفيليية، تسلموا مناصب قيادية في ميليشيا الحشد الشعبي، وخصوصاً في المناطق القريبة من محافظة كركوك، بالإضافة الى مناطق أخرى في ديالى وصلاح الدين.
وقال صباح في تصريح خاص لـ"عربي21" إن هذا الأمر يفتح من جديد، إشكالية التجاذبات المذهبية والقومية، لدى الجناح الشيعي من المكون الكردي.
وأوضح أن انضمام الآلاف من الأكراد الشيعة، الى صفوف الميليشيا المكونة على أساس الانتماء المذهبي، يشير الى تفضيلهم للطائفة على حساب القومية، مبيناً أن هذه الحالة لا تؤشر بالضرورة الى إخفاق الزعامات الكردية، في اجتذاب هؤلاء أو نجاح القيادات الشيعية في ضم هذه الأعداد الهائلة الى صفوف مناصريها.
غلبة الانتماء الطائفي على القومي
وبين المحلل السياسي، أن هذه الحالة وغيرها تأتي لترسخ حقيقة موجودة بقوة في العراق، وهي غلبة الانتماء الطائفي على القومي، التي تعد طبيعية إلى حد ما في ظل الانقسامات الحادة، داخل المكون الواحد، والتخندقات التي تعيشها المكونات العراقية، في المرحلة التي تلت الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ولفت صباح إلى أن تزايد انضمام الأكراد الشيعة، الى تشكيلات القتالية التابعة للحكومة المركزية، ومنها ميليشيا الحشد الشعبي وغيرها، من شأنه أن يعمق مساحة الانقسام بين أبناء هذه الفئة، ومكونهم الأصلي في إقليم كردستان العراق، خصوصاً في ظل حالة من الشحن، واحتمالات حدوث صدامات بين الميليشيات الشيعية، وقوات البيشمركة الكردية، التي لا يفضل العديد من أبناء هذا المكون الانخراط في صفوفها.
سيوف مشرعة بيد المرجعية
وكان القيادي في المكون الفيليي عامر رشيد، أكد في وقت سابق أن الأكراد الفيليية تسابقوا على الاستجابة لتلبية نداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وتطوعوا في صفوف قوات الحشد الشعبي، التي وجه بتشكيلها، مشدداً على أنهم سيصبحون سيوفا مشرعة بيد المرجعية، بحسب وصفه.
ولا توجد في العراق إلى الآن إحصائية دقيقة، بأعداد الأكراد الفيلية الذين يتوزعون في مناطق مدينة الصدر وباب الشيخ في العاصمة بغداد، فضلاً عن محافظة واسط في الجنوب والمناطق الكردية من محافظة ديالى، بالإضافة إلى الموطن الأم في إقليم كردستان في الشمال ومدينة السليمانية على وجه الخصوص.