تحولت التنظيمات الإسلامية إلى لاعب رئيس في الحملة الانتخابية
الإسرائيلية، وأصبحت مركبا أساسيا في السجالات بين الأحزاب.
فقد وصف رئيس حزب العمل في حكومة الاحتلال إسحاق هيرتزوغ، رئيس وزرائها بنيامين
نتنياهو بأنه "ضعيف" أمام حركة
حماس، وأن سلوكه خلال الحرب الأخيرة أدى إلى تعاظم تأثير الحركة.
وخلال مؤتمر انتخابي نظم في مدينة تل أبيب السبت، أوضح هيرتزوغ أن تردد نتنياهو وخوفه من اتخاذ قرارات "جريئة" أسهم في تمكين حركة حماس من الخروج من الحرب في "صورة الند" لإسرائيل، على الرغم من الفرق الهائل في موازين القوى بين الجانبين.
من ناحيته، حذر حزب الليكود جمهور الناخبين في إسرائيل من أن انتخاب حزب العمل يعني تعزيز قوة
تنظيم الدولة بسبب عجز زعيمه هيرتزوغ عن اتخاذ قرارات قوية.
وعرض الليكود السبت فيلماً دعائياً يُظهر أشخاصًا يتقمصون دور عناصر تنظيم الدولة، ويقودون سيارة نصف نقل ويرفعون رايات التنظيم ويعلنون ابتهاجهم بفوز حزب العمل.
وحذر الفيلم الدعائي الجمهور الإسرائيلي من أن التصويت لحزب العمل يعني أن تتحول الضفة الغربية إلى معقل للتنظيم.
وقد أدى عرض هذا الفيلم إلى حملة انتقادات واسعة ضد نتنياهو، وتم كذلك انتقاد تعاطيه الفكر "الميكافيلي". فقد قال يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" السابق، إن نتنياهو "فقد كل ذرة حياء، ويغطي على جبنه من خلال اتهام الآخرين بالجبن".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر الأحد عن ديسكين قوله: "كيف يجرؤ نتنياهو الذي هدد إيران وهو لم يستطع حسم مواجهة ضد تنطيم صغير مثل حماس أن يتهم الآخرى بتعزيز قوة داعش؟".
وأعاد ديسكين للأذهان حقيقة أن نتنياهو هو الذي أفرج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين عام 1997، وهي الخطوة التي أعادت الحركة للحياة، علاوة على أنه حرر المئات من كبار "القتلة من بين قادة حماس في السجون، في صفقة التبادل الأخيرة".
وأشار ديسكين إلى أن الأسرى الذين تم الإفراج عنهم عادوا لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وباتوا يهددون الأمن الإسرائيلي، على حد تعبيره.
وأوضح ديسكين أن نتنياهو قاد إسرائيل لحرب غزة الأخيرة التي تعد الأطول في تاريخ إسرئيل منذ العام 1948.
ومن المفارقة أن وزير خارجية الاحتلال، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان انضم للذين يهاجمون نتنياهو بسبب الحرب الأخيرة.
وسخر ليبرمان من نتنياهو قائلاً إن الحرب الأخيرة حققت كل شيء باستثناء ردع "حماس"، التي زادت شهيتها لخوض حروب ضدنا، على حد قوله.