أكدت الروائية العلمانية
المصرية نوال السعداوي أن شعبية عبدالفتاح
السيسي قد تراجعت مع عودة نظام (الرئيس المخلوع)
حسني مبارك من جديد.
وقالت -في حوار مع صحيفة "الوطن" الصادرة الجمعة- إن البرلمان المقبل سيقود البلاد إلى نكسة جديدة، لأن كبار السن والانتهازيين يستولون على فرص الشباب الثائر المخلص، وفق وصفها.
واستطردت: "من الطبيعي أن تتراجع شعبية رئيس الدولة الجديد، حين يعود النظام القديم، نتيجة لأن هناك آمالاً كبيرة في تغيير الأوضاع، وبناء نظام أفضل، وأكثر عدلاً وكرامة وحرية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، بل هناك ما يشير إلى عكس ذلك، إذ عادت وجوه الفساد والمحسوبية التي كانت في نظامي مبارك والسادات للظهور مجدداً".
وبالنسبة لمجلس النواب المقبل، قالت: "سيؤدي البرلمان لنكسة جديدة، لكني واثقة في أن الشعب المصري لن يُستعبد كما كان قبل ثورة يناير، وهذا سبب تفاؤلي، فالأمل قوة لا تساويها إلا قوة الثقة بالنفس".
واعتبرت السعداوي أن ثورة 25 يناير قد أُجهضت، مشيرة إلى أن "الأمور تعود في كثير من المجالات، إلى ما قبل ثورتي يناير ويونيو"، على حد قولها.
ووصفت الحكم بالمؤبد على الناشط السياسي أحمد دومة بأنه "عار أصبح ملتصقاً بكل المصريين الصامتين على الظلم"، مضيفة أن "الأغرب من ذلك أن يُعلن القاضي، في الصحف، أن الله هو الذي أصدر الحكم، وليس هو! فهل هذا الكلام يدخل عقل؟ وإذا كان الله هو الذي أصدر الحكم، فكيف لمحكمة النقض البشرية أن تنقضه؟".
وتابعت: "طالبت ثورة 25 يناير بإسقاط النظام، إلا أنه لم يسقط، وإنما سقطت فقط بعض رؤوس النظام فترة من الوقت ثم عادت، بحصولها على البراءة من جرائم الفساد والاستبداد وقتل مئات الثوار من الشباب والفتيات".
وحول اتهام البعض لشباب الثورة بالخيانة، قالت: "أقول لمن يرددون ذلك: ماذا عن نظام مبارك الذي وصفه الجميع بالفساد والاستبداد والخيانة، والذى أسقطه هؤلاء الشباب في يناير؟
وتابعت: "نحن نشهد الجنون بعينه، إذ يخرج النظام الساقط بريئاً طاهراً، فيما يصبح الثوار الذين حرروا مصر منه، هم الساقطين والفاسدين الخونة، ولا أعرف كيف تنقلب الأوضاع إلى هذا الحد، فيما يستمر الكون موجوداً، والسماء كما هي صامتة؟!
ووصفت حكومة إبراهيم محلب بأنها "لا تمتلك خطة عمل"، مشيرة إلى أن الإعداد لمؤتمر آذار/ مارس يجرى بـ"تسرع ولهوجة"، متسائلة: "هل من المعقول أن يدعوني مكتب رئيس الوزراء لحضور اجتماع في نفس اليوم الذى سيعقد به؟".
و"نوال السعداوي" طبيبة، وناقدة وكاتبة وروائية علمانية مصرية، تصف نفسها بالليبرالية والتحرر، وتقدم نفسها على أنها ناشطة حقوقية تقدمية، وهي من أشد أعداء الإسلاميين، والمشروع الإسلامي الحضاري، وتدعو دوماً إلى تغيير مفهوم الإسلام، وعادات المسلمين، فضلاً عن أنها تنكر حجاب المرأة، وقوامة الرجال، ومناسك الحج، ونظام الميراث في الإسلام، وتعدد الزوجات، وغير ذلك من الأصول الإسلامية.
وقد ولدت بمدينة القاهرة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1930، وتخرجت في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1954، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية.
وفي عام 1955 عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب آرائها وكتاباتها، بستة قرارات من وزير الصحة، كما أنها متزوجة من الدكتور شريف حتاتة، وهو طبيب وروائي ماركسي اعتقل في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.