قام النظام السوري في الآونة الأخيرة، بتكثيف "الحواجز الأمنية" في وسط شوارع العاصمة
دمشق، والمعروفة بـ"
الحواجز الطيارة" أو المؤقتة، وخصوصا أمام الجامعات الحكومية، وفي مداخل الأحياء الدمشقية العريقة، للمدنيين مع من يقومون بإعفاء اللحى، مستهدفا الشرائح الشبابية.
إطالة اللحية.. تهمة
"الحواجز المؤقتة" تشرف عليها دوريات أمنية تتبع إدارة المخابرات الجوية، وتعمل على التحقيق الميداني مع الشباب الدمشقي، حول أنشطتهم وارتباطهم مع ناشطي الثورة السورية من جهة، والاستفسار عن السبب وراء إطالة اللحى.
ويقول الشاب "عبد الرحمن" لـ "عربي 21: " أعمل في شارع "خالد بن الوليد" أحد أشهر شوارع دمشق، وبعد خروجي من المسجد، تفاجأ المصلون، بـ 12 من عناصر الأمن ينشرون أمام باب "مسجد زيد"، ولم يتحدثوا مع المصليين كبار السن، ولكنهم أوقفوا كل شاب ومن هم دون سن الأربعين.
وأضاف قائلا: قاموا بتجميعنا في الساحة الصغيرة القريبة من المسجد، وبدأ اثنان منهم التحقيق معنا، ومن الأسئلة التي وجهت لنا "لماذا تقوم بإطالة اللحية؟ أين تعمل؟ لما تحمل السواك؟"، إضافة إلى قوائم الأسماء التي يحملونها، ويطابقون أسماءنا بها، ومن يشتمون منه أنه يتعاطف مع "
جيش الإسلام" أو "جبهة النصرة" يتم احتجازه.
صور المنازل المدمرة في الجوالات.. شبهة
وأردف "عبد الرحمن" قائلا: اعتقل رجال المخابرات الجوية أعدادا أمام أعيننا، بعد أن فتشوا أجهزتهم المحمولة، ووجدوا صورا لمنازلهم المدمرة، فتم وضعهم في سيارة الدورية، بعد مصادرة أجهزتهم المحمولة والمصاحف التي كانت بحوزتهم.
الحواجز لا تستمر أكثر من ثلاثين دقيقة، ليغادر أفرادها المواقع، بعد توجيه التهديدات لأصحاب اللحى، وأنهم سوف يعتقلونهم إذا وجدوهم بلحاهم المرة القادمة بتهمة التعامل مع "جبهة النصرة"، و"حمل الفكر الإرهابي".
الرعب بعد الحملة الصاروخية الثانية
ويتم تكثيف حواجز عناصر المخابرات الجوية، أمام جامعات دمشق، ويقول "وليد" لـ " عربي 21: " أنا طالب جامعي، أوقف عناصر المخابرات عددا من زملائي عند الانصراف من الجامعة، وبدأوا بالتفتيش في أجهزتهم المحمولة، إن كانت تحتوي على برامج "Google earth".
وقد زادت وتيرة الإجراءات الأمنية للنظام السوري، عقب الحملة الصاروخية الثانية على دمشق، التي نفذها "جيش الإسلام" المعارض قبل أيام على المراكز الأمنية للنظام في قلب العاصمة دمشق.
تفتيش دقيق قرب المزارات الشيعية
و شهدت أحياء دمشق القديمة حالة من الخوف والهلع، بسبب الإجراءات الأمنية، وانتشار الحواجز ونقاط التفتيش من قبل عناصر النظام، التي كثفت على وجه الخصوص حول المزارات الشيعية.
وبعد استهداف عناصر من حزب الله اللبناني الشيعي، في منطقة الكلاسة، الذي قتل على إثره تسعة أشخاص، كانوا بالقرب من المسجد الأموي، في مرقد السيدة رقية المزعوم، يحيون الطقوس الشيعية، كثفت عناصر المخابرات والأفرع الأمنية وجودها، وتم إخضاع الأهالي لتفتيش دقيق، ومنع دخول السيارات والدراجات إلى كل من سوق الحميدية، والعمارة، والشاغور، والقيمرية، والحريقة.
وقد حول النظام قلب دمشق إلى منطقة عسكرية وأمنية، حيث ينتشر عناصر المخابرات، المليشيات المعروفة بـ"الدفاع الوطني، وكتائب البعث وغيرهم من العناصر الأمنية.