خاض "
جيش الوفاء" الذي شكله النظام السوري من أهالي مدينة
دوما في غوطة دمشق الشرقية، أول معركة ضد أهالي مدينتهم الذين يقاتلون في صفوف "
جيش الإسلام"، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن النظام يسعى بذلك إلى إشعال فتنة داخلية بين أبناء مدينة دوما الموالين والمعارضين، في محاولة لخلخلة البنية الشعبية لـ"جيش الإسلام" الذي يقوده "زهران علوش".
ويأتي هذا في الوقت الذي اتجه فيه جيش الإسلام في منحى آخر، وبدأ بالتلويح بورقة أسرى عناصر النظام السوري الموجودين لديه، حيث قال أحد ضباط جيش الإسلام، النقيب "عبد الرحمن الشامي"، في تسجيل مصور برفقة الأسير محمود درويش، إن جيش الإسلام يمهل بشار الأسد مدة لا تتجاوز اثنتين وسبعين ساعة فقط، للدخول في عملية تفاوض لإطلاق سراح الأسير الذي كان النظام قد أكد لعائلته بأنه سيتم إطلاق سراحه منذ أشهر طويلة.
وأكد النقيب الشامي في نهاية حديثه أنه في حال انتهت المهلة المحددة ولم يطلق النظام السوري سراح مئة معتقلة من الغوطة الشرقية يحتجزهن في سجونه منذ أعوام، فإنه سوف يُصار إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق هذا الأسير، بعد الرجوع إلى القضاء الشرعي في الغوطة، حيث يتهم هذا الجندي الأسير بانتهاكات كبيرة ضد سوريين، من قتل واعتقال وتعذيب.
وبعيدا عن المواجهات العسكرية، ذكرت صفحات التواصل الاجتماعي المقربة من المخابرات الجوية أن كل سوري يقطن في دمشق ينشر خبراً عن المواقع التي من الممكن لجيش الإسلام ضربها في الأيام القادمة سيتهم بأنه "إرهابي".
وأشارت هذه الصفحات إلى أن الأوامر بهذا الصدد صادرة من مدير إدارة المخابرات الجوية جميل حسن، وجاء في مضمونها "أن تحديد مكان سقوط أي قذيفة على دمشق سيتم التعامل معه بحزم، واعتبار المسؤول عنه متعاوناً مع العصابات الإرهابية".
ويخشى النظام السوري من فقدان السيطرة الأمنية على دمشق، بعد نجاح جيش الإسلام في المرحلتين من القصف الصاروخي بفرض حظر تجول حقيقي في العاصمة أدى إلى انهيار في اقتصاد النظام، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما يتطلع جيش الإسلام من جانبه لنجاح جديد، ومعركة إثبات وجود، بعد نجاحه في دحر "الدولة الإسلامية" من الغوطة الشرقية، وفي معركته التي خاضها للقضاء على المفسدين في مدن الغوطة، كما أسماها الجيش، لتبقى الأيام القادمة لدمشق رهن المواجهة بين جيشي الإسلام والنظام.