استيقظ
اللبنانيون على مشهد جديد، حينما وجدوا شوارع رئيسة في
بيروت خالية من صور الزعماء السياسيين ورايات الأحزاب التي اعتادوا رؤيتها يوميّا، وذلك بعد أن أطلقت السلطات المرحلة الثانية من
الحملة التي أقرتها جلسات الحوار الثنائية بين
حزب الله وتيار المستقبل التي انطلقت في نهاية العام الماضي، بهدف "تنفيس"
الاحتقان الطائفي.
ولقيت الحملة التي بدأت أعمالها الجمعة الماضي لإزالة الشعارات والرموز الحزبية في العاصمة بيروت والمدن اللبنانية؛ ارتياحًا لدى عموم المواطنين - بحسب مراقبين - إلا أنها قوبلت في ذات الوقت، بانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، تبادلت فيها الأطراف السياسية الاتهامات حول "جدية الحملة وتطبيقها بشكل كامل في بعض المؤسسات والمناطق".
ونشر ناشطون، على سبيل المثال، صورًا لرايات وشعارت تابعة لحركة أمل ما زالت مرفوعة في الجامعة اللبنانية، متسائلين عن مصير الحملة في باقي المناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك والجنوب، بينما رد موقع العهد الإلكتروني التابع للحركة بالقول إن منطقة عكّار شمال البلاد لم تشملها الحملة.
وفي هذا السياق؛ يرى الكاتب الصحفي في جريدة النهار راشد فايد، أن الحملة لا تزال في بدايتها، و"الحكم عليها حتى الآن غير نهائي"، مضيفًا أن "بعض الشعارات والرموز أزيلت من الشوارع الرئيسة، لكنها ما زالت في بعض المناطق والشوارع الخلفية".
وأضاف فايد لـ"عربي21" أن
إزالة الشعارات الحزبية هي ترجمة ثانية لنتائج جلسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، مشيرًا إلى "أن الترجمة الأولى كانت تهدئة الخواطر بين الطرفين".
وقال إن الحملة لم تكن تبادلية بين الطرفين، حيث إن "الرموز الخاصة لتيار المستقبل موجودة أصلاً منذ الانتخابات البرلمانية في العام 2009"، لافتًا إلى أن "هناك شعارات ولافتات متعلقة بذكرى اغتيال الحريري وستتم ازالتها مع انتهاء إحياء الذكرى".
وتابع: "الصور والشعارات هي تعبير عن الفوضى وفائض القوى، والحملة يقصد بها في المقام الأول حزب الله وحركة أمل، حيث إن هناك تعميمًا داخليًا لدى الحزب والحركة بضرورة رفع أفرادهما لشعاراتهما، حتى وإن كان الفرد يمشي وحيدًا في الشارع، لأنهما يعدان ذلك مظهرًا من مظاهر الهيمنة والسيطرة".
وأضاف فايد أن ما يجري في لبنان "يمكن تشبييه بالمشروع الحوثي في اليمن"، لافتًا إلى أن "هناك تعطيلاً للدولة، وهيمنة على قرارها السياسي، وسطوة على الرأي العام".