اغتيل القائد العسكري في "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" في
الغوطة الشرقية، فيما وجه قياديون في الاتحاد اتهامات لـ"جبهة
النصرة" بالوقوف وراء العملية، وهو الاتهام ذاته الذي وجه للجبهة بعد محاولة اغتيال قيادي آخر في الاتحاد قبل أيام.
واغتيل القائد العسكري في الاتحاد "أبو زيد قناص" في بلدة حمورية مساء الخميس. وقال نشطاء إن اغتياله جاء في منطقة تنشر فيها حواجز لـ"جيش الإسلام" و"جبهة النصرة".
وقال الاتحاد في بيان إنه "يزف إلى الأمة الإسلامية نبأ استشهاد المجاهد البطل (أبو زيد قناص)، الذي اغتالته أحد الحواجز الطيارة لجبهة النصرة في الغوطة الشرقية".
ويقول نشطاء إن النظام السوري كان قد عرض مكافأة مالية لمن يساعد في اغتيال "أبو زيد قناص"، وأنه أن تعرض لمحاولة اغتيال سابقاً لكنها لم تنجح.
و"أبو زيد قناص" يحمل شهادة جامعية في المعلوماتية من جامعة دمشق، وتحول خلال الثورة السورية إلى أحد أمهر القناصين في المنطقة.
وكان "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" قد اتهم في وقت سابق "جبهة النصرة" بمحاولة اغتيال قائد "كتائب الشام" التابعة للاتحاد، أبو نعيم يعقوب. وطالب الاتحاد في بيان له، جبهة النصرة بتسليم المتورطين في العملية إلى القضاء الموحد في الغوطة، والإقلاع عن وصف مقاتلي الاتحاد بالمرتدين ووصف المدنيين بالعلمانيين الخارجين عن الدين، والحد من عمليات الاغتيال والتجاوزات الأمنية، والعودة إلى مظلة القضاء الموحد.
وردّت جبهة النصرة بنفي مسؤوليتها عن محاولة اغتيال أبي نعيم، وقالت في بيان إن "قيادتها لم تعطِ أمراً لفرد من أفرادها بالقيام باغتيال الشيخ المذكور، ونحن جاهزون للامتثال لقضاء شرعي مستقل، يمثل أمامه المتهمون من الطرفين في قضية أبي البراء الدومي، وفي قضية أبي نعيم يعقوب".
وأضاف بيان "جبهة النصرة": "نحن لا نعرف من قام بهذه الفعلة (محاولة اغتيال أبي نعيم) لكي نسلمهم، إضافة إلى أنّ "جبهة النصرة" لا يمثلها المجلس القضائي في الغوطة الشرقية لإشكالات شرعية واضحة فيه، لكن لا مانع لدينا من الامتثال لقضاء مستقل ترضى به كل الأطراف" حسب قول البيان.
لكن عضواً في مجلس القضاء الموحد في الغوطة اتهم جبهة النصرة باغتيال "أبو زيد قناص". ونقلت مواقع إلكترونية عن عضو المجلس خالد طفور دعوته "جبهة النصرة" إلى الاعتراف بالقضاء الموحد كما حال بقية الفصائل العاملة في الغوطة، مستغرباً استخدام الجبهة المصطلحات ذاتها التي تطلقها "الدولة الإسلامية" تجاه الفصائل الأخرى، مثل وصف "مرتدين" و"صحوات".
وتحدث نشطاء في الأيام الماضية عن خلافات بين "جبهة النصرة" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، لا سيما بعدما استولت الجبهة على مدفع تابع للاتحاد في بلدة عربين في الغوطة الشرقية.