انتهت مساء السبت أعمال الدورة الرابعة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بإنشاء لجنتين، أمنية والأخرى سياسية بالتنسيق بين الجزائر ومصر.
وطالب القادة الأفارقة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم دعم للجهود الإقليمية الخاصة بليبيا، معربين عن قلقهم من ارتفاع وتيرة العنف واستمرار المعارك العسكرية خاصة في مدينتي بنغازي وطرابلس.
وأكدوا في بيانهم الختامي على ضرورة وقف إطلاق النار الذي تسبب في تدمير البنية التحتية، وعقد اجتماع وطني يشارك فيه كل أصحاب المصلحة من الليبيين.
وكانت
مصر والإمارات وليبيا قد قاطعت الجلسة الافتتاحية لاجتماعات لجنة الاتصال الدولية بشأن
ليبيا، احتجاجا على مشاركة قطر وتركيا في الاجتماع، في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي.
وعرفت الأزمة الليبية انقساما بين أكبر دولتين من دول جوارها "مصر والجزائر" بشأن طريقة معالجة الأزمة الليبية، إذ تعتمد مصر مقاربة عسكرية صرفة تنطلق من التدخل العسكري، ودعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجماته على معاقل الإسلاميين المتشددين في شرق وغرب ليبيا.
بينما ترى الجزائر أن التدخل المصري عسكريا في ليبيا سيضر بمصالح أمنها القومي، وسيمنح حججا لتجمع المتشددين من أنحاء مختلفة للقتال داخل ليبيا، ولذا تدفع الجزائر باتجاه تبني طرق سياسية تراها كفيلة بحل الأزمة الليبية إذا ما لقيت دعما دوليا وإقليميا.
ويضم الحلف المصري الداعي للتدخل العسكري دول
الإمارات والسعودية، بينما تنسق الجزائر دبلوماسيا مع كل من تركيا وقطر الرافضتين للتدخل العسكري في ليبيا.
أطراف ليبية لا تثق بالاتحاد الإفريقي
وبحسب محللين فإن الاتحاد الإفريقي لا يملك الكثير من الأوراق في الشأن الليبي، خاصة وأن أغلب أطراف الأزمة الليبية لا تثق بدول الاتحاد التي كانت على علاقات وروابط اقتصادية وأمنية مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
كما أن بعض دول إفريقيا الدائرة في الفلك الفرنسي الداعي إلى التدخل المسلح في ليبيا، لا تلقى قبولا كوسيط في الأزمة الليبية بسبب ما يعتقده المؤتمر الوطني العام ومؤيدوه من العسكر، من أنها دول منحازة للتدخل العسكري الذي يطالب به مجلس النواب الليبي المنحل في طبرق، كالطلب الرسمي الذي تقدمت به مجموعة الدول الخمس للساحل الأفريقي لمجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي، من أجل تشكيل قوة دولية للتدخل العسكري في ليبيا، في الاجتماع بالعاصمة الموريتانية نواكشط الذي ضم بالإضافة إلى البلد المستضيف كل من النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وهو اللقاء الذي أشرفت عليه ومولته فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بحسب الصحف الفرنسية.