سياسة عربية

دعوات لحرق سيناء ومنع فيسبوك وقتل مليون إرهابي

دعا أحد الكتاب لإحراق سيناء بالنابالم - أرشيفية
 دعا عدد من الكُتاب والسياسيين في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى حرق سيناء بالكامل، وإفراغها من سكانها، ومنع موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتجاوز حقوق الإنسان، وعدم الاهتمام بانتهاكاتها، في الحرب طويلة الأمد على الإرهاب، التي أعلنها السيسي، مطالبين بأن تحتل هذه الحرب الأولوية في حياة المصريين، حتى وإن أسفرت عن مقتل مليون "إرهابي"، على حد قولهم.

المجد للفاشية

وقال الكاتب الصحفي محمود الكردوسي -في مقاله بالعنوان السابق بجريدة "الوطن" الأحد: "هذه ساعة غضب -لا حزن- يا سيادة الرئيس، فكن فاشيا.. اخلع بدلة الرئيس، واشف غلنا، وثُر لشهدائنا، وإذا كان ثمن دمائهم أن تحرق سيناء بأخضرها ويابسها.. فأحرقها.. افرشها "نابالم" لتتطهر.. أفرغها من سكانها، ففيهم طيبون، لكن أغلبهم بيئة موت، وحاضنة لحى كافرة، ومن يستعصي عليك، وعلى أمن مصر، خذه بعصيانه".
 
وأضاف الكردوسي: "إذا كان ثمن دمائهم أن تمد يدك في جحور عصابة الإخوان، وتنتزعهم من غرف نومهم.. فمدها.. إنها حربك المقدسة.. اختيارك الذى أتى بك رئيسا لتحمينا.. وسنحميك بجوعنا وعطشنا وعرينا من خسارته.. فإما أنت أو الكارثة.. والكارثة أنك تعرف أننا نقف الآن على حافتها، ولا تريد أن تغضب".
 
وتابع الكاتب تحريضه بالقول: "اغضب يا سيادة الرئيس.. اذهب إلى عدوك وعدونا وعدو الله في مخدعه.. لا تلاحقه.. بل بادره بموته.. اذبحه حتى، وهو يتوسل، ويستحلفك بحرمة الدم.. فهو كذوب، لا يعرف للدم حرمة، ولا تجوز عليه رحمة".
 
واختتم الكردوسي مقاله بالقول: "افتح باب التطوع للمصريين؛ رجالا ونساء.. هذا ليس جيشنا فحسب، بل لحمنا ودمنا.. لن أسامحك، ولن أغفر لك دماء شهدائنا إلا إذا رأيتك فاشيا".
 
دعوة لمنع "فيسبوك"
 
وفي مقالها بعنوان "الإرهاب يغزو بيوتنا" بجريدة "البوابة" الأحد قالت الكاتبة مديحة عمارة: "الإرهاب يتسلل ويغزو بيوتنا عبر هذا الموقع الصهيوني الصنع المسمى فيسبوك".
 
وتساءلت: "هل هناك ما هو أخطر من أن يصل الإرهاب إلى الأسر الآمنة التي طالما كانت محصنة من أي اقتراب لأي إرهاب أو تطرف؟".
 
وتابعت: "أطالبك يا ريس بإغلاق هذا الموقع "فيسبوك" المصدر للبلاء وللخراب وللتشوه الفكري وللانسلاخ الوطني.. قبل أن نجد وسط كل أسرة مشروع إرهابي"، مشيرة إلى أننا "لن نكون الدولة الأولى، ولا الوحيدة، التي منعته، وحصنت أبناءها من خطورته"، على حد تعبيرها.
 
حتى لو قُتل مليون إرهابي
 
ومن جهته، قال الخبير العسكري السابق بأكاديمية ناصر اللواء صادق عبد الواحد إنه "من المفترض ألا تأخذنا رحمة بالإرهابيين، وتجب تصفية كل من ضُبطت معه أسلحة أو متفجرات أو معدات عسكرية مباشرة، لأنه قاتل يستهدف قتل الشعب، والقوات المسلحة، والشرطة"، على حد قوله.
 
وأضاف في حوار مع صحيفة "المصريون" الأحد: "على كل مدع بحقوق الإنسان أن ينظر إلى الأعمال الإجرامية التي تحدث على أرض سيناء، وفي مصر عموما.. فكل هؤلاء يذهبون إلى الجحيم، ولا يجب أن نلتفت لدعواهم، فهذه بلدنا، وهذا شعبنا، الذي يجب علينا حمايته، حتى لو قُتل في سبيل ذلك مليون إرهابي، ولكننا لن نسمح لهم بتحقيق هدفهم في مصر".
 
وتابع: "انظروا كيف كان رد فعل الولايات لمتحدة، وهي أكبر مدع لحقوق الإنسان في حادث الإرهاب الذي استهدف جريدة "شارل إبدو"، وكيف سيكون رد فعلهم إذا كانت هذه الأعمال الإجرامية حدثت في الولايات المتحدة نفسها، فسابقا اُحتلت دولتان بحجة الإرهاب، وقُتل مئات الآلاف من المواطنين تحت مذبح محاربة الإرهاب"، وفق وصفه.
 
"ملعون أبو حقوق الإنسان"
 
ومن جهته، علق لاعب النادي الأهلي السابق، مصطفي يونس، على هجمات سيناء قائلا: "يجب أن تكون هناك قرارات حاسمة من المسؤولين.. مينفعش يقتلوا أولادنا، وإحنا ندير أموالهم"، في إشارة إلى جماعة الإخوان.
 
 وأضاف يونس، عبر مداخلة له بإحدى الفضائيات: "يوجد داخل البلد بعض الأشخاص أخطر من الإخوان 100 مرة"، متابعا بأنه "يجب أن تكون الدولة أكثر حسما مع هؤلاء"، مختتما بالقول: "ملعون أبو حقوق الإنسان، واللي يتكلم في حقوق الإنسان"، مطالبا بـ"فرض حالة طوارئ، ويد من حديد".
 
اسمها الحرب
 
وفي مقاله بالعنوان السابق في جريدة "التحرير" الأحد، قال جمال الجمل: "الثورة غالبا ما تأتي، وفي ذيلها الحرب، فالثورة الأمريكية في عام 1775 انتهت بحرب أهلية استمرت 4 سنوات، والثورة الفرنسية (1789) أفضت إلى حرب استمرت قرابة 60 عامًا، كذلك الثورة الصينية (1911- 1949) أدت إلى قتال شوارع بين الحزب الشيوعي بقيادة ماوتسي تونج والجبهة الوطنية بقيادة شان كاي شيك، وكذلك أدت الثورة الروسية (1917) إلى حرب أهلية لمدة ثلاث سنوات بين البلاشفة والاشتراكيين الثوريين".
 
وأضاف الكاتب: "ودخلت مصر حرب 56 بعد ثورة 52، وفتحت الثورة الإيرانية 79 صراعا دمويا مع الجبهة الوطنية وحزب تودة ومجاهدي خلق، ثم دخلت في حرب شرسة مع العراق استمرت 8 سنوات، وهناك أمثلة كثيرة في كل زمان ومكان، فهل هذا نذير سوء باقترابنا بعد ثورتين من حرب ما؟". 
 
وأجاب: "أدرك الآن أن الحرب لا تقترب، لأنها بدأت بالفعل.. التهديد الإخواني ليس مهما في ذاته، لكن خطورته تأتي من ارتباطه بوجود أخطار كبرى تهدد مصر من الخارج، المشكلة إذن ليست في جماعات العنف الداخلية فقط، لكنها بمثابة حصان طروادة في قلب وطن محاصر من الخارج بحزام من النار".
 
واختتم مقاله بالقول: "لا شك أن تفجير سيناء هو مجرد طلقة في حرب طويلة ينبغي أن لا نتعامل معها بالقطعة، لأنها حرب واضحة، ومعلنة ضد مصر، مهما اختلفت الجبهات، فلنسم الأحداث بمسمياتها، ونعلن حرب التطهير"، على حد قوله.
 
ومن جهته، قال نبيل عمر في مقاله بجريدة التحرير الأحد أيضا: "مصر في حالة حرب، وحكومتنا لا تدرك ذلك.. تتصرف وتتحرك وتتعامل كما لو أننا في أزمة عادية"، متسائلا: "نحن في حالة حرب فعلية، فهل يمكن أن نتصرف كذلك، ونتخذ القرارات الضرورية لهذه الحرب؟!".
 
ويُذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" حذرت من قيام الحكومات بالتذرع بـ"التحديات الأمنية" من أجل "تجاهل حقوق الإنسان".
 
 وقالت المنظمة في التقرير العالمي السنوي لها لعام 2015، الذي أطلقته من بيروت، قبل أيام، إن "الحكومات ترتكب خطأ كبيرا حينما تتجاهل حقوق الإنسان في سبيل التصدي للتحديات الأمنية الخطيرة".