مقالات مختارة

استشراف انتخابات 2016

1300x600
كتب جيمس الزغبي: بدأ موسم الانتخابات الأميركية، وبالنسبة لأولئك الشغوفين بسياسات الرئاسة في الولايات المتحدة، يبدو أن دورة انتخابات 2016 ستكون محل استحسان كبير. فقبل بضعة أشهر، كان المراقبون يكتبون عن منافسة محتملة بين هيلاري كلينتون وجيب بوش، ولكن من الواضح أن تلك التكهنات كانت سابقة لأوانها. وفي حين يبدو أن كلينتون لن تواجه متاعب كثيرة في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، حال قررت خوض السباق، فإن المنافسة داخل الحزب الجمهوري تتجه إلى أن تكون «للجميع وبالمجان!».

وتظهر استطلاعات الرأي أن كلينتون هي المرشحة الديمقراطية الأقوى والأوفر حظاً، حيث يرى البعض أنها هي المرشحة الوحيدة التي تمثل فرصة للحزب الديمقراطي، كي يحتفظ بالبيت الأبيض. وقد أعرب البعض عن مخاوف بشأن «مدى قبولها» أو مواقفها بشأن مختلف القضايا، ولكن هذه المخاوف تتبدد عند مقارنتها بمنافسيها المحتملين.

وبالنسبة لأولئك الذين أشاروا إلى أنهم قد يخوضون المنافسات التمهيدية للحزب الديمقراطي فجميعهم أفراد لديهم مؤهلات قوية، ولكن لا يبدو أن أحداً منهم لديه جاذبية أوباما أو شخصية قوية بما يكفي، أو سيرة ذاتية أو منصة سياسية تؤهله كمنافس على مستوى الدولة.

والديمقراطية الوحيدة التي تبدو أنها منافسة قوية لكلينتون هي حاكم ولاية ماسوشيستس، السيناتور إليزابيث وارين. فلديها رسالة شعبوية وتقدمية مؤثرة جعلتها من نجوم المرشحين الديمقراطيين في عام 2014. ويقارن كثيرون قدرتها على إثارة الناخبين بقدرة أوباما، ولكن «وراين» أصرت على أنها ستدعم كلينتون ولن تترشح ضدها.

ومن دون خصم قوي، ستواجه كلينتون تحديات من الجناح الليبرالي في حزبها الديمقراطي. ولكنّ حملتها الانتخابية القوية والمنظمة لابد أن تساعدها على الخروج منتصرة. وإضافة إلى خبرتها، لديها أيضاً أصول مضافة أخرى من رصيد زوجها السياسي الذي لا يزال من أكثر الشخصيات المحبوبة في الحزب الديمقراطي، وحقيقة أن ترشحها سيعتبر تطوراً كبيراً بالنسبة للبلاد.

ويريد الديمقراطيون الفوز، ومع وجود سيرة ذاتية تتضمن كونها السيدة الأولى وعضو مجلس الشيوخ الأميركي ووزيرة للخارجية، تعتبر كلينتون جديرة بالفوز حال ترشحها. وتشي كافة الدلالات على أنها ستفعل. وقد دشن بالفعل أنصارها شبكة قوية تضم ملايين المتبرعين، ودشّنت هي بالفعل فريقاً رائعاً من محترفي الحملات الانتخابية الذين ينصحونها ويخططون لاستراتيجية فوز سريع في المنافسات التمهيدية.

وعلى رغم أن المنافسة الديمقراطية تبدو مقصورة على كلينتون، يعاني الجمهوريون من وفرة المرشحين الذين يشيرون يومياً إلى أنهم قد يخوضون السباق. ومن بين أولئك الذين اتخذوا خطوات فعلية نحو تدشين حملة انتخابية أو يشيرون إلى أنهم قد يفعلون ذلك: حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، والمرشح الجمهوري السابق في الانتخابات الرئاسية عام 2012 ميت رومني، وحاكم ولاية أركنساس مايك هوكابي، وحاكم ولاية نيوجرسي كريس كريستي، وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت ووكر، وحاكم تكساس السابق ريك بيري، والسيناتور السابق عن ولاية بنسلفانيا ريك سانتورم. وانضم إليهم أيضاً أعضاء في مجلس الشيوخ مثل راند باول من ولاية كينتاكي، وماريو روبيو من فلوريدا، وليندساي جراهام من ساوث كارولينا، وتيد كروز من تكساس. أضف إلى هذه القائمة حاكم ولاية نيويورك السابق جورج باتاكي، والجراح بين كارسون، والرئيس التنفيذي السابق لشركة «أتش بي» كارلي فيورينا. ويبدو باب المنافسة مفتوحاً على مصراعيه، مع وجود تخمة في المرشحين الذين يمثلون أجنحة مختلفة متنافسة في الحزب الجمهوري. وهنا مكمن المشكلة، فمع وجود عدد كبير من المرشحين المتنافسين على دعم من مجموعات الناخبين والمانحين نفسها، يمكن أن يصبح السباق بغيضاً بشكل سريع.

وفي هذه المرحلة، تبدو بداية رومني غير مشجعة بشكل كبير بسبب اقتران اسمه بخسارة انتخابات عام 2012 أمام أوباما. ويبدو أيضاً أن المنافسين الجادين الآخرين، ومن بينهم بوش وكريستي ووكر وباول وكروز وروبيو، مصنفون في فئة واحدة.

والمثير للاهتمام أن نقاط القوة لدى كثير من المرشحين البارزين هي أيضاً نقاط ضعفهم! فرومني على سبيل المثال، لديه ميزة ترشحه في عام 2012، ولكن لهذا السبب، يعتبره كثير من الجمهوريين خاسراً. وبوش هو الأكثر نشاطاً، ولكن في ظل معاناة الدولة من «متاعب بوش الابن» أخيه يرى البعض أن رابط «الخلافة» يعتبر عقبة. وكريس كريستي لديه شخصية قوية ومؤثرة، ولكن في كثير من الأحيان تسبب له جرأته المتاعب. و«باول» ورث حرية الإرادة من والده، ولكنه لطالما حاول النأي بنفسه عن مواقف أبيه مما يشعر البعض بأنه قد خسر وضوحه. و«كروز» اشتهر بأنه مجادل ذكي وماهر في الترويج لنفسه ويعرف كيف يصل إلى الجماهير ويتصدر العناوين. ولكنه انسلخ عن كثير من زملائه الذين يرونه شخصية مهيّجة أكثر منه زعيماً. ولا يتبقى سوى سكوت ووكر، الذي على رغم عدم شهرته على مستوى البلاد، إلا أنه محافظ قوي، يمكن أن يكون هو «الحصان الأسود» الجمهوري. ولكن عدم شهرته مقارنة بمرشحي الحزب الجمهوري الآخرين، يفقده ميزة في السباق التمهيدي على المال والمؤيدين.

(عن الاتحاد الإماراتية- الأحد 1 شباط/ فبراير 2015)