أثارت نائبة في ولاية
تكساس الأمريكية عاصفة من الانتقادات بعدما كتبت على صفحتها على الفيسبوك أنها أبلغت الموظفين في مكتبها بأن يطلبوا من
المسلمين الأمريكيين إعلان ولائهم للولايات المتحدة، في الوقت الذي ذكرت فيه النائبة أنها وضعت علماً إسرائيلياً على مكتبها.
وجاء تعليق النائبة
مولي وايت الخميس، بالتزامن مع يوم نظمه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في برلمان ولاية تكساس لتعريف النواب بالقضايا التي تخص المسلمين، لحث المشرعين على الاهتمام بالقضايا التي تؤثر على أصحاب الأديان جميعها.
وكتبت وايت التي انتخبت حديثاً عن الحزب الجمهوري: "اليوم هو يوم المسلمين في مقر مجلس النواب (كابيتول) في أوستن.. جميع النواب بمن فيهم أنا غادرنا المجلس إلى بلداتنا. تركت علماً إسرائيليا على الطاولة في غرفة الاستقبال مع تعليمات للموظفين في مكتبي بأن يطلبوا من ممثلي المسلمين إعلان إدانتهم لمجموعات الإرهاب الإسلامي، وإشهار ولائهم لأمريكا وقوانيننا".
من جهته، عبّر "كير" عن غضبه إزاء تعليقات وايت، وبعث مدير شؤون العلاقات الحكومية في المجلس روبرت ماكاو رسالة إلى رئيس المجلس جو ستراوس، يتساءل فيها عما إذا كانت وايت قد خرقت القواعد الأخلاقية لمجلس النواب في تكساس "عبر وضع سياسة داخلية لمكتبها تهدف بشكل انتقائي للتمييز ضد ديانات بعينها".
ورد ستراوس بالقول إن مقر مجلس النواب هو ملك لكل الناس في الولاية، وأن "من واجب المشرعين في المجلس معاملة جميع الزوار كما نتوقع أن تتم معاملتهم". ونقلت عنه محطة "إيه بي سي" قوله: "أي شيء غير هذا سينعكس بشكل سيئ على الجميع، ويشتت الانتباه عن العمل المهم الذي نشاهده أمامنا"، في إشارة إلى الفعالية التي نظمها "كير" في المجلس.
أما وايت فقد اعتبرت، في تصريح للمحطة، أن تعليقاتها تندرج في إطار حرية التعبير الذي يكفله الدستور الأمريكي.
ورغم ردود الفعل الغاضبة التي تعرضت لها وايت على صفحتها من جانب آلاف المعلقين، غالبيتهم من غير المسلمين، رفضت النائبة في تكساس الاعتذار عن تعليقاتها، بل إنها كتبت مهددة بحظر أي معلق يهاجمها. كما تابعت هجومها على المسلمين، وقالت إن "غالبية المسلمين الذين يهاجرون إلى أمريكا ليس في نيتهم أن يصبحوا أمريكيين". وهذه العبارة تحمل في طياتها اتهاماً للمسلمين، إذا إنها كتبت في تعليق سابق أنه "عليك أن تتبع القوانين الأمريكية وتعلن إدانتك للإرهاب الإسلامي لكي نحتضنك كأمريكي".
وتأتي تعليقات مولي وايت التي تصف نفسها على صفحتها على الفيسبوك بأنها "جمهورية محافظة" وتعارض الإجهاض وزواج المثليين، ضمن سلسلة منشورات تهاجم المسلمين في ذلك اليوم. ففي منشور سابق وضعت صورة لعدد من الشخصيات الإسلامية مع رابط لخبر يتحدث عن مزاعم بإنشاء محكمة إسلامية لتطبيق الشريعة الإسلامية في دالاس، وكتبت وايت: "إذا كان القاضي في هذا التقرير يقول إن اللجوء للمحكمة طوعي وغير إلزامي وأنها هيئة تحكيمية فهذا لا يعني أنه يقول الحقيقية. تذكروا، في القرآن من الجائز الكذب لخدمة الإسلام" حسب تعبيرها.
وبالتزامن مع الفعالية التي نظمها "كير"، تظاهر بعض عشرات من المناهضين للمسلمين أمام مقر مجلس النواب في تكساس، حيث رددوا شعارات ضد المسلمين، بينها واحد يقول لهم: "عودوا إلى أوطانكم وخذوا معكم أوباما".