تسببت
حملة تحريض تقوم بها وسائل إعلام
مصرية في إزالة الدعاية الخاصة بشبكة تلفزيون "
العربي الجديد" من شوارع القاهرة بعد أيام قليلة من نشرها.
وركزت الحملة التي شارك فيها إعلاميون مؤيدون للانقلاب، على اتهام القناة الفضائية الجديدة بأنها "إخوانية" وتمارس الإرهاب وتحرض على الأمن القومي المصري بتمويل قطري وأنها بديل لقناة الجزيرة مباشر مصر.
وانطلق مشروع فضائية العربي الجديد في مارس الماضي، بموقع إخباري على الإنترنت في البداية، تبعه في سبتمبر نشر صحيفة يومية تحمل الاسم نفسه، ثم تم إطلاق البث التجريبي للقناة التلفزيونية من لندن يوم الأحد الماضي الذي وافق الذكرى الرابعة لثورة يناير.
ويشرف على القناة النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة المقرب من الحكومة القطرية، ويديرها أحمد زين المدير السابق لمكتب قناة الجزيرة مباشر مصر في القاهرة.
منصة للتحريض؟
وانتقد الصحفي خالد صلاح بشدة عبر برنامجه التلفزيوني على قناة النهار أجهزة الدولة واتهمها بالتناقض، متسائلا كيف سمح لتلك القناة الإخوانية بنشر إعلاناتها في شوارع القاهرة في الوقت الذي تتحدث فيه الدولة عن أنها تخوض حربا مع جماعة الإخوان "الإرهابية"؟
وقال إن القناة الجديدة تدعو صراحة إلى إسقاط النظام الحاكم، وعلى الرغم من ذلك تنتشر إعلاناتها في الشوارع، في غياب واضح لأي رقابة حكومية على تلك الدعاية.
وأشار صلاح إلى أن عددا من الصحف الخاصة رفضت نشر إعلانات للقناة الجديدة على صفحاتها، بسبب "توجهاتها المعادية للدولة المصرية"، مؤكدا أن قطر أنشأت هذه القناة الجديدة لتكون منصة للتحريض ضد مصر بديلاً عن قناة الجزيرة مباشر مصر.
كما هاجمت الإعلامية لميس الحديدي الحكومة بسبب غفلتها عن تلك الإعلانات، واتهمتها بضعف المتابعة للأوضاع في الشارع المصري.
إزالة الدعاية
من جانبه، أعلن تامر تمام مدير شركة الدعاية المنفذة للحملة الإعلانية الخاصة بتلفزيون العربي، أن الشركة تقوم حاليا بإزالة كل الإعلانات الخاصة بالقناة بعدما تلقت توجيهات من وزارة الداخلية بضرورة إزالتها من شوارع القاهرة.
وأضاف تمام عبر تصريحات تلفزيونية أن الشركة قامت بالتعاقد مع الشركة كأي عميل، ولكنها تلقت مؤخرا مكالمة من جهة أمنية أجبرتها على رفع كل الإعلانات فورا.
فى سياق ذي صلة، أشاد حزب المؤتمر، بإزالة الإعلانات الخاصة بشبكة "العربي" من شوارع القاهرة، قائلا إنها محاولة مكشوفة لعودة قناة "الجزيرة مباشر مصر" ولكن تحت مسمى جديد.
وقال الحزب في بيان له الأربعاء إن "الدولة لا يجب أن تسمح مرة أخرى بعودة قنوات تبث سمومها وتشعل الفتن وتؤلب الرأي العام عن طريق الشائعات، وتعهد بالتضامن مع أي جهة تجابه الإرهاب وتكشف الحقائق للرأي العام وتدافع عن ثوابت الدولة المصرية ومؤسستي الجيش والشرطة".
وقال إسلام لطفي، الرئيس التنفيذي لقناة العربي الجديد في تصريحات صحفية إن القناة الوليدة تخاطب الشباب في دول الربيع العربي، ولن تكون طرفا في معركة سياسية، ولن تعادي لا الأنظمة ولا الشعوب، مؤكدا أن قطر لم تتدخل في السياسة التحريرية للعربي الجديد".
الحكومة تصحح خطأها
ودافع اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة عن المسؤولين وقال إن المحافظة لم تعلم بأمر الإعلانات قبل وضعها على بعض الطرق، مؤكدا خلال مداخلة تلفزيونية على أن السلطات صححت هذا الخطأ على الفور.
وقالت تقارير صحفية إن محافظة الجيزة، اتخذت قرارا بإزالة الإعلانات لأنها مخالفة للقانون، كما قامت بإلغاء تصريح الشركة المسئولة عن الإعلانات لمخالفاتها بنود التعاقد مع المحافظة.
ونقلت صحيفة الأخبار عن مصدر أمني أن رجال الشرطة أشرفوا على إزالة اللوحات الإعلانية من عدة طرق، مشيرا إلى أن القناة الجديدة تتبنى أفكارا هدامة تسيء لسمعة مصر وتسعى لضرب استقرارها.
وأضاف المصدر أن شركة الدعاية التي قامت بتنفيذ الحملة الإعلانية مملوكة للقيادي الإخواني حسن مالك المحبوس حاليا ونجل برلماني سابق.
وأكد اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة القمر الصناعي المصري "نايل سات"، أن شبكة تليفزيون "العربي" لا تبث عبر "نايل سات" ولكن عن طريق القمر الفرنسي "يوتلسات " على مدى قريب من القمر المصري مما يجعل هناك مساحات للتداخل بين ترددات القمرين.