لا يخفى على متابع للصحف والمواقع الإخبارية في الداخل
الفلسطيني حجم المعركة الانتخابية عشية انتخابات
الكنيست(البرلمان)
الإسرائيلي.
حيث تعمل الأحزاب العربية واليهودية على تشكيل تحالفات لتضمن نصيبها في "الكعكة الصهيونية" وخاصة بعد رفع نسبة الحسم.
وشكلت معظم الأحزاب العربية المشاركة قائمة عربية موحدة للحصول على أكبر نسبة تصويت من قبل فلسطينيي الداخل ليخرج بعدها الرئيس أو رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفتخر بإنجاز الوحدة العربية في المحافل الدولية وليتفاخر بديموقراطية مؤسسته والحريات التي تمنحها لمن يعيش في حدودها التي احتلتها عام 1948.
المشاركة العربية...هل حققت أهدافها؟!
بعيداً عن العواطف والتحزب والمصالح الشخصية، يجب أن يسأل كل واحد منا نفسه، ماذا حققت المشاركة العربية في الكنيست الإسرائيلي للوجود العربي في الداخل الفلسطيني؟!
هل أعدمت المؤسسة الإسرائيلية شبح الهدم الذي يهدد كل بيت في الداخل؟! أم أن المؤسسة الإسرائيلية خضعت للجماهير العربية واعترفت بالقرى الغير معترف بها في النقب؟!
هل أعادت المؤسسة الإسرائيلية القرى المهجرة لأصحابها أم حولت مساجدها لخمارات ومقاهي ليلية ومتاحف؟!
هل قضت المشاركة العربية عن العنصرية في الدوائر الحكومية؟! هل استطاعت المشاركة العربية منع المؤسسة الإسرائيلية من تهويد المقدسات وتحويل المساجد لخمارات؟! هل استطاعت الأحزاب العربية منع الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك؟! أو حتى هل استطاعت الأحزاب العربية إجبار المؤسسة الإسرائيلية على محاسبة من قتل الآلاف من أبناء شعبنا؟! (على فرض أن المؤسسة لا علاقة لها بمن قتل-أخطاء فردية!!!!)
ماذا حققت المشاركة إذن غير الخطابات الرنانة (المتعوب عليها) على منصة الكنيست الإسرائيلي التي لا تثير إلا المغيبين عن الحقيقة من أبناء شعبنا؟!
الدعاية الانتخابية والتضليل...
مع كل انتخابات برلمانية إسرائيلية تخرج الأحزاب العربية بدعاية انتخابية تخاطب قلوب الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، منهم من يدعي أن زيادة نسبة التصويت يعني زيادة عدد المقاعد العربية في البرلمان الإسرائيلي مما يترتب على ذلك "مشاركة عربية قوية" تستطيع سن قوانين تخدم الهوية العربية الفلسطينية في الداخل...
ومنهم من يزعم أن المقاطعة العربية تخدم الأحزاب الصهيونية...والخ من الأكاذيب التي لا تخاطب إلا العاطفة العربية المسكينة.
حلم الوحدة العربية.. واللعب على الوتر الحساس
كلنا يعلم مدى حساسية موضوع الوحدة عند الشعوب العربية، فبمجرد أن تذكر أمام أحدهم كلمة "الوحدة" حينها يسرح خياله ويشطح في تلك الأحلام الناصرية أو العروبية أو القومية وربما يصل عقله لإقامة دولة عربية واحدة مستقلة.
فتستغل الأحزاب العربية البساطة العربية لتمرر مخططاتها الحزبية التي تصب في مصلحتها الشخصية من الدرجة الأولى ولتلعب على الوتر الحساس(الوحدة) ولتجبر فلسطينيي الداخل على التصويت ولتضعهم أما خيارين لا ثالث لهما...أما التصويت للقائمة العربية الموحدة الوطنية أو خيانة الشعب الفلسطيني بمقاطعتها!
وكأن كل من يقاطع البرلمان الإسرائيلي كونه لا يعترف به وبالمؤسسة القائمة عليه يصبح خائناً للوطن...راجعوا أنفسكم.. أي وطن وخيانة من!!!
استغلال المواقف واللعب بالعواطف
-الحق يقال-لم أرى حتى الآن أحداً يستطيع استغلال المواقف والآراء الصهيونية كقيادات الأحزاب العربية، فبمجرد تصريح صهيوني واحد يخرج قبالته عدة تصريحات لعدد قادة الأحزاب وعدة بيانات بعدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات بل وبعد وقت قصير جداً ترى اللافتات المصممة بعناية وبدقة بالغة جداً تستغل الرأي الصهيوني في اللعب بعاطفة كل من هو عربي، حتى أن الواحد منا يشك أن بينهم تنسيق مشترك...كون البيانات واللافتات والتصريحات خرجت بسرعة غير معقولة!!!
طبعاً استغلال المواقف ليس عيباً بل هو ذكاء سياسي يمكن توظيفه في خدمة القضية لكن العيب هو اللعب بالعواطف والتدليس على الناس واستغلال المواقف في خدمة المصالح الشخصية والحزبية قبل المصلحة العامة.
والخوف أن تستغل القائمة العربية الموحدة دماء أبناء شعبنا وخاصة شهداء الداخل ممن قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة...
واهم..واهم!
واهم من يظن أن المشاركة العربية في البرلمان الإسرائيلي يمكنها أن تغير الواقع وأن تحول ميزان القوى، يجب أن تدرك الأحزاب العربية أننا نعيش تحت احتلال للأرض والفكر والهوية والثقافة واللغة...احتلال سلب كل شيء منا بل وأجبرنا على الانخراط في مؤسساته.
واهم من يظن أن الظالم الذي سلب الأرض من الأجداد سيعيدها للأبناء والأحفاد...
ربما يعيدها لكن هم يفلحون ويزرعون وهو يأكل ويبيع...!
إن أخطأت فمني ومن الشيطان وإن أصبت فتوفيق من الله سبحانه
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)