قال مساعد وزير الخارجية
الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، حسين
أمير عبد اللهيان: "طلبنا في وقت سابق من الرئيس بشار
الأسد أن ينقل أسرته إلى طهران من أجل استراحة قصيرة، لكن رده كان أن بشار وأسرته لن يغادروا سوريا".
وأضاف في حوار مع قناة العالم الإخبارية أن رد الأسد كان أنهم "سيبقون في المحنة إلى جانب الشعب السوري. هذا الصمود والمقاومة والثبات في القيادة السورية أمر في غاية الأهمية"، على حد قوله.
المحادثات الإيرانية السعودية
قال عبد اللهيان في المقابلة التي أجريت الخميس: "خلال الأشهر الماضية، حصل تقدم في المحادثات الديبلوماسية مع السعودية، لكن الرياض تظهر في بعض القضايا تصرفات لا ترضي الجمهورية الإسلامية، وتثير قلق المنطقة"، مضيفاً أن هذه التصرفات يجب أن تتحول إلى أن تكون لصالح الوحدة والألفة في المنطقة.
وأشار عبد اللهيان إلى أنه رغم ذلك، فإن اللقاء بين وزيري خارجيتي البلدين في نيويورك كان إيجابياً، وكان خطوة إلى الأمام، مضيفاً "كنت قد زرت جدة، والتقيت الأمير سعود
الفيصل، وسمعت منه كلاماً جيداً".
تصريحات الفيصل أخرت زيارة ظريف
قال عبد اللهيان: "تلقينا دعوة مكتوبة من وزير الخارجية السعودي إلى محمد جواد ظريف للسفر إلى الرياض، لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وقمنا بالتحضير للزيارة، وتم تحديد موعد لها بعد عيد الأضحى، "لكن تصريحات إعلامية متشددة وغير مقبولة وغير متوقعة من وزير الخارجية السعودي منعت تلك الزيارة".
وأوضح: "دعوت خلال زيارتي إلى الرياض سعود الفيصل لزيارة إيران وقد قبل الدعوة، لكن تلك التصريحات وضعتنا أمام موقف محرج إزاء الرأي العام، مشيراً إلى أن الفيصل مازال مصراً على لقاء ظريف، ونحن نسعى إلى أن يتم عقد هذا اللقاء في أقرب فرصة مناسبة.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط أيضاً أخر هذا اللقاء، وعدّ أن الدول النفطية في المنطقة تتوقع من السعودية وغيرها من الدول النفطية أن تحاول منع الضرر عن الدول النفطية الأخرى، وتحول دون المزيد من هبوط أسعار النفط، وتضرر اقتصادها.
مبادرة إيران بدعم روسي
وحول المبادرة الروسية لحل الأزمة السورية واللقاءات بين وفود المعارضة والنظام، والدور الإيراني في ذلك، قال مساعد الخارجية الإيرانية: "نحن منذ السنة الماضية قدمنا مبادرة من أربع بنود إلى الأمم المتحدة، وقدم ممثل الأمم المتحدة في سوريا وقتها الأخضر الإبراهيمي، وبعد التشاور مع بان كي مون نسخة من المبادرة الإيرانية إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، ومازلنا نتابع المبادرة على مستوى الأمم المتحدة والدول الإقليمية والأوروبية.
وأوضح أمير عبد اللهيان أن أحد بنود المبادرة الإيرانية هو الحوار الوطني الذي سيبدأ بتنسيق وضيافة روسية، في موسكو في الأسبوع الأخير من كانون الثاني/ يناير الجاري، مبيناً أنه خلال زيارتي السيد بوغدانوف ممثلاً عن الرئييس بوتين في أمور الشرق الأوسط تبنى إطلاق المفاوضات في موسكو.
وأشار إلى المشاورات مع المسؤولين الروس حول استمرار الدعم الشامل للنظام السوري، وتأكيد الحل السياسي، لإخراج سوريا من أزمتها، مضيفاً أن هناك متابعة لبقية بنود المبادرة الإيرانية مع الأسد والأطراف السورية سواء المعارضة أو الموالية للنظام.
واشنطن خففت لهجتها مع الأسد
وأشار مساعد الخارجية الإيرانية إلى أن الولايات المتحدة خففت لهجتها حيال الأسد، وأنه يمكن أن يكون طرفاً في المفاوضات.
وقال إن "الأنباء التي تصلنا من قنواتنا الديبلوماسية، تقول إن الأمريكيين خدعوا من بعض الأصدقاء في المنطقة، بخصوص سوريا، والوعود والمعلومات الخاطئة التي تلقتها أمريكا من أن الأسد سيسقط خلال أسبوع أو شهر، وما إلى ذلك، كانت مخالفة للوقائع على الأرض في سوريا.
وتابع عبد اللهيان: "في أول لقاء لي بعد اندلاع الأزمة السورية مع محمد حسنين هيكل في القاهرة، قال: حسب خبرتي في العالم العربي، فإن الأسد لن يسقط على يد الإرهابيين وبهذه السبل، مشيراً إلى أن الذين يتوقعون إسقاط الأسد بهذه الطرق لا يملكون فهماً حقيقياً عن العالم العربي، والداخل السوري.
والظاهر أن الأمريكيين وبعد أربع سنوات على الأزمة السورية أدركوا هذا الواقع، من أن إجراءاتهم حيال سوريا لم تؤد إلى النتائج التي كانوا يرجونها، وهذا ناتج عن اقتراب واشنطن من الواقع في سوريا، وأن من يدعون المعارضة يفتقدون إلى قاعدة شعبية وتأثير ونفوذ في سوريا.