ساهمت الأحوال الجوية الأخيرة في تفاقم معاناة اللاجئين السوريين - أرشيفية
يدخل ما يقارب الـ 135 ألف نازح سوري في مخيمات الشمال السوري يومهم الثالث على التوالي، في الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على تردي الأوضاع الصحية والتعليمية ونقص الخدمات وما أسموه تجاهل الحكومة السورية المؤقتة لمعاناة النازحين.
وطالب النازحون رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجه، بالحضور إلى المخيمات و"الإحساس بمعاناة النازحين"، كما يقول مدير مخيم "أورينت" بسام أبو محمد لـ"عربي21".
ورفع النازحون في المخيمات الشمالية والبالغ عددها 63 مخيما شعار "إضراب.. نموت نحن ويحيا أطفالنا"، للمطالبة بتحسين ظروف الحياة من خلال توفير مراكز صحية وأطباء وإعلان حالة الطوارئ الصحية لتفشي الأمراض وتوفير سيارة إسعاف، بالإضافة إلى إيجاد مراكز تعليم في كل تجمع مع تأمين المستلزمات والمدرسين، واستبدال الخيم التي تضررت جراء العواصف.
وشمل الإضراب بالإضافة إلى مخيم عرسال في لبنان: مخيم تجمع الكرامة، ومخيم الأورينت، ومخيم الأنفال، ومخيم إحساس، ومخيم هبة الله، ومخيم البراء، ومخيم الوحدة، ومخيم الغيث، ومخيم الفاروق عمر، ومخيم الجزيرة، ومخيم رياض الحرمين، ومخيم بشائر النصر، ومخيم يمامة الغاب، ومخيم الفقراء والمحتاجين، ومخيم الاتحاد، ومخيمات أخرى.
وشمل الإضراب أيضا تجمّع مخيمات أطمة، وهو عبارة عن عدد كبير من الخيام تمتدّ على مسافة شاسعة من الشريط الحدودي ما بين تركيا وسوريا في قرية أطمة، ويبلغ عدد المخيمات النظامية فيها 23 مخيما، تحتوي على حوالي ستة آلاف خيمة تقريبا، ومستوصفان مركزيان لجميع المخيمات، وخمسة مدارس للتعليم.
وأضاف مدير مخيم أورينت بسام أبو محمد: "مطالبنا ليست تعجيزية. نطالب باستبدال الخيام وتوفير التعليم وأبسط مقومات الحياة البسيطة".
ويطالب أبو محمد أقطاب الحكومة السورية المؤقتة بالحضور إلى المخيم شخصيا، وتلمس معاناة النازحين السوريين، والاجتماع معهم على أرض الواقع في مخيمات، وليس عبر غرف "سكايب" كما طلبت الحكومة المؤقتة.
وأكد أن "النازحين رفضوا اجتماعا بين ممثلي النازحين والحكومة عبر سكايب، لتقوم الحكومة بعد ذلك بإرسال مسؤول البنية التحتية عمر الدادا الذي عرض عليهم الاجتماع في منطقة الريحانية داخل الحدود التركية، الأمر الذي رفضه النازحون المستمرون في إضرابهم لحين حضور الحكومة المؤقتة للمخيم".
وارتفع عدد النازحين في الداخل السوري بشكل ملحوظ الأمر الذي تعدى حدود الاستجابة والدعم من قبل المنظمات واللجان المحلية السورية.
وقد وصل عدد النازحين بحسب إحصائية صدرت بدايات شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2012 إلى أربعة ملايين نازح، وفقا لإحصاءات اللجنة العربية لحقوق الإنسان.
وبحسب أرقام منظمة العفو الدولية، فقد "بلغت نسبة الأطفال 45% من النازحين، أي ما يقارب الـ 2.9 مليون طفل نازح، يعيش عدد كبير منهم في المدارس والمباني الرسمية المهجورة".
رئيس غرفة إدارة الشتاء في الحكومة السورية المؤقتة خليل الحلواني، يقول إن "الإضراب يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي الذي قصر وأوصل السوريين إلى هذا الحال، وليس للحكومة السورية المؤقتة التي تعاني من شح الإمكانات المادية".
ورأى أن "توزيع المعونات بشكل كامل على النازحين في المخيمات أهم من الزيارات للمخيمات"، مشددا على "تواصل الحكومة المؤقتة بشكل دائم مع النازحين في المخيمات، من خلال موظفي الحكومة الذين يضعون مدراء المخيم بصورة إمكانات الحكومة المتواضعة التي تحول دون تلبية مطالب النازحين".
وأضاف أن الحكومة المؤقتة أنشأت غرفة إدارة الشتاء لتغطية احتياجات النازحين من وقود وألبسة، حيث إن الغرفة وزعت في موجة الثلج الأخيرة بقيمة تسعة آلاف دولار أدوية لعيادة متنقلة في منطقة البقاع، وستة آلاف دولار لمستوصف القلمون الخيري، وستة آلاف دولار لمستوصف الهيئة الطبية في عرسال، وثلاثة آلاف دولار للعيادة المتنقلة في عرسال. وقامت بتوزيع الوقود على 250 عائلة في مخيم باب السلام، ووزعت الوقود على 1200 عائلة في مخيمات أطمة، عدا مبالغ نقدية لمخيمات الجنوب وفي عرسال. وتم توزيع مواد عينية وألبسة شتوية.
ويصف الحلواني الإضراب بأنه "مبرر كون الكارثة ومعاناة النازحين كبيرة"، مؤكدا مرة أخرى شح الإمكانات المادية للحكومة المؤقتة التي تعتمد على الدعم، حيث إن "الحكومة أطلقت نداء استغاثة قبل فصل الشتاء، ورغم شح الإمكانات فقد تم تخصيص مبلغ مليون دولار من المنحة القطرية لتوزيع الوقود على مخيمات الشمال والجنوب والمنطقة الوسطى".
وتتوزع مخيمات النازحين في الشمال السوري بمحافظة إدلب على الحدود مع تركيا، وتبلغ مساحتها 61 ألف كم مربع تعاني جميعها من نقص الخدمات، ويؤكد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في تقرير له "غياب الجهات الإغاثية عن دعم النازحين في هذه المخيمات التي عانت من قصف قوات النظام لها بالإضافة لسوء الخدمات".
ويناشد المركز جميع الهيئات الإغاثية الدولية والجمعيات الخيرية في دول الجوار وخاصة في تركيا، زيادة الدعم المقدم لتلك المخيمات، وخصوصا العشوائية والأشد فقرا، لتغطية احتياجات النازحين الأساسية من خدمات طبية وغذاء وتعليم.