قالت صحيفة نظرة عليا
الإسرائيلية، الأربعاء، إنّه من الممكن أن تشجع
إيران سوريا على القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل بسلاح
حزب الله اللبناني أو عبر قوات
الأسد.
وافترضت الصحيفة أنّ هذا السيناريو من الممكن أن يأتي في إطار رد محتمل على الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا، من أجل إثبات حدوث تغيير في موازين القوى وشروط اللعبة في منطقة الشرق الأوسط.
ونوهت نظرة عليا إلى أنّه ومنذ تشكيل التحالف الغربي والعربي ضد الدولة الإسلامية توجد رموز تقول إن بعض أعضاء التحالف يعتبرون نظام الأسد شريكا في الحرب ضد الدولة الإسلامية، ويعتقدون أنه جزء من الحل المستقبلي في سوريا.
وأشارت إلى أن مكانة ايران تحسنت بشكل لافت في المنطقة، على خلفية محاربة الدولة الإسلامية إلى جانب التحالف وبالتنسيق معه. وتشترط ايران لمشاركتها في الحرب ضد الدولة الإسلامية عدم استهداف قوات التحالف لقوات نظام الأسد.
واستشرفت الصحيفة محاولة إيرانية تقوم على سيناريو "ضرب إسفين" بين إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف نقل رسالة تقول إن الهجوم الإسرائيلي سيضر بالجهد المشترك ضد الدولة الإسلامية.
ونوهت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل امتنعت عن التدخل في الأحداث؛ إلا في حالة العمل ضد تهديدات فورية وضد نقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان، من شأنها أن تضر بتفوق إسرائيل.
وأضافت إن إسرائيل حافظت على إبقاء النار هادئة وامتنعت عن تأكيد الهجوم، من أجل عدم المس بمكانة الأسد ودفعه إلى الرد.
في المقابل قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة بالذات هي التي كشفت في السابق أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم؛ لتبعد المسؤولية عن نفسها.
المنطق الذي يوجه الاستراتيجية الإيرانية كما تطرح في الشبكات هو أن إصابة المصلحة الأمريكية في سوريا ستؤدي إلى تعارض المصالح بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبالتالي ضوء أحمر من الولايات المتحدة لإسرائيل بأن تمتنع عن أي عمل ضد أهداف للنظام في سوريا طالما استمرت الحرب ضد الدولة الإسلامية، وفقا للصحيفة.
وأضافت نظرة عليا إن هذه الاستراتيجية تقول إنه سيكون هناك رد صعب ضد المتمردين بسبب الهجوم الإسرائيلي في سوريا، ستجدد الردع ضد إسرائيل لأن إسرائيل أيضا لا تخاف من رد عسكري من سوريا أو حزب الله. وستراعي المصالح الأمريكية وتمتنع عن الصدام مع الإدارة، ولكن يجب اختبار هذا المنطق بشكل انتقادي. بين الولايات المتحدة وإسرائيل يوجد تنسيق وتفاهمات استراتيجية، الإدارة الأمريكية تفهم الحاجة الحيوية لإسرائيل بأن تدافع عن نفسها ولذلك من الصعب أن تمنع عملا معينا هدفه منع تسلح حزب الله بسلاح استراتيجي.
وبعد رصد الصحيفة للحوار الدائر على شبكات التواصل الاجتماعي توصلت إلى خلاصة تعكس المزاج العام لدى عناصر محسوبة على معارضي نظام الأسد، وهو الأمر الذي أوصلها إلى الاستنتاجات التالية: 1- إصابة إسرائيل لأهداف الأسد وحزب الله. 2- رد صعب من قبل نظام الأسد على المتمردين والسكان. 3- نتيجة لذلك فإن المعارضة تضعف والدولة الإسلامية تقوى. 4- مغزى هذا الأمر هو الإضرار بجهود الولايات المتحدة في حربها ضد الدولة الإسلامية. 5- في أعقاب ذلك فان الولايات المتحدة ستطلب من إسرائيل الكف عن هجومها على سوريا.
وتوصلت صحيفة نظرة عليا إلى هذه الخلاصات والاستنتاجات من خلال رصد دقيق للحوار الدائر على شبكات التواصل الاجتماعي حول موضوع سوريا وحزب الله وإيران وطبيعة الردود المحتملة لإمكانية الرد على الضربة الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إنّ الجيش السوري نشر تقديرا بعد القصف يعتبر أن هدف القصف هو رفع معنويات المتمردين ومساعدتهم. بعد أن حقق الجيش السوري انتصارات مهمة في دير الزور، حلب ومناطق أخرى.
وأشارت إلى أن الصحفيين الذين زاروا المواقع التي تم قصفها قالوا إنه تم قصف إرسالية صواريخ أرض-أرض وأجهزة متقدمة لطائرات بدون طيار، وقيل أيضا إن القسم العسكري للمطار الدولي في دمشق قد أصيب إصابة بالغة، حيث تصل إلى هناك إرساليات السلاح والمساعدة العسكرية، لا سيما من ايران وروسيا.
وأكدت الصحيفة أنّ الحوار الدائر افترض أن إسرائيل مقتنعة بأن النظام السوري وبمساعدة وغطاء من حزب الله وايران، يركز على التحديات الداخلية، لذلك سيمتنع عن فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل.
وأشارت إلى أنّ أي رد ضد إسرائيل في المراحل الأولى للحرب الأهلية لن يحظى بشرعية كبيرة على المستوى الجماهيري. ولكن نشأ شعور بالاستهانة لدى مواطنين سوريين ولبنانيين تجاه الأسد وحزب الله بسبب غياب الرد السوري وعدم ترجمة الشعار "سنرد في المكان والشكل المناسبين".
في المقابل قالت الصحيفة إن غياب الرد من قبل سوريا وحزب الله منح إسرائيل استنتاجا بأن لديها مجالا واسعا للقصف في داخل سوريا، بحسب الحوار بشبكات التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، كما يشير الحوار في الشبكة، فإن نافذة الفرص التي أعطت إسرائيل فرصة العمل بحرية في سوريا آخذة في التقلص بدون رد من قبل نظام الأسد وحزب الله، بحسب الصحيفة.
وأضافت: في شباط نسبت إلى إسرائيل عملية في البقاع اللبناني قرب الحدود بين سوريا ولبنان والتي استهدفت، كما قيل في إذاعة صوت لبنان، قافلة لحزب الله نقلت وسائل قتالية متقدمة من سوريا إلى مخازن المنظمة شمال البقاع اللبناني. ورد حزب الله على هذا الهجوم بثلاث عمليات في هضبة الجولان (بدون تحمّل المسؤولية).
وتابعت: بعد ذلك امتنعت إسرائيل عن أي هجوم ضد أهداف في سوريا خلال عشرة أشهر. لأنها من الممكن أن تفضل ضرب مناطق سورية من أجل عدم إعطاء حزب الله فرصة الرد، الذي عاد وحسن مكانته في الآونة الأخيرة كمدافع عن لبنان، وازداد ثقة بالنفس بعد أن أثبت قدرته، التي هي في تحسن، في مواجهة القوى الجهادية السنية المتطرفة. بالذات ضد الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وأضافت: من خلال الحوار في الشبكات الاجتماعية يظهر أن ايران، سوريا وحزب الله، فهموا أن الردع ضد إسرائيل قد تراجع، ولذلك هناك حاجة إلى بلورة استراتيجية جديدة تؤكد لإسرائيل أن الثمن الذي ستدفعه بسبب الهجوم الجوي في سوريا سيكون أكبر من الفائدة من هذا الهجوم.
وحول الحوار الدائر في أوساط جماعات المتمردين في سوريا، أشارت الصحيفة إلى أنها عكست عدم الرضا من الثمن الذي يدفعه المتمردون بسبب الهجوم الإسرائيلي. وذلك أن قوات النظام اختارت الرد بهجوم واسع ضد المتمردين والسكان الذين يؤيدونهم.
وقالت نظرة عليا إن رأيا انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي أن التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة قام على وجهة نظر أمريكية بالتركيز على ضرب أهداف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والامتناع عن ضرب أهداف لنظام الأسد، بسبب ضرورة التنسيق مع ايران في جهودها الحربية ضد الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة تسمح لإسرائيل بالعمل ضد أهداف نظام الأسد وحزب الله في سوريا.
وخلاصة الحوار حول الموضوع في شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب نظرة عليا، فإنّ ايران وضعت استراتيجية جديدة في مركزها رد حاسم لنظام الأسد وحزب الله على أي هجوم إسرائيلي ضد أهداف النظام أو حزب الله في سوريا.
وحسب هذه الاستراتيجية سينعكس الرد بهجوم ضد زعماء وبنى لمنظمات المتمردين الذين هم حلفاء لدول التحالف الغربي والعربي، الجبهة الإسلامية، جيش سوريا الحر وبنى مدنية مؤيدة.
ونقلت نظرة عليا أحد المنشورات التي نشرها رئيس الجبهة الإسلامية زهران علوش، بعد الهجوم في دمشق بساعة، عزز هذه الفرضية. اتهم علوش إسرائيل بأنها في كل مرة تصيب فيها أهداف الأسد وحزب الله فهي بذلك تعطي الأسد الشرعية للانتقام من المتمردين. وحسب أقواله فإن النتيجة هي إضعاف قوات المتمردين المعتدلين وزيادة قوة المتطرفين، الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وهذا يناقض المصلحة الأمريكية، على حد وصف الصحيفة.