قال باحثون هولنديون إنهم طوروا جهازا يزرع تحت الجلد، بمنطقة الرقبة، يمكنه تخفيف آلام المفاصل، للمصابين بمرض
الروماتيزم، وسيكون بديلا عن الأدوية والعقاقير المسكنة الآلام.
وأوضح الباحثون، بالمركز الطبي الأكاديمي في أمستردام، أن التجارب الأولية أثبتت أن
الجهاز غير حياة المرضى بشكل كبير؛ حيث خفف من آلام مرض الروماتيزم المبرحة، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجسم، أنسجة وخلايا المفاصل، وفق ما ذكرته صحيفة "جارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني.
وأضافوا أن حجم الجهاز الجديد لا يتعدى قطعة نقود معدنية كبيرة تزرع في الرقبة، ويقوم بتغيير إشارات الجهاز العصبي للجسم، بهدف تقليل عوامل الالتهاب.
وأشار الباحثون إلى أن الجهاز الجديد يحفز العصب المبهم، وهو العصب الذي يربط الدماغ مع أعضاء مهمة في الجسم، وينظم أيضا وظائف حيوية في الجسم مثل التنفس وعدد نبضات القلب.
ويرسل الجهاز نبضات كهربائية توجه نحو العصب المبهم، بهدف التأثير على الجهاز العصبي وتغيير إشاراته بشكل يؤدي إلى تغيير مستوى الهرمونات والأجسام المضادة التي تفرزها أعضاء الجسم، والتي تؤدي إلى حدوث الآلام؛ وبالتالي فإن الجهاز يؤمن تخلص المصابين من تلك الآلام دون تناول العقاقير الطبية.
كما يرسل الجهاز نبضات تغير من الأوامر التي يصدرها العصب المبهم إلى الطحال، ولذلك يقل نشاط الطحال، وتقل إفرازاته من المركبات الكيميائية المناعية التي تتسبب في حدوث الالتهابات.
ويحتوي الجهاز على وحدة تحكم تزرع في الصدر، تحت عظم الترقوة، ترتبط بسلك مع الجهاز الذي يوضع في الجانب الخلفي للرقبة ويرتبط بالعصب المبهم، ويقوم المصاب بتشغيل الجهاز مرة واحدة في اليوم بواسطة وحدة التحكم، التى تحتوى على مفتاح مغناطيسي يعمل لفترة 3 دقائق.
وقال البروفسور "بول بيتر تاك" قائد فريق البحث، بالمركز الطبي الأكاديمي في أمستردام: "لاحظنا تحسنا ملحوظا لدى المصابين الذين لم تتحسن أحوالهم مع شتى أنواع
العلاج من قبل".
وخضع 20 متطوعا إلى عملية زرع الجهاز الذي يأمل الأطباء في استخدامه، طبيا خلال السنوات المقبلة، وقلل الجهاز من آلام، أكثر من نصف الأشخاص الذين زرع لهم، رغم أنهم لا يزالون يجهلون كل ما يتعلق بأسباب التحسن الكبير في أحوال المرضى.
وقالت "مونيكا روبرويك" إحدى المريضات اللاتى شاركن فى التجربة: إن "الأطباء زرعوا الجهاز في جسمها قبل عام لأنها كانت تعاني من آلام شديدة لم تسمح لها حتى بالمشي في حجرتها إلا بصعوبة، وقد تخلت الآن عن العقاقير نهائيا وهي تمارس حياة طبيعية، بعد أن انحسرت آلامها بعد 6 أسابيع فقط من بدء التجارب، وأصبحت قادرة الآن على القيام بأنشطة مثل ركوب الدراجة والتنزه مع كلبها وقيادة سيارتها".
وطورت الجهاز شركة "جلاسكوسميث كلاين" العالمية للأدوية، وسيتم إنتاج جيل جديد من تلك الأجهزة الذكية فى المستقبل بحجم حبة الأرز.
وقال الباحثون إن الأجهزة الطبية المزروعة يمكنها في المستقبل علاج الربو، والتحكم في الشهية وعلاج السمنة، بل وحتى إعادة إفراز الجسم للأنسولين لدى مرضى السكري.