"بما أنك ضد العملاء والخونة فأنت لست ضدنا، لقد كنت أعتقد أنك عدو للدولة الإسلامية والحمد لله أننا التقينا وعرفت أنك تحمل قيمنا نفسها"، هذا ما قاله لنا "أبو عبد الله الأنصاري" أحد مقاتلي تنظيم الدولة السوريين من مدينة دير الزور، لـ"عربي21".
"أبو عبد الله" شاب عشريني كان مقاتلاً في إحدى الفصائل التابعة للتنظيم في دير الزور، إلا أنه ترك القتال منذ شهور وسافر إلى عنتاب ليقيم مع أسرته، بعد أن اتخذ قراره بالتوقف عن القتال لصالح التنظيم والاكتفاء ببعض النشاط الإعلامي.
يقول الشاب في حديث خاص لـ"عربي21": "كنت مقاتلاً في سرية الهاون في كتائب الأنصار والتي بايعت
الدولة الإسلامية وأقامت معها علاقات طيبة أدت إلى التنسيق العسكري في العمليات ضد النظام، لقد تركت القتال مع التنظيم منذ أن بدأ بقتال حركة أحرار الشام الإسلامية، واعتبرت ذلك خطأ كبيراً فنحن والحركة أصحاب منهج واحد وهدف واحد، وكلانا همنا الأكبر إعلاء راية لا إله إلا الله، فكيف نقتتل فيما بيننا وكيف نقوم بقتل العشرات من إخوتنا في الإسلام".
ويضيف: "رغم أنني توقفت عن القتال إلى جانب الدولة الإسلامية إلا أنني حافظت على بيعتي، ولم ولن أنقضها فأنا مقتنع بمشروع الدولة الإسلامية وأرى أنه الحل الوحيد لرفع الظلم والاستبداد عن شعبنا السوري، ولا بد من ذلك لتحقيق إسقاط نظام بشار الأسد، لقد توحد كل شيعة العالم ضدنا وحاربوا إلى جانب النظام وارتكبوا بحقنا أبشع الجرائم، ونحن ما زلنا نقتتل فيما بيننا، علينا جميعاً أن نكون تحت راية إسلامية واحدة حتى نستطيع التخلص من الظلم الواقع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم".
وبدا أبو عبد الله مصراً على ما يراه من وجهة نظر في موضوع دولته التي يطمح بها هو وغيره من الشبان الذين انخرطوا في صفوف التنظيم، على الرغم من أنه كان ينظر للجيش السوري الحر على أنه عبارة عن ثلة من المجرمين وعملاء أمريكا، إلا أنه اعترف أن التنظيم قام بقتل الكثيرين منهم ظلماً دون التحقق من الاتهامات التي وجهها إليهم، بل وزاد أن من ارتكبوا هذه الأخطاء مجرمون حتى ولو كان انتماؤهم لـ "الدولة الإسلامية".
وكشف الشاب ذو اللحية الطويلة إن تنظيم الدولة الإسلامية مخترق من قبل الكثير من الجهات، لكنه يرى ذلك طبيعياً حسب قوله، "فالكثير من فصائل الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية الأخرى مخترقة أيضاً، ولا بد للعمل حثيثاً على تنظيف الدولة الإسلامية ممن بايعوها لغايات وأهداف سياسية أو استخباراتية أو مصلحية".