وثقت عدسة الكاميرا للصفحة الرسمية لحركة
النهضة التونسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لحظة معانقة حارة بين زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي والقيادي المستقيل من الحركة حمّادي
الجبالي خلال حفل العيد الوطني لدولة قطر في تونس الخميس الماضي.
وظهر الجبالي بابتسامته المميّزة وهو يعانق الغنّوشي بعد أيّام قليلة من إعلانه الانسحاب من النهضة لـ "التفرّغ للدفاع عن الحقوق والحريات، والانتصار لقيم الثورة، وإنفاذ "تونس الجديدة"؛ بحسب بيان الاستقالة.
قبلة على جبين الغنّوشي
يذكر أنّ موقفا مشابها وثقته عدسات الكاميرا في مارس 2013 بعد أيام قليلة من إعلان الجبالي استقالته من رئاسة الحكومة؛ إثر رفض حركة النهضة وحزب المؤتمر مبادرته بتشكيل حكومة تكنوقراط بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.
وتردّد في ذلك الوقت أنّ الجبالي فكّر في الانسحاب من النهضة لكنّه في أوّل لقاء الغنّوشي آنذاك،طبع قبلة على جبين زعيم الحركة؛ لتنتشر الصورة بسرعة فائقة على مواقع التواصل الاجتماعي وتفند حصول قطيعة بين القياديين وتفتح باب التعليقات.
شخصية وطنية محترمة
وكان رئيس النهضة علّق هذا الأسبوع في إذاعة موزاييك على استقالة الجبالي، بأنّه يحترم إرادة هذا الأخير والأسباب التي قدّمها في تفسير استقالته، مضيفا أنّ باب الحوار والصلح مع الجبالي يبقى مفتوحا، وأنّ الجبالي "شخصية وطنية محترمة لها مستقبل داخل النهضة وخارجها، والحركة خيمة وليست سجنا".
واعتبر الجبالي في تصريحات إعلامية الانسحاب من عائلة كبيرة، في إشارة إلى حركة النهضة، ليس سهلا، وأنّه "لا أتفق مع قيادة النهضة أن تكون جزءا سياسيا تحت تأثير الحزب الأول وهذا لا أرضاه للنهضة". مضيفا أنّه تأمل وفكر كثيرا قبل الاستقالة.
وقال: "لا أعتبر أن حياد النهضة يفيد البلاد خاصة بعد نتائج التشريعية"، مؤكّدا أنّه لم يستقل من الحركة من أجل دعم المرشّح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية محمد المنصف المرزوقي، وأنّه لم يكن يتمنّى الترشح لرئاسة تونس.
ولفت إلى أنّه يفرّق "بين العلاقات الإنسانية والعلاقات السياسية، مع المرزوقي ومع الباجي، ولكن هذا لا يعني التذيل أو ألا يكون لي موقف سياسي ناقد".
وحمادي الجبالي سياسي ومهندس وصحفي، استقال من منصب الأمين العام لحركة النهضة في مارس 2014.