قال موقع "
مشرق نيوز" الإخباري المقرب من الحرس الثوري
الإيراني إن المملكة العربية
السعودية مرت بتحولات عديدة خلال العقدين الماضيين، واجهت خلالها السياسة السعودية الخارجية تحديات كبيرة وغير مستقرة في المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن السعودية تعتقد بأن من أهم هذه التحديات التي تواجهها هي السياسة الإيرانية في المنطقة، حيث يرى السعوديون بأن سعي طهران إلى توسيع دائرة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط على حساب مصالح الدول العربية الأخرى يسبب ضررا كبيراً لمصالحها في المنطقة.
وأضاف بأن السعودية تواجه تحدياً آخر، وهو طريقة تعاملها مع ثورات الربيع العربي، إضافة إلى الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، مما شكل خلافاً حاداً بين الولايات المتحدة الأمريكية وبينها.
وفي الخلاف بين السعودية وأمريكا، حول السياسة الأمريكية تجاه الحرب السورية والملف النووي الإيراني، بين الموقع الإخباري أن السعودية ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاملت في هاتين القضيتين وفقاً لمصالحها وليس لمصالح السعودية، لذلك تعتقد السعودية أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل على تغيير سياساتها بخصوص هاتين القضيتين.
ولفت إلى أن هذه المؤشرات شجعت المملكة العربية السعودية على أن تتحرك بقوة سياسياً واقتصاديا وأمنيا باتجاه جنوب آسيا مستخدمة عمقها الإسلامي السني وثرواتها الطبيعية كالنفط لتوسيع دائرة نفوذها وتأثيرها السياسي في تلك المنطقة.
وبحسب الموقع الإيراني، تحاول السعودية تقليص الدور والنفوذ الإيراني في هذه المنطقة الحساسة، لكي تستطيع أن تواجه إيران ونفوذها الإقليمي.
ونوه إلى أن السعودية تريد استخدام الهند وباكستان للضغط على طهران، وباعتقاد صناع القرار في السعودية أنه بهذا الضغط تستطيع الرياض فرض نفوذها في المنطقة، وممارسة المزيد من الضغوط على إيران حتى تتراجع وتتخلى عن دعم النظام السوري وبشار الأسد في سوريا.
وأوضح أنه بعد فرض العقوبات الاقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيران، بسبب أزمة الملف النووي الإيراني، سعت طهران إلى بناء شراكة اقتصادية متينة مع الهند من خلال إبرام عقود ضخمة تعطي الهند حق الاستثمار في بعض حقول النفط والغاز في إيران، بالمقابل تساهم الهند بتخفيف الضغوط الاقتصادية المفروضة على إيران. وبهذه الطريقة تستطيع طهران الالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها بسبب الملف النووي الإيراني.
وأشار "مشرق نيوز" إلى أن هذه التحركات الإيرانية والشراكة الاقتصادية بين الهند وإيران أثارت حفيظة حكام السعودية، مما جعلهم يتحركون لبناء تحالفات إستراتيجية مع نيودلهي حتى تستطيع مواجهة النفوذ الإيراني الصاعد بالمنطقة.
واعتبر بأن ملف محاربة الإرهاب من أهم الملفات التي تتفوق فيها السعودية، حيث يعتبر الملف أمرا هاما للهند، إذ قامت السعودية في عام 2012 باعتقال سيد زبيد الدين الأنصاري الملقب بـ "أبوجندل" المسؤول عن تفجيرات في بومباي في عام 2008 وتسليمه إلى السلطات الهندية.
وركز تحليل "مشرق نيوز" في القسم الآخر حول الصراع الإيراني ـ السعودي في جنوب آسيا على العلاقات السعودية ـ الباكستانية حيث قال: "إن العلاقات السعودية ـ الباكستانية قطعت أشواطاً طويلة منذ ستينيات القرن الماضي، وذلك من خلال إرسال عسكريين باكستانيين لتدريب الجيش السعودي، كما أرسلت باكستان خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن نفسه، ما يقارب 20 ألف عسكري من الجيش الباكستاني إلى السعودية، في الوقت الذي قدمت فيه السعودية منحا مالية تقدر بمليار دولار سنوياً للحكومة الباكستانية في ذلك الوقت.
وتابع أن من أهم الأسباب والعوامل التي دعت السعودية إلى دعم باكستان من جديد، هو وقوفها بجانب السعودية ضد بشار الأسد، وعدم قبولها بقاء بشار الأسد رئيسا للبلاد، إضافة إلى مشاركة عسكريين باكستانيين في تدريب بعض قوات المعارضة السورية المقربة من السعودية وتسليحهم بالعتاد الباكستاني.
وختم "مشرق نيوز" بأن التعاون السعودي ـ الباكستاني في المجال النووي، يعتبر تحالفاً ضد إيران وملفها النووي، حيث تريد السعودية من خلال هذا التحالف التلويح للدول الغربية وإيصال رسالة واضحة من خلال ورقة باكستان النووية، بأنه في حال تم الاتفاق على الملف النووي الإيراني بين إيران ومجموعة 5+1 فإن باستطاعة السعودية امتلاك القنبلة النووية عن طريق باكستان.