في إقرار غير مسبوق، اعترف الجيش
الإسرائيلي باستحالة نجاح استراتيجية
الردع التي دأب على التشبث بها في مواجهة حركة
حماس منذ انطلاق الحركة أواخر العام 1987.
وحسب استنتاج وصلت إليه دراسة أعدها الجنرال يوسي بايدتس، قائد الكليات العسكرية في الجيش، بتكليف من هيئة أركان الجيش، فإنه في أعقاب ثلاث حروب، وعدد كبير من العمليات المحدودة، فقد تبين أن الأداء العسكري الإسرائيلي لم ينجح في ردع الحركة عن القيام بعمليات ضد إسرائيل.
وأشار عاموس هارئيل، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته الصحيفة أمس الجمعة إلى أن بايدتس عدد في دراسته مظاهر فشل استراتيجية الردع الإسرائيلية.
وحسب هارئيل، فإن الإرباك الإسرائيلي في أعقاب
الحرب وصل لدرجة أن أحداً من قادة الجيش لم يعد قادراً على الزعم بأن إسرائيل قد حققت نصراً في هذه الحرب.
ويذكر أن هناك إجماعا بين النخب الأمنية والسياسية والإعلامية في تل أبيب على نجاح استراتيجية الردع في مواجهة حزب الله.
فقد أكد الجنرال بني غانز رئيس هيئة أركان الجيش في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى بمناسبة عيد "الأنوار" أن مسار الأحداث منذ العام 2006 وحتى الآن يدلل على نجاح قوة الردع التي راكمتها إسرائيل ضد حزب الله في حرب لبنان الثانية.
ومما فاقم من الجدل حول نتائج الحرب على
غزة، سقوط عدة صواريخ مساء أمس على التجمع الاستيطاني "أشكول"،للشمال من قطاع غزة.
وقد تعرض وزير الداخلية يغآل أردان لانتقادات حادة من قبل المعلقين أثناء مشاركته مساء أمس الجمعة في برنامج "أولبان شيشي(أستوديو الجمعة)"،الذي بثته قناة التلفزة الثانية، بسبب تواصل إطلاق الصواريخ من غزة.
وقد أقر أوردان أن أحداً ليس بوسعه التعهد بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، معتبراً أن من يطالب بوقف الصواريخ نهائياً "غير واقعي ولا يفهم ما يجري".
وفي ذات السياق، تبادل عدد من الصحافيين والمعلقين الإسرائيليين النكات في تغريدات على "تويتر" تتعلق بعجز نتنياهو عن العودة لطرح شعاره السابق بأنه "قوي في مواجهة حماس".
وقال المعلق بن كاسبيت إن العودة لطرح هذا الشعار ستكون "نكتة سمجة" بالنسبة لجميع الإسرائيليين، مشيراً إلى أن المستشارين الإعلاميين لنتنياهو لا يمكنهم أن يسمحوا له بالعودة لطرح هذا الشعار.
في ذات السياق، كشف موقع صحيفة "ميكور رييشون" مساء أمس النقاب عن أن الفشل الذي منيت به الاستخبارات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة أفضى إلى تفجر خلاف بين كل من جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" و"الموساد" بشأن القطاع.
وذكرت الصحيفة أن جهاز "الموساد" يرى أن فشل "الشاباك" يحتم تجريده من بعض صلاحياته ونقلها للموساد، سيما في كل ما يتعلق بعمليات تهريب السلاح والوسائل القتالية.