ابن عم الأسد بمصر وحديث عن مبادرة للسيسي تدعم نظامه

بينما نفى الجانبان المصري والسوري وجود أي دوافع سياسية لزيارة عماد الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الأكاديمية البحرية في اللاذقية، إلى مصر حاليا، ينفي مراقبون ومحللون هذا النفي، مؤكدين أن الزيارة تتواكب مع حديث غير معلن حول مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية.
 
وبرغم أن الأسد جاء إلى القاهرة على رأس وفد من خمسة أفراد إلا أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية قالت في بيان لها إن عماد الأسد حضر إلى مصر للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية للأكاديمية فقط.
 
يأتي ذلك علما بأنه ليس من أدبيات الأكاديمية تأكيد أو نفي طبيعة أي زيارة يقوم بها مسؤولوها إلى القاهرة، والعواصم العربية.
 
وكان الحديث حول المبادرة المصرية ظهر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، إلى القاهرة، إذ سبقها قيادي بارز في الائتلاف بتصريح قال فيه إن "البحرة سيطلب من وزير الخارجية سامح شكري تدخل مصر في الأزمة السورية عبر صوغ مبادرة للحل".
 
وربط بسام الملك، عضو الائتلاف المقيم بالقاهرة، بين الزيارة والحديث حول مبادرة مصرية.
 
فقال -في تصريحات صحفية- إن الزيارة تأتي في إطار تحرك دبلوماسي ورسمي مصري يؤكد المسؤولون المصريون أن الأزمة السورية في القلب منه، وتأتي بعد أيام من زيارة أجراها عبد الفتاح السيسي للأردن للقاء الملك عبد الله، الذي زار الولايات المتحدة مؤخرا مرتين، وجاءت زيارة الرئيس المصري في أعقاب الزيارة الثانية له".
 
اتصالات خلف الكواليس
 
ويؤيد محللون هذا الرأي مؤكدين أن القاهرة تستعد لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال أيام، مشيرين إلى أن روسيا بدأت تنشط مؤخرا، في اتجاه الحل السياسي للأزمة السورية.
 
وكانت روسيا تواصلت مع الطرفين، فزارها وفد من المعارضة السورية برئاسة معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف السوري، ثم زارها -بعده بأيام- وفد من النظام برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية.
 
وقد خرجت تصريحات ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط بعد زيارة وفد المعارضة، مؤكدة أنهم تحدثوا عن حل سياسي للأزمة، وأن روسيا لا تمانع في ذلك.
 
في هذا السياق، نقل موقع "مصر العربية"، الخميس، عن هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري، قوله إن السعودية تدفع مصر باتجاه دور فاعل في الأزمة السورية لاستعادة مكانتها كقوة عربية، وإن هناك اتصالات تجرى خلف الكواليس بين قيادات مصرية وسعودية من جهة، وأطراف الأزمة في سوريا من جهة أخرى.
 
مطاردة المعارضة
 
على صعيد متصل، ذهب محللون إلى أن الزيارة الغامضة لعماد الأسد إلى القاهرة ربما تكون -أيضا- محاولة من نظام الأسد لمطاردة المعارضة السورية المتواجدة في القاهرة، أو الحصول على مكاسب من نظام السيسي لدعم حرب بشار ضد ما يسميه "الإرهاب" في بلاده.
 
ومن جهتها، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن الوفد سيلتقي خلال الزيارة عددا من المسؤولين المصريين لبحث تطورات الوضع في سوريا على ضوء الموقف  الذي يؤيد الحل السياسي للأزمة السورية، بحسب المصادر.
 
 وأضافت الوكالة أن أول الملفات التي سيبحثها الوفد السوري برئاسة عماد الأسد هو ترسيم الحدود البحرية؛ للحفاظ على الحقوق المصرية السورية في حقول الغاز بالبحر المتوسط.
 
ومن جهتها، نقلت فضائية "الميادين" اللبنانية، المقربة من النظام الحاكم في دمشق، عن مصادر قولها إن الوفد سيجري لقاءات مع عدد من المسؤولين المصريين سواء في جهاز المخابرات أو بعض المقربين من عبد الفتاح السيسي، تمهيدا لفتح حوار بين حكومة النظام والمعارضة السورية بمصر، أو التي يمكن دعوتها إلى القاهرة.
 
تكتم إعلامي
 
في المقابل حرصت المصادر الرسمية، ووسائل الإعلام المصرية، على فرض سياج من التكتم على الزيارة.
 
وقالت صحيفة "الجمهورية" إن زيارة الوفد السوري إلى القاهرة "ليست لها أي علاقة بالعمل السياسي، وإنما في المجال التعليمي."
 
ونقلت عن مصدر قوله إن الأسد، كونه يرأس الأكاديمية البحرية في اللاذقية، جاء إلى القاهرة تلبية لدعوة من الأكاديمية المصرية المتخصصة في الشأن ذاته، وهو العلوم البحرية."
 
وذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الخميس أن الأسد "موظف بفرع الأكاديمية باللاذقية، وله صفة وظيفية ليس لها أي جانب سياسي، وقد حضر إلى مصر في هذا الإطار للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لفرع الأكاديمية"،  مؤكدة أنه "سيغادر عقب إنهاء مهامه فورا."
 
ويُذكر أنه سبق هذه الزيارة بيومين تأكيد القاهرة عدم وجود مبادرة لحل سياسي تطرحها من جانبها لإنهاء القتال في سوريا، مع تأكيدها في الوقت ذاته دعم الحلول السياسية.
 
وأشارت المعارضة السورية أكثر من مرة إلى تبدل في الموقف المصري حيال الأوضاع في سوريا بالفترة التي أعقبت الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، ووصول عبدالفتاح السيسي إلى الحكم، خاصة أن مرسي كان أطلق مواقف عالية النبرة ضد النظام في دمشق.
 
ومما يؤكد الدوافع السياسية للزيارة أن معتز خميس المستشار الإعلامى للأكاديمية البحرية نفى توجيه أى دعوه لعماد الأسد للمشاركة فى اجتماع مجلس إدارة الأكايمية فرع سوريا، مشيرا الى أن الأسد يعمل بفرع سوريا منذ عام 2004، ولكنه حضر لمصر مع أسرته، ولن يشارك فى اجتماع الاكاديمية.
 
وكان السيسي صرح في مناسبات مختلفة بأنه مع الحل السياسي في سوريا، وحذر من تقسيمها، وقال: "لابد من إيجاد مخرج سلمي للوضع في سوريا"، التي وصفها بأنها "أصبحت بؤرة جاذبة للعناصر الإرهابية المتطرفة"، إلا أنه شدد على أن "الحل يجب ألّا يكون على حساب وحدة الأراضي السورية".
 
وكانت أنباء تسربت حول مبادرة بدعم السيسي تطرح حلا سياسيا للأزمة السورية، وتحظى بتأييد الدول العربية "لإنهاء الحرب الدائرة بين النظام والمعارضة في سورية، وإجراء حوار سوري ـ سوري للاتفاق على مستقبل وشكل النظام السياسي الذي سيحكم"، وذلك حسبما تسرب.