أفاد ناشطون من مدينة
اللاذقية أن
المياه لم تصل للمدينة منذ ثلاثة أيام، على الرغم من كثرة الأمطار في فصل الشتاء، حيث رجح بعضهم أن النظام يقوم بإصلاح أحد الخطوط الرئيسية للمدينة، لكن آخرين تحدثوا عن مسلحين قصفوا خطوط المياه المؤدية للمدينة.
وقال أحد النشطاء من الطائفة العلوية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن "الأوضاع أصبحت أكثر من سيئة للأسف مع ندرة وجود الغاز والمازوت والكهرباء وحتى الماء".
وأشار إلى حالة الاستياء الواضحة لدى العلويين على الرغم من اتهامهم الواضح لـ"لإرهابيين" بالمسؤولية، لكنهم يدركون في الواقع مَن المسؤول عن قطع الخبز ومواد التدفئة التي يرتفع سعرها إلى حد اللامعقول، بعد أن تجاوز سعر مادة المازوت في مناطق سيطرة النظام إلى أكثر من دولار، في حين أن سعره في مناطق سيطرة الثوار لا يتجاوز نصف دولار.
ظروف صعبة تعيشها المدينة في شقَّيها المؤيد والمعارض للنظام، وسط عجز النظام السوري عن التعاطي مع هذه الظروف، حيث لم يعد الذين انتقلوا إلى مناطق النظام، بحثا عن حياة كريمة أفضل من التي كانت في ظل سيطرة قوات الثوار، يشعرون بالفرق.
أحداث عديدة يستمر صداها في مناطق العلويين في الساحل السوري، وليس آخرها ما جرى في مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، حيث ترك النظام السوري مئات الجنود لمصيرهم ليذبحوا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما أدى إلى حالة من السخط الواسع في صفوف أبناء الطائفة، وسط تخوف واضح من تكرار الأمر في مطار دير الزور الذي يشهد معارك طاحنة بين التنظيم وقوات النظام السوري المحاصرة من كافة الجهات.
بدوره، يتساءل رائد، وهو ناشط من مدينة اللاذقية: "إلى متى سيبقى العلويون في
سوريا يتغاضون عن البؤس والشقاء الذي وضعهم الأسد فيه وهم يدركون أنه على خطأ؟ فهل ما زال الأسد خيارهم الوحيد؟ وهل سيكتفي النشطاء المؤيدون للنظام السوري بإطلاق حملة جديدة كالحملة التي أطلقوها بعد ما حصل في الرقة، أم سيتغير الأمر إلى حراك على أرض الواقع؟".
وذكر رائد أن جميع الظروف الأمنية والمعيشية لم تعد كما كانت، مع انعدام الأمان بالدرجة الأولى في اللاذقية وطرطوس وجبلة والريف الممتد بين هذه المدن، والسلاح الذي تم توزيعه بإشراف النظام السوري على الموالين في هذه المدن، إضافة الى صعوبة الحصول على المواد الغذائية، واستحالة الحصول على مواد التدفئة التي حرم منها الريف بشكل رئيسي في المناطق الجبلية، كريف مدينة الحفة والصلنفة وحتى القرداحة.