أدان "المجلس الثوري
المصري" بشدة نظام عبد الفتاح السيسي لرفضه دخول
ميشيل دان، المحللة الأمريكية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والدبلوماسية السابقة، إلى مصر.
وقال الثوري المصري، في بيان له، الأحد، إن "هذه الخطوة من النظام المصري تجاه أستاذة باحثة ذات مستوى رفيع في معهد كارينجي تعدّ بمثابة مثال لانعدام تحمّل النظام العسكري لأي صوت يعارض أسلوب القمع والقهر الذي يمارسه ضد شعبه ورفضه البات للأخذ في الاعتبار أي نقد أكاديمي أو سياسي من الخارج".
وشدّد
المجلس الثوري المصري على رفضه وشجبه بشدة عدم السماح لميشيل دان لدخول الأراضي المصرية لحضور مؤتمر قد دعيَت إليه، مستنكراً الأسلوب الذي وصفه بأنه غير لائق في التعامل معها، حيث تركتها قوات الأمن تنتظر لساعات في مطار القاهرة قبل إجبارها على مغادرة البلاد، مشيرا إلى أن هناك "حالة متردية بشكل كبير في حرية التعبير وحتى في الحرية الأكاديمية التي يفرضها النظام العسكري الانقلابي سواء على من يدخلون مصر، أو بمنع السفر والقتل الممنهج للعلماء والمفكرين والطلبة، وبالتالي قتل أي إمكانية لأي تطور علمي".
ونوّه بيان المجلس إلى أنه خلال الشهر السابق رفض النظام نقل الدكتور طارق الغندور، الذي كان معتقلا في أحد السجون، إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتركه ينزف حتى توفي، لافتا إلى أن الغندور عالم في الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب في جامعة عين شمس، وحُكم عليه من وصفه بـ"قضاء العسكر" بخمس سنوات سجن.
وتابع "الحرم الجامعي مازال يعج بقوات الأمن من الشرطة والجيش وحتى الشركات الخاصة والذين يوجهون أسلحتهم صوب الطلبة فيقتلون ويعتقلون ويعذبون ويفصلون جيل العلم القادم".
وقال المجلس إن "ميشيل دان كانت إحدى الشخصيات الأكاديمية التي وقعت على خطاب ينتقد الرئيس الأمريكي بارك أوباما لاستقباله "السيسي" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي؛ ولذلك أصبحت مستهدفة من النظام القهري، وقد وضعت على قائمة الممنوعين من دخول مصر".
من جهتها، أعربت الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، عن ترحيبها باستمرار كل من يؤيد "الديمقراطيات وحقوق الإنسان في العالم في انتقاد هذا النظام العسكري المصري الذي تتزايد انتهاكاته الصارخة يومياً، كي لا يكونوا غطاءً لهذه الانتهاكات التي يحاول الانقلاب إخفاءها عن العالم الخارجي وحجبه أن المصريين يعيشون بأسوأ أيام الديكتاتوريات في العالم".
بدورها، قالت ميشيل دان، التي كتبت مقالات انتقدت فيها الحكومة المصرية، إنها مُنعت من دخول مصر لحضور مؤتمر، السبت الماضي، مضيفة بأن السلطات لم تفسر لها سبب منعها من دخول مصر عندما تمت إعادتها من مطار القاهرة الدولي.
وتابعت دان التي عملت بمصر 17 عامًا في السلك الدبلوماسي الأمريكي بما في ذلك شغلها منصبا في السفارة الأمريكية بالقاهرة أنها كانت تدخل البلاد "مرتين إلى أربع مرات سنوياً على الأقل خلال السنوات العشر الماضية".
وأشارت إلى أنها جاءت إلى مصر لحضور مؤتمر للمجلس المصري للشؤون الخارجية، موضحة "أكتب كثيرا عن مصر، لا أعتقد حقيقة أن أي شيء اختلف من جانبي، يبدو لي أن التغير في الجانب المصري بشكل أكبر، يبدو أن التسامح مع أي شكل من الكتابة يتضمن انتقادا أصبح أقل بكثير عن ذي قبل".
وفى 12 أغسطس الماضي، منعت مصر كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك وسارة ليا ويتسن من دخول القاهرة ورَحَّلتهما.، وكان المديران فى المنظمة الحقوقية يعتزمان الإعلان عن تقرير حقوقي يتهم السلطات الانقلابية المصرية بارتكاب جرائم حرب فى فض اعتصامي رابعة والنهضة فى أغسطس 2013.
مصر "مستغربة"
من جهتها، أعربت الخارجية المصرية عن "استغرابها" من تصريحات دان التي قالت فيها إن السلطات المصرية منعتها من دخول البلاد.
وفي بيان لها صدر مساء الأحد، قالت الخارجية "يستغرب القطاع القنصلي بوزارة الخارجية هذه الادعاءات، وينوه بما إذا كان من المقبول دخول البلاد بدون تأشيرة دخول صالحة لغير غرض السياحة"، متسائلا "عما إذا كانت الولايات المتحدة تسمح بدخول أجانب إلى أراضيها بدون الحصول بشكل مسبق على تأشيرة دخول من إحدى السفارات الأمريكية في الخارج".
وتابع البيان "يود القطاع القنصلي بالوزارة الإشارة إلى أن الباحثة الأمريكية كانت قد ترددت على السفارة المصرية في واشنطن، وقدمت طلب الحصول على تأشيرة دخول إلى أرض الوطن لغير غرض السياحة"، مستطردا أنه "تم الطلب منها طبقا للإجراءات المعتادة المعمول بها ملء استمارات الحصول على تأشيرة الدخول وتقديم صور فوتوغرافية شخصية لها، غير أنها قامت بشكل مفاجئ بسحب جواز السفر الخاص بها دون استكمال الإجراءات المطلوبة للسفر".
وأضاف "قررت السفر إلى مصر رغم أنها تعلم تماماً بحكم ترددها الكثير أن الحصول على تأشيرة الدخول في المنافذ المصرية يكون فقط بغرض السياحة".
وميشيل دان كبيرة الباحثين في برنامج
كارنيغي للشرق الأوسط، حيث تتركّز أبحاثها على التغييرات السياسية والاقتصادية في البلدان العربية، خصوصاً في مصر، وعلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وكانت دان، الدبلوماسية السابقة، خبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة الممتدّة بين 1986 و2003، حيث شغلت مناصب في طاقم الأمن القومي، وطاقم تخطيط السياسات لوزارة الخارجية الأمريكية، ولدى السفارة الأمريكية في القاهرة، والقنصلية الأمريكية في القدس، ومكتب الاستخبارات والأبحاث.