تزايدت الدعوات في الأوساط السياسية
اللبنانية لعقد حوار بين المرشحيْن الأبرز لمنصب رئاسة الجمهورية، زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال
عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير
جعجع، لما يمثله هذا الحوار من فرصة لخروج البلاد من حالة الفراغ الدستوري في منصب الرئيس المتواصلة منذ أكثر من مئتي يوم.
وتتعالى الأصوات لإنجاز الحوار في أقرب وقت، لاسيما بعد ست عشرة محاولة فاشلة لانتخاب الرئيس عبر مجلس النواب، بسبب عدم اكتمال النصاب لانعقاد الجلسة.
جهود دولية
وخلال الأيام الماضية برزت مواقف مرحبة بالحوار من قبل العماد عون وجعجع ولكن دون تحديد أي موعد، إذ بقيت هذه المواقف في إطار التمنيات، حيث أشار جعجع في لقاء مع إعلاميين إلى أن "الرغبة للقاء النائب العماد ميشال عون موجودة ومتبادلة بين الجانبين".
وحيال الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإنجاز هذا الاستحقاق، قال جعجع إن "الروس والفرنسيين لم يطرحوا أياً من الأسماء المرشحة والمطروحة لرئاسة الجمهورية، بل جلّ ما يقومون به هو السعي لإتمام هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن".
هذه التصريحات جاءت في إشارة إلى الجهد الفرنسي في الملف، تمثل يزيارة موفد فرنسي إلى لبنان تبعها تصريحات للرئيس الفرنسي فروانسوا هولاند، خلال زيارة رئيس الحكومة تمام سلام لباريس، يضاف إليها جهد روسي تمثل باللقاءات التي أجراها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مع القيادات اللبنانية.
على المقلب الآخر يشير التيار الوطني الحر إلى أن الحوار يجب أن ينعقد "بأسرع وقت ممكن من دون أي شروط مسبقة"، وذلك حسب عضو تكتل التغيير والإصلاح نبيل نقولا، الذي أشار في حديث تلفزيوني إلى أن الحوار سيتم "إذا ما استطاعت القوات اللبنانية التحرر من اللاءات المجبورة فيها"، في إشارة إلى أنها "شروط فرضتها المملكة العربية السعوية على تيار الرابع عشر من آذار".
تمنيات ولا خطوات عملية
وكشف مصدر مقرب من حزب القوات اللبنانية أن "خطوط الاتصال بين الرابية (مكان إقامة عون) ومعراب (مكان إقامة جعجع) موجودة ولم تنقطع"، لكن دون أن يلوح في الأفق أي شيء عملي حتى الآن.
ويضيف المصدر في حديث لـ"عربي21" أن "الدكتور جعجع مع الحوار لإنجاز استحقاق
الرئاسة، ولكن شريطة أن يكون الحوار مجدياً ووفق برنامج عمل واضح"، مشيراً إلى أن الحديث حتى الآن هو في إطار التمنيات، "ولا شيء جدّي يشير إلى وجود آلية عملية".
ويؤكد المصدر ارتفاع وتيرة الضغوط الدولية والإقليمية لإنجاز استحقاق ملف الرئاسة، ولكنها جهود حتى الآن في العموميات دون الخوض في الأسماء أو التفاصيل، ورأى أن هذه الضغوط لا تعبر عن ظاهرة صحية سليمة، إذ من المفترض أن ينجز هذا الملف بعيداً عن التجاذبات الإقليمية والدولية، ولكن هذا هو الواقع في لبنان.
جدير بالذكر أن مصادر إعلامية لبنانية كشفت في الساعات الأخيرة عن جهود جديدة، تقودها
فرنسا بالتواصل مع
الفاتيكان من أجل إنجاز ملف الرئاسة لما تمثله من مرجعية معنية بالمسألة، على اعتبار أن طرفي الملف مسيحيان، لا سيما بعد دعوات أطلقتها أوساط مسيحية لإنجاز الملف، بعد أن أبدت تخوفات من تهميش المسيحيين لحساب التجاذبات الشيعية-السنية في البلاد.