فنون منوعة

"أنا في الموعد" فيلم بدقيقتين ضد الاغتصاب واللامبالاة

على وقع الاغتصاب.. اللامبالاة تبقى السلوك السائد والباقي استثناء - أ ف ب
قدم فيلم "أنا في الموعد" في إطار "مهرجان فيلم نيكون" للإبداع في مجال الفيديو حيث تخضع الأفلام لتصويت رواد الإنترنت حتى 15 كانون الثاني/ يناير 2015. ويحمّل المشاركون في المسابقة أفلامهم على موقع "مهرجان نيكون" الإلكتروني، وموضوع هذه النسخة الخامسة هو "أتبع اختيارا".. في أقل من 140 ثانية.

ويوثق تقرير "فرانس24" عن الفيلم "أنا في الموعد" أنه لإيزابيل كينتار وفابيان موت، ويستغرق حوالي دقيقتين لا تتركان المتفرج ساكنا.

ولعل وقع الشريط كبير، لأن الرسائل الأساسية تكمن في الإيحاءات، وكأن الصدمة أقوى حين يفتح مجال التصور على الواقع المريب.

في الفيلم، يطغى الصوت على الصورة، والشخصية الرئيسية رجل في طريقه إلى موعد. وفي القطار، لا يرى المعتدي والضحية، لكنه يسمع الشتائم والضرب والتوسلات "لا تلمسني.. ساعدوني" ثم الاغتصاب.. يتبادل المسافرون نظرات حرجة و"يتقوقعون" داخل سماعاتهم الموصولة بالآلات الذكية.

يتوقف القطار، وينزل "البطل" الخالي من البطولة فيتصل بزوجته ليطمئنها "سأكون في الموعد".
 
ونكاد نشعر في الآخر بالغثيان، ونتساءل: كيف كنا سنتصرف في حال وجدنا أنفسنا في موقف مماثل؟

تختلج فينا أحاسيس متناقضة: الغضب والعار والذنب، وأمام شاشاتنا نتوعد المعتدي، ونؤكد أننا كنا سنصرخ ونفضحه.. لكن الحقيقة أمرّ، ففي مرات عديدة تعرضت نساء للتحرش والاعتداء الجنسي دون أن يجرؤ أحد على التدخل بسبب الخوف.

ويثير الفيلم القلق لأنه يذكرنا بواقع مجتمعاتنا. ففي نيسان/ إبريل الماضي تعرضت امرأة لاعتداء جنسي دام نصف ساعة في وضح النهار بمترو مدينة ليل الفرنسية، على يد شاب ثمل وعلى مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك أحد ساكنا. وحكم على المعتدي بالسجن 18 شهرا، لكن لم يتم التعرف على الشهود الذين امتنعوا عن تقديم المساعدة رغم التحقيق الذي فتحته النيابة العامة في الأمر.

وإن كان مراقبو القطار الهوائي "التراموي" في مدينة ليون الفرنسية طاردوا في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي شخصا كان اغتصب في الحين وفي الشارع امرأة كانت مارة من هناك، فإن اللامبالاة تبقى السلوك السائد، والباقي استثناء...

يذكر أنه شاهد الفيلم مئات الآلاف من رواد الشبكة العنكبوتية.