قتل 20 عنصراً من قوات البشمركة الكردية الأحد، في المعارك التي خاضتها إلى جانب القوات الحكومية العراقية، لاستعادة بلدتي السعدية وجلولاء في محافظة ديالى من يد
تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب قيادي كردي.
وقال مسؤول البشمركة محمود سنكاوي، في محور شمال ديالى (شمال شرق بغداد) "بلغ عدد القتلى من البشمركة 20 وأكثر من 40 جريحاً، خلال مواجهات ضد الدولة الإسلامية بالعبوات الناسفة، في مدخل جلولاء وداخل جلولاء والسعدية".
وعلى صعيد آخر تعكف قوات البشمركة في شمال العراق على وضع خطط لكسر حصار مقاتلي الدولة الإسلامية لجبل
سنجار، حيث لا يزال آلاف من الأقلية
اليزيدية محاصرين بعد بضعة أشهر من فرارهم من ديارهم.
وقال أعضاء كبار بالحزب الديمقراطي الكردستاني، إنه في إطار مساعي مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لاسترداد أراض واستعادة الزهو لقواته العسكرية، يباشر الإشراف على جهود استعادة جبل سنجار.
وكان مقاتلو الدولة الإسلامية قد هاجموا منطقة جبل سنجار في آب/ أغسطس الماضي، مما أدى إلى فرار آلاف اليزيديين إلى قمة الجبل في رحلة محفوفة بالمخاطر على ارتفاع نحو 65 كيلومتراً.
وصرح مسؤولون عراقيون وشهود أن مئات اليزيديين أعدموا على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين يرون أن اليزيديين -الذين يعتنقون ديانة زرادشتية قديمة- من عبدة الشيطان.
ويقول مسؤول كبير لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن الهجوم على اليزيديين يضاهي "الشروع في إبادة جماعية".
وقال المتحدث باسم البشمركة هالجورد حكمت، إن قوات البشمركة الكردية استعادت ما بين 65 إلى 75 في المئة من الأراضي التي استولى عليها مقاتلو الدولة الإسلامية في المنطقة، منذ أن بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات جوية في آب/ أغسطس، إلا أن التضاريس الوعرة لجبل سنجار تجعل من العسير اختراقه.
وقال حكمت "أولويتنا الآن هي سنجار. ستوضع خطة في غضون الأيام القادمة".
وذكر حكمت دون أن يورد مزيداً من التفاصيل، أن الاستراتيجية كانت تركز على قطع خط إمداد للدولة الإسلامية بين الموصل وسوريا، يسير بمحاذاة السفح الجنوبي للجبل.
ومن شأن السيطرة على جبل سنجار أن تجعل البشمركة يسيطرون على منطقة تشرف من ثلاث جهات على الموصل، وهي أكبر مدينة تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية في شمال العراق، مما يتيح لهم الاستحواذ على مواقع تصلح لأي هجوم في المستقبل، لاستعادة المدينة والمناطق القريبة منها.
وأضاف حكمت "بعد ذلك يجب أن ننسق مع بغداد والتحالف (المكون من دول غربية وخليجية عربية)، لطرد الدولة الإسلامية من الموصل".
وصارت الموصل بؤرة للجهود العسكرية الحكومية بسبب حجمها وأهميتها الرمزية، بعد أن ألقى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي خطاباً عاماً في المسجد الكبير للمدينة في تموز/ يوليو الماضي.
وقال البغدادي، بعد أن نصّب نفسه خليفة لدولة إسلامية أعلنها في مناطق من العراق وسوريا لمقاتليه، إنهم هم المنتصرون بعد سنوات من الكفاح والجلد.
وتتراوح تقديرات أعداد من لايزالون محاصرين على قمة جبل سنجار -وهو جزء من أراض متنازع عليها بين الأكراد وحكومة بغداد- بين أقل من ألف إلى عشرة آلاف شخص.
واسترد البشمركة الشهر الماضي بلدة ربيعة. وهو ما مكنهم من السيطرة على نقطة عبور إلى سوريا، مع اقترابهم من جبل سنجار. أما تحقيق تقدم جديد فقد لا يكون بالأمر الهين.
وبين ضابط مخابرات في منطقة ربيعة أن الأمر سيستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لطرد الدولة الإسلامية من القرى الواقعة إلى الشمال من جبل سنجار؛ لأن كثيراً من المقيمين العرب إما يؤيدون الدولة الإسلامية، وإما يعارضون التقارب مع الأكراد.
وقال مقاتل يزيدي من الجبل إنه واحد من بين نحو 1500 متطوع هناك، علاوة على وحدة من البشمركة قوامها 150 فرداً.
وأضاف حكمت أن عدد البشمركة يصل إلى ألفي رجل.
وأوضح المقاتل المتطوع الذي قال إنه يدعى بركات "تسلمنا عدة أنواع من الأسلحة الصغيرة من الأكراد، بما في ذلك بنادق كلاشينكوف وبنادق قنص ومدافع مورتر ورشاشات خفيفة".
ومن الوجهة السياسية يعد جبل سنجار من نقاط الضعف للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو أحد مركزي القوى الرئيسيين للأكراد، وتتولى قواته المسؤولية عن حماية المنطقة.
واكتسبت فصائل وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي عبرت إلى العراق وأنقذت آلاف اليزيديين خلال الصيف، تأييد هذه الأقلية التي يشعر الكثيرون من أفرادها أن البشمركة قد خذلوهم.
وقال مقاتلون إنه منذ ذلك الوقت تتولى وحدات حماية الشعب تدريب آلاف اليزيديين في سوريا، فيما ظل عدد محدود من المقاتلين على قمة الجبل.
وذكر حكمت المتحدث باسم البشمركة أن وحدات حماية الشعب لن تشارك في الهجوم على جبل سنجار، لكن البشمركة ستتولى التنسيق معهم لحماية المنطقة فيما بعد.