كشفت السيول، السبت، عن
مقبرة جماعية تضم حوالي 60 جثة لسجناء كانوا مودعين في سجن بادوش غرب
الموصل، شمال
العراق، قبل سيطرة تنظيم
الدولة الإسلامية على المدينة، بحسب مصدر عشائري.
وقال أحد وجهاء العشائر العربية في منطقة اسكي موصل، إن "معظم الجثث في سجن بادوش هي لأشخاص يرتدون ملابس السجن، وغالبيتهم من المحافظات الجنوبية، ذات الأغلبية الشيعية"، وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "الجثث بدت عليها التفسخ وأعاد الأهالي دفنها لصعوبة إيصالهم لذويهم في هذه الظروف الراهنة، لأن داعش يسيطر على الموصل".
في السياق ذاته، تواترت في الأشهر الماضية تقارير لجهات دولية تفيد بإعدام تنظيم الدولة الإسلامية أعدادا كبيرة من سجناء شيعة كانوا موجودين في سجن بادوش وقت سقوط الموصل في حزيران/ يونيو.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المصدر العشائري، من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من "الدولة" بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
وكان مصدر طبي قال في أيلول/ سبتمبر الماضي إن مقبرة جماعية تضم المئات من الجثث تعود لسجناء سجن بادوش غرب الموصل كانت مدفونة في دوادي قرب السجن تم إعادة ردمها بعد أن كشفت العوامل والظروف الجوية عن الجثث، وانبعاث روائح كريهة إلى قرى قريبة من المقبرة.
وكان أكثر من ثلاثة آلاف سجين قد فرّوا من سجن بادوش الإصلاحي، أحد أكبر سجون وزارة العدل في العراق، صباح العاشر من حزيران/ يونيو الماضي حين سقطت مدينة الموصل بيد التنظيم.
ويقول سجناء فروا من سجن بادوش إن "التنظيم احتجز السجناء الشيعة يوم سقوط الموصل واقتادهم إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم فقد الاتصال بهم، ولم يستدل عليهم حتى الآن".
متابعات وإدانات حقوقية
وفي 26 آب/ أغسطس الماضي، أدانت رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، "الحملة التي يشنها تنظيم داعش للتطهير العرقي والديني في العراق"، معلنة أن "التنظيم أعدم 670 سجيناً في بادوش".
فيما قالت منظمة
هيومن رايتس ووتش، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إن "مسلحي تنظيم داعش المتطرف قاموا على نحو ممنهج بإعدام نحو 600 من النزلاء الذكور بأحد السجون على أطراف مدينة الموصل شمال العراق".
وقالت ليتا تايلر، الباحثة الأولى في قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش، إن "التفاصيل المروعة للمذبحة الجماعية لنزلاء السجن بيد تنظيم الدولة الإسلامية تجعل من إنكار عربدة تلك الجماعة المتطرفة أمراً مستحيلاً، وينبغي أن يدين الناس في أنحاء العالم، من أي عرق أو معتقد، هذه التكتيكات المروعة وأن يمارسوا الضغط على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
وأضافت أنه "بعد الاستيلاء على سجن بادوش قرب الموصل، قام مسلحو (داعش)، بفصل النزلاء السنة عن الشيعة، ثم أجبروا الرجال الشيعة على الركوع بطول حافة وادٍ قريب، وأطلقوا عليهم النار من بنادق هجومية وأسلحة آلية، بحسب ما قال 15 سجيناً شيعياً ممن نجوا من المذبحة لـ "هيومن رايتس ووتش".
يذكر أنه في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمال العراق، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات أوسع في شمال وغرب البلاد، وكذلك شمال وشرق سوريا، ليعلن في الشهر ذاته قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، وعقب ذلك هاجم مسلحون من التنظيم بالصواريخ والقنابل سجن بادوش غربي مدينة الموصل شمال العراق، ما أسفر عن مقتل العشرات من السجناء وهروب المئات.